اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
رفض المواطنون في غزة، الآليات الإسرائيلية الجديدة المزمع تطبيقها لتوزيع الغذاء، مؤكدين أنها 'فخ' يرمي إلى تهجيرهم قسرا أو استهدافهم تحت غطاء المساعدات الإنسانية.
ووجه المواطنون نداءً عاجلاً للمؤسسات الدولية والإنسانية بإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف سياسة التجويع التي يمارسها كجزء من حرب الإبادة الجارية ضد القطاع.
وفي هذا الصدد، قال المواطن أبو شاكر العويدات (67 عاماً): 'الاحتلال يستخدم الجوع كورقة ضغط لسلب حقوقنا في العيش الكريم بأرضنا، ويدفع لتهجيرنا قسرا من القطاع'.
وأضاف لصحيفة 'فلسطين' أن الآليات التي يتم الترويج لها إسرائيليا لتوزيع المساعدات غير واضحة، ولم تقدم أي جهة تفسيراً واضحاً لكيفية عملها'.
وأعرب عن مخاوفه بالقول: 'نخشى أن يتحول هذا الأمر إلى مصيدة، حيث يجبر الاحتلال على السكان بغزة على الانتقال إلى مناطق الوسط أو الجنوب لاستلام حصصهم الغذائية، ثم يمنعهم من العودة.
فيما انفجرت السيدة أم ياسر الدباغ (42 عاماً) بغضب شديد تجاه المؤسسات الدولية التي تقف متفرجة على معاناة أهالي غزة، متهمة إياها بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في سياسة التجويع الجماعي.
وقالت الدباغ، وهي أم لخمسة أطفال، لصحيفة 'فلسطين': إن 'المؤسسات الدولية تتفرج على دماء أهل غزة وكأنها شريك في الجريمة بدل من أن تحمينا، صارت توزع الخبز بطريقة عشوائية بلا عدالة'.
وتضيف بغصة 'بيتي خالٍ من الدقيق والبقوليات منذ ثلاثة أسابيع، وأطفالي يبكون من الجوع'.
وتشير إلى أن المساعدات التي تصل لغزة بعد حصار طويل أقل من القليل، وبالكاد تكفي لوجبة واحدة، مطالبة بفتح المعابر بشكل دائم.
من جهته دعا أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة، برنامج الغذاء العالمي (WFP) إلى تغيير آلية توزيع المساعدات الغذائية، وخاصة مادة الدقيق، بحيث يتم تسليمها مباشرةً إلى العائلات في مختلف مناطق القطاع، بدلاً من التوزيع العشوائي مع تعمد الاحتلال التسبب بفوضى وتدهور أمني.
جاءت هذه الدعوة بعد المشاهد المأساوية التي وثقها نشطاء، والتي ظهر فيها مواطنون يتدافعون للحصول على كيس دقيق.
وأكد الشوا أن التوزيع الحالي غير المنظم يعرض حياة المدنيين للخطر ويزيد من معاناتهم.
وطالب بتوزيع منظم للدقيق وفق حصص عادلة تعتمد على عدد أفراد الأسرة، والتنسيق مع البلديات والجهات المحلية لضمان وصول المساعدات بطرق آمنة.
وأشار الشوا إلى أن غزة تعيش أسوأ أزمة غذائية منذ سنوات، وتحتاج إلى تدخل عاجل ومنظم من المجتمع الدولي.
رؤية استراتيجية شاملة
من جهته تحدث الاختصاصي الاقتصادي محمد سكيك عن محدودية فعالية برنامج الغذاء العالمي (WFP) في مواجهة الأزمة الغذائية المستمرة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الحلول الحالية تقتصر على إجراءات آنية دون رؤية استراتيجية شاملة.
وأوضح سكيك، أن الاعتماد على توزيع الخبز وتشغيل المخابز فقط يعد حلًا غير كافٍ في ظل غياب رؤية متكاملة لإدارة الأزمة'، مضيفًا أن التحديات تشمل ضعف التنسيق بين الجهات الإغاثية، وعدم استقرار تدفق الطحين، بالإضافة إلى المشاكل اللوجستية التي تعيق استدامة العملية.
وأشار سكيك إلى ضرورة تبني استراتيجية تشاركية تجمع بين الإغاثة العاجلة والتنمية المستدامة، مع ضمان تدفق مستمر للسلع الأساسية عبر المعابر'.
وأكد أن تنويع برامج المساعدات ودمج توزيع الطحين المباشر مع تشغيل المخابز سيسهم في تخفيف الأزمة.
يذكر أن أزمة الغذاء في القطاع تتفاقم يومًا بعد يوم وسط تحذيرات من منظمات حقوقية من مجاعة حقيقية قد تضرب آلاف الأسر.
وقد أثار تعاقد سلطات الاحتلال مع شركة أمريكية خاصة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة موجة من الجدل والاستنكار، وسط مخاوف من استخدام المساعدات كورقة ضغط سياسية.
يشار إلى أن الشركة لها عقود سابقة مع البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية ومتورطة في عدة فضائح تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان.