اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، من أن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، والذي يحظى بدعم أمريكي، يفاقم من معاناة السكان المدنيين ويُعد إهدارًا كبيرًا للموارد الإنسانية، بالإضافة إلى كونه وسيلة لإلهاء العالم عن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وفي تصريحات صحافية أدلى بها اليوم الأربعاء، وصف لازاريني الوضع المالي للوكالة بأنه 'مزرٍ'، داعيًا إلى دعم عاجل لتأمين استمرار عملياتها الحيوية بعد الشهر المقبل، محذرًا من انهيار وشيك في الخدمات التي تقدمها الأونروا لملايين الفلسطينيين في غزة ومناطق أخرى.
وانتقد لازاريني النظام الجديد لتوزيع المساعدات، مؤكداً أنه يجبر المدنيين في غزة على التنقل لمسافات طويلة محفوفة بالمخاطر للحصول على المعونات، بعد أن تم حصر توزيعها في ثلاث أو أربع نقاط فقط، مقارنةً بـ400 نقطة توزيع كانت قائمة سابقًا في أنحاء القطاع.
موجات نزوح إضافية
وقال المفوض الأممي إن هذا التغيير في آلية التوزيع أدى إلى موجات نزوح إضافية داخل غزة، حيث يُجبر السكان على مغادرة مناطقهم والسير في ظروف أمنية قاسية لتأمين احتياجاتهم الأساسية. وأكد أن معظم مناطق القطاع باتت خاضعة لأوامر إخلاء عسكري، مما يترك المدنيين محصورين في بقعة جغرافية ضيقة مع شحّ في الغذاء والماء والخدمات الصحية.
وكشف لازاريني عن مقتل 310 موظفين من الأونروا منذ اندلاع الحرب، واصفًا ذلك بالخسارة الإنسانية غير المسبوقة في تاريخ المنظمة. وأكد أن الأوضاع الحالية تعرقل قدرة الوكالة على إيصال المساعدات الإنسانية بفعالية، وتعرّض حياة العاملين والمستفيدين للخطر.
وطالب لازاريني المجتمع الدولي باتخاذ خطوات ملموسة لضمان حماية المدنيين في غزة، وتسهيل إيصال المساعدات، وضمان تمويل عاجل ومستدام للأونروا في ظل أزمة غير مسبوقة تهدد أرواح الملايين وتعصف بآخر خطوط الدفاع الإنساني في القطاع.
وأظهرت مقاطع مصورة مواطنين يصطفون في منطقة ضيقة في رفح جنوب غزة، وآخرين ينتظرون تحت أشعة الشمس لساعات ويخضعون لعمليات التفتيش قبل حصولهم على طرد غذائي.
واقتحم آلاف الفلسطينيين المجوعين مراكز توزيع مساعدات أقامتها (إسرائيل) فيما يُسمّى 'المناطق العازلة' جنوب القطاع، حيث تدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي وأطلق النار عليهم ما أدى إلى إصابة عدد منهم، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل سلطات الاحتلال سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.