اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٦ تموز ٢٠٢٥
قدّم المحامي الفلسطيني خالد محاجنة، إحاطة حقوقية مفصلة حول واقع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مسلطاً الضوء على الانتهاكات الجسيمة في معسكر 'سدي تيمان'، والتي تشمل عديد حالات الاغتصاب وبتر الأعضاء نتيجة للقيود الحديدية على أيدي وأرجل المعتقلين التي أكلت لحومهم وتسببت في عمليات بتر دون تخدير، فضلًا عن عمليات التعذيب النفسي والجسدي، والإهمال الطبي المتعمد، والاحتجاز في ظروف لا إنسانية، مشيراً إلى شهادات حية وثّقت الانتهاكات المتواصلة، مؤكداً أن هذه الجرائم تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وأن الصمت الدولي عن هذه الممارسات يفاقم معاناة الأسرى ويشجع الاحتلال على الاستمرار في سياساته القمعية.
وأفاد المحامي محاجنة، وهو أول محامٍ زار معتقل سديه تيمان سيئ الذكر والذي شهد حالات اغتصاب للأسرى وبتر لأعضائهم، أن هناك شهادات موثقة حول هذه الانتهاكات تمكّننا من مخاطبة وتقديم شكاوى للمحكمة الجنائية الدولية.
فيما أفاد المستشار أشرف نصرالله، رئيس منتدى العدالة الدولي، في مداخلته، أن العدالة الدولية لم تعد مجرد مفهوم قانوني بل ضرورة إنسانية وأخلاقية، مشيراً إلى التناقض العميق بين القوانين الدولية والجرائم الجسيمة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، متسائلاً: 'أين هو القانون الدولي؟ وأين هي العدالة التي تكفلت بحماية النساء والأطفال والمدنيين؟ ولماذا اختفت أمام مشهد الإبادة الجماعية؟'
كما شدَّد نصرالله على ضرورة مبدأ عدم الإفلات من العقاب ووجوب محاكمة مرتكبي الجرائم، مستنكراً ازدواجية المعايير في العدالة الدولية، حيث يتم تسريع الإجراءات في قضايا معينة بينما تتعثّر ملفات الجرائم بحق الفلسطينيين بسبب الضغوط السياسية.
أما البروفيسور سامي العريان، وهو أستاذ الشؤون العامة ومدير مركز دراسات الإسلام والشؤون العالمية بجامعة إسطنبول صباح الدين زعيم، فقد تناول في كلمته البُعد السياسي للعدالة الدولية، مبيناً كيف يؤثر تداخل المصالح السياسية على فعالية مؤسسات العدالة الدولية، خاصة في قضايا الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى ضرورة إعادة النظر في آليات تطبيق القانون الدولي لتفادي التسييس وضمان تحقيق العدالة الحقيقية، معتبراً أن يوم العدالة الدولي فرصة للتذكير بالتزامات الدول والمجتمع الدولي تجاه قضايا العدالة وحقوق الإنسان.
جاء ذلك في ندوة نظمتها المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين 'تضامن'، بالتعاون مع مركز دراسات الإسلام والشؤون العالمية (CIGA) في جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم، بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الدولية، تحت عنوان: 'الأسرى الفلسطينيون وغياب العدالة الدولية – معسكر سدي تيمان الإسرائيلي نموذجًا'، حيث أدار الندوة أسامة الغول، مدير المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين (تضامن).
اختتمت الفعالية بدعوة المجتمع الدولي ومؤسسات العدالة إلى تحمّل مسؤولياتها، والعمل على إنصاف الضحايا الفلسطينيين، ومحاسبة مرتكبي الجرائم دون تمييز.