اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
رحلة النزوج تعني الابتعاد عن كل ما كان معتاداً ومعروفاً، ودخول عالم الطوارئ المجهول، فكم من الطقوس مارسناها بموعدها، لم نعد نستطع ذلك، وأجبرتنا الظروف على طقوس جديدة.
نتحدث اليوم عن جرح عميق من جروح النزوح، هو التعليم الذي تأثر كثيراً بالعدوان؛ لأن المؤسسات التعليمية التي تحتضن الطلبة، ولا يكاد يخلو بيتٍ من تلميذٍ أو طالبٍ أو عاملٍ فيها، خضعت أيضا لتغيرات جذرية.
قبل العدوان، مارس المعلمون والطلبة حياتهم التعليمية باستقرار، لكن منذ العدوان تحولت المدراس والجامعات ورياض الأطفال لمراكز إيواء للنازحين الناجين من جحيم الحقد الإسرائيلي، وهذا يعني عدم انتظام العملية التعليمية.
بقي هذا الوضع لفترةٍ بسيطةٍ ظناً منا أن العدوان لن يطول، لكن بعدها بدأت الجهات المعنية بإنشاء مراكز تعليمية في مخيمات النزوح خاصة للأطفال في المرحلة الابتدائية الذين دخلوا المدرسة حديثاً لاسيما أن العدوان بدأ بعد شهر تقريباً من بداية الموسم الدراسي.
هذه المراكز ساهمت إلى حدٍ كبيرٍ في استثمار وقت الأطفال في التعليم، صحيح أنها ليست بجودة المدرسة، لكنها أفضل من لا شيء.
وبخصوص المرحلة الجامعية تابع الطلبة دراستهم عبر الانترنت بالقدر المستطاع نظراً لصعوبة الوضع، ومنهم من تخرج من الجامعة، وشخصياً وفقني الله عزوجل لإكمال دراستي في جامعة القدس المفتوحة والحصول على بكالوريوس تربية إسلامية خلال العدوان الذي لم ينته بعد.
وبما أننا نتحدث عن التعليم، فلا ننسى أن عناصر المؤسسة التعليمية المادية والبشرية كان لها نصيب كبير من الحقد الصهيوني، وهنا نستشهد بما أصدرته وزارة التربية والتعليم بغزة، والتي أكدت أن،600 ألف طالب في المرحلة الأساسية و74 ألفًا في الثانوية و100 ألف جامعي يعيشون ظروف نزوح قاسية، وأن 96% من المباني المدرسية تضررت و89% منها خرجت عن الخدمة بسبب التدمير الكلي أو الجزئي، واستشهد 13 ألف طالب و800 تربوي واغتيل 150 أستاذًا جامعيًا في استهداف مباشر للنخبة الأكاديمية.
رغم ذلك، تواصل العملية التعليمية عبر مدارس ميدانية ونقاط شعبية التحق بها 250 ألف طالب إلى جانب منصات إلكترونية التحق بها 300 ألف طالب، كما وضعت تعافٍ تدريجية تستهدف إنقاذ مستقبل 37 ألف طالب توجيهي لعام 2024 رغم تعثّر الامتحانات بفعل العدوان، وأن طلبة التوجيهي لعام 2025 مهددون بخسارة عامين دراسيين وقد أُعدّت خطة مكثفة لتعويضهم.
يبقى القول واجباً أن وضع التعليم في ظل العدوان هو حادث طارئ، سيزول ويعود التعليم لأحسن مما كان، إن شاء الله.