اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -مع حلول شهر أكتوبر الوردي، الذي يحمل رسالة أمل وحياة ويُعد الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، تُسلّط الأضواء مجددًا على أهمية الكشف المبكر في مواجهة المرض الأكثر شيوعًا بين النساء، والذي يصيب أكثر من 10% منهن سنويًا حول العالم.
منذ انطلاق الحملة العالمية عام 2006، أصبح اللون الوردي رمزًا للأمل والتضامن، فيما يُعد الشريط الوردي شعارًا يوحّد المجتمعات والمؤسسات حول هدف واحد: الوقاية والتوعية والدعم النفسي للمصابات.
وأكدت الدكتورة نفوذ مسلماني، مديرة مركز الدنيا التخصصي لأورام النساء في رام الله فيحديث خلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': أن سرطان الثدي “يُعدّ السبب الأول للوفيات بين النساء عالميًا”، مشيرةً إلى أن الكشف المبكر يرفع نسب الشفاء إلى أكثر من 90%،وقالت إن اختيار اللون الوردي جاء ليجسد “لون الأمل والتفاؤل والحياة”، لأن الاكتشاف المبكر يعني إنقاذ الأرواح.
وأضافت أن الحملة في فلسطين هذا العام تحمل شعار “حقك بالفحص.. حقك بالحياة”، في ظل الظروف القاسية التي تمر بها النساء الفلسطينيات نتيجة العدوان والحصار وصعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية، حتى داخل المحافظات القريبة من رام الله.
ارتفاع نسب الإصابة في فلسطين
أوضحت د. مسلماني أن نسب الإصابة في فلسطين والعالم العربي أعلى قليلًا من الدول المتقدمة، مرجعةً ذلك إلى غياب الخدمات الصحية الكاملة، والظروف السياسية والاقتصادية الصعبة، والضغط النفسي المستمر الذي تعانيه المرأة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية تتوقع بحلول عام 2040 أن يتم تقليل نسب الإصابة عالميًا بنسبة 2.5%، أي إنقاذ حياة أكثر من مليوني ونصف امرأة، “لكن هذا لن يتحقق إلا في الدول التي توفر الخدمات التشخيصية والعلاجية بشكل متكامل”.
عوامل الخطر والفحص المبكر
تحدثت الدكتورة عن أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة، ومنها التقدم في العمر، والعوامل الوراثية التي تشكل فقط من 10 إلى 12% من الحالات، إضافةً إلى تناول الهرمونات لفترات طويلة، وضعف المناعة الناتج عن الضغط النفسي وسوء التغذية.
وشددت د. مسلماني على أن كل امرأة فوق الأربعين عامًا يجب أن تجري فحص الماموغرام سنويًا، إلى جانب فحوص الأشعة والفحص السريري، مؤكدة أن الكشف المبكر “يؤدي إلى علاج ناجح بنسبة تصل إلى 100% في بعض الحالات”.
أما النساء دون الأربعين عامًا، فتنصحهن بإجراء الفحص الذاتي مرة كل شهر بعد انتهاء الدورة الشهرية، والفحص السريري سنويًا، مع إجراء تصوير بالألتراساوند عند الحاجة. وأوضحت أن الفحص الذاتي لا يُشخّص السرطان لكنه يساعد في ملاحظة التغيرات المبكرة التي تستدعي مراجعة الطبيب.
الأعراض التي تستدعي القلق
بيّنت د. مسلماني أن أبرز المؤشرات التي يجب أن تدفع المرأة لطلب الفحص هي: تغيّر شكل أو حجم أحد الثديين،تغيّر لون الجلد أو ظهور تقعّرات،إفرازات من الحلمة، خصوصًا إذا كانت دموية أو وجود كتلة ملموسة أو تغيرات في الملمس.
وأكدت أن ظهور أحد هذه الأعراض “لا يعني بالضرورة وجود سرطان”، لكنه يستوجب مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات الشعاعية لتأكيد التشخيص.
الدعم النفسي والاجتماعي
وحول أهمية الدعم النفسي، قالت د. مسلماني إن “الشفاء لا يعتمد فقط على الدواء، بل أيضًا على الدعم النفسي والاجتماعي”، مؤكدة أن الرياضة ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة 20 دقيقة تقلل خطر الإصابة بنسبة 40%.
ودعت الأسر إلى الوقوف بجانب المصابات، مشيرة إلى أن أصعب ما تواجهه المرأة هو “نظرة الحزن من الآخرين”. وأضافت: “المرأة ليست ثديها، هي إنسان كامل متكامل. حتى لو فقدت جزءًا من جسدها، لا تفقد قيمتها ولا أنوثتها.”
حملات توعية ومجانية الفحص
وأعلنت د. مسلماني عن إطلاق حملة هذا العام من دوار المنارة في رام الله بالتعاون مع مؤسسات صحية وحقوقية ونسوية تحت شعار “حقكِ بالفحص.. حقكِ بالحياة”، مؤكدة أن الحملة تركز على حق المرأة في الوصول إلى الخدمات الصحية رغم التحديات الميدانية والسياسية.
وأشادت بدعم البنك العربي لمركز دنيا، الذي يتيح إجراء الفحوصات مجانًا أو بأسعار رمزية للنساء غير القادرات، خاصة من القرى والمناطق النائية، مشددة على ضرورة حجز موعد مسبق لضمان تقديم الخدمة بشكل منظم.
وفي ختام حديثها، وجهت الدكتورة نفوذ مسلماني رسالة إلى النساء قالت فيها: “صحتك مسؤوليتك وهديتك لنفسك ولمن تحبين. افحصي الآن، لأن الكشف المبكر يعني حياة.”
كما شكرت وسائل الإعلام والمؤسسات التي تدعم حملات التوعية، مؤكدة أن “أكتوبر الوردي ليس مجرد شهر، بل هو تذكير دائم بأن الوقاية تبدأ بخطوة صغيرة نحو الفحص.”