اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
أكد سفيان بركات، ممثل الجبهة الديمقراطية في لجنة التنسيق الفصائلي في طولكرم، أن عقد الحكومة اجتماعها الوزاري في المحافظة لا يعفيها من مسؤولياتها الكبيرة تجاه طولكرم ومخيماتها المنكوبة من جرّاء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من مئة يوم، مشددًا على أن 'العبرة ليست في عقد الاجتماع، بل في ترجمة القرارات إلى مشاريع حقيقية على الأرض'.
وقال بركات، وهو عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، لصحيفة فلسطين، إن اجتماع حكومة محمد مصطفى في مبنى محافظة طولكرم، يوم الاثنين الفائت، جاء إثر وقفات احتجاجية نظّمتها فعاليات المحافظة للفت الأنظار إلى الإهمال الذي تعانيه طولكرم، وهي تتعرض لعدوان إسرائيلي مدمر منذ أكثر من مئة يوم.
ووجّه بركات اللوم للسلطة والحكومة على تقصيرهما في دعم مخيمات الشمال التي تتعرض لعدوان إسرائيلي شرس، قائلًا إن الحكومة كان يفترض أن تضطلع بمسؤوليات كبيرة تجاه تلك المناطق منذ الأيام الأولى للعدوان.
ويشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حملة عدوانية واسعة على مخيمات شمال الضفة الغربية، بدأت في جنين ومخيمها بتاريخ 21 يناير الفائت، ثم توسعت لتطال محافظة طولكرم بدءًا من 27 من الشهر ذاته.
مناطق منكوبة
وأوضح بركات أن المخيمات في طولكرم وجنين، إلى جانب أحياء كاملة، تحوّلت إلى مناطق منكوبة، بعد أن دمّر العدوان آلاف المنازل والمنشآت والبنية التحتية، وأجبر أكثر من 40 ألف مواطن على النزوح القسري من منازلهم، في أكبر موجة نزوح تشهدها الضفة الغربية منذ أكثر من نصف قرن.
وأشار إلى أن العدوان لا يقتصر على المخيمات، بل يطال الأحياء المحيطة بمخيمي طولكرم ونور شمس، وخصوصًا الحارة الشرقية الملاصقة لمخيم طولكرم، حيث تعرّضت عشرات العائلات لعمليات تهجير قسري بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، محذرًا من أن عمليات تدمير المخيمات والمناطق المجاورة لها مستمرة دون توقف.
وأضاف أن الاحتلال يتعمّد شلّ الحياة في طولكرم من خلال استهداف الحركة التجارية والاقتصادية، عبر سيطرته على شارع نابلس المحاذي لمخيمي طولكرم ونور شمس، والذي يُعدّ الشريان التجاري الرئيس للمحافظة، ويربطها بمحافظتي جنين ونابلس.
وأوضح أن شارع نابلس يضم مئات المنشآت التجارية التي كانت تستقطب آلاف المتسوّقين يوميًا من طولكرم والمحافظات الأخرى، وحتى من فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948.
ولفت إلى ممارسات الاحتلال العدوانية التي تستهدف كل أنحاء المحافظة، من خلال نصب الحواجز العسكرية وسط المدينة وعلى مداخلها، إلى جانب الاعتداء على المواطنين والتنكيل بهم واعتقال المئات منهم.
برامج حقيقية
وقال بركات إن مخططات الاحتلال التدميرية في مخيمات شمال الضفة تتطلب من الحكومة الفلسطينية تقديم برامج دعم حقيقية تعزز صمود المواطنين على الأرض في مواجهة حرب التدمير الإسرائيلية الممنهجة.
وكانت الحكومة قد أشارت في بيان عقب اجتماعها في طولكرم إلى أنها، بالتعاون مع المؤسسات الشريكة وعلى رأسها وكالة الغوث، أمنت مخصصات مالية لتأمين مساكن مؤقتة، ووجّهت جهات الاختصاص لرفع مستوى التنسيق فيما بينها لتلبية احتياجات العائلات النازحة، وتنفيذ برامج دعم اقتصادي للمؤسسات المتضررة، إضافة إلى تقديم تسهيلات ضريبية للمتضررين في المحافظات المستهدفة.
كما أعلنت الحكومة تخصيص موارد مالية لترميم البيوت المتضررة جزئيًا، ودعم القطاع الزراعي، وتوفير مساعدات إغاثية للعائلات النازحة والمحتاجة، إلى جانب إجراءات لإغاثة القطاع التجاري، وتوفير فرص عمل ودعم التعاونيات.
العبرة بالأفعال
وعلّق بركات على تلك القرارات بقوله: 'إن المشاريع التي أعلن عنها مجلس الوزراء، حتى وإن نُفذت، تلبي الحد الأدنى فقط من احتياجات المواطنين'، مشددًا على أن 'العبرة بالأفعال لا بالأقوال والقرارات'.
وتابع: 'المطلوب دعم حقيقي للمواطنين المتضررين من العدوان، وليس ذلك بتقديم طرد غذائي أو مساعدات عينية، بل من خلال تمويل برامج طويلة الأمد تعزز صمود الفلسطيني في أرضه، كتوفير فرص عمل لأرباب الأسر المتضررة لضمان حياة كريمة'.
وأشار القيادي إلى ضعف التغطية الإعلامية لما تتعرض له محافظة طولكرم من عدوان مدمّر، وما يخلفه من مآسٍ إنسانية، داعيًا وسائل الإعلام ومختلف الجهات الفلسطينية لإيلاء المحافظة اهتمامًا أكبر.
وشدّد بركات على أن المطلب الأساسي اليوم هو تفعيل كل أوجه العمل النضالي والسياسي والدبلوماسي من أجل وقف العدوان على شمال الضفة الغربية، وفضح انتهاكات الاحتلال بحق أبناء شعبنا، والعمل وفق برنامج وطني يشجّع المواطنين على العودة إلى منازلهم وإصلاح المتضرر منها، وإعادة إعمار ما دُمر.
وختم بركات حديثه مؤكدًا أن تمكين المواطنين من العودة إلى منازلهم يمثّل هزيمة لمخطط الاحتلال الهادف إلى شطب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وإنهاء قضية اللاجئين، وإزالة المخيمات من الوجود، مطالبًا الأونروا بضرورة القيام بدورها تجاه اللاجئين الفلسطينيين والحفاظ على وجودها ومهامها.