تقرير إبراهيم بعلوشة: من لاعب كرة قدم إلى متابع على المدرجات والسبب (إسرائيل)

هرع إبراهيم بعلوشة نحو مدخل الشارع المؤدي لمنزله في منطقة الفالوجا غرب مخيم جباليا، بعد سماعه انفجارًا قويًا هز المنطقة. لم يكن يعلم أن تلك اللحظة ستغير مجرى حياته للأبد.

بعلوشة، 31 عامًا، أصيب بجروح بالغة في قدمه اليسرى من جراء الانفجار، وأدى ذلك إلى بترها بعد فشل محاولات العلاج. فقد حلمه في العودة إلى الملاعب وممارسة كرة القدم، ليُحرم من أبسط أشكال الترفيه عن النفس. كما فقد فرصة متابعة مهنة التدريب التي بدأ في ممارستها في إحدى الأكاديميات قبل اندلاع الحرب.

كان بعلوشة لاعبًا مسجلاً في اتحاد كرة القدم الفلسطيني. انضم إلى نادي السلام الرياضي في غزة حيث لعب معه لمدة أربعة مواسم، ثم انتقل إلى نادي نماء وشارك في عدة بطولات تنشيطية، حيث برع في مركز الظهير الأيمن.

في حديثه لصحيفة 'فلسطين'، استذكر بعلوشة اللحظة التي أصيب فيها قائلاً: 'في 23 فبراير من العام قبل الماضي، كنت في منزلي عندما سمعت انفجارًا قويًا. هرعت إلى مكان الحادث لإسعاف المصابين، قبل أن يسقط صاروخ آخر ويصيبني بشظية في قدمي. تم نقلي إلى المستشفى لتلقي العلاج'.

وأضاف: 'على الرغم من محاولات الأطباء لعلاج إصابتي، فإن صعوبة الحالة وقلة الإمكانيات وعدد المصابين جعلت العلاج صعبًا. بعد عدة محاولات، قرر الأطباء بتر قدمي، وكان ذلك قبل أسبوع من الآن'.

قبل الحرب، كان بعلوشة يعمل سائقًا خاصًا ويعيش من عمله الخاص، بالإضافة إلى ممارسته كرة القدم وتدريبه للأطفال في الأكاديمية الفلسطينية. الآن، أصبح بلا دخل ثابت أو مهنة، ليبقى متابعًا من المدرجات بعيدًا عن أرض الملعب، متكئًا على عكازين.

قال بعلوشة: 'كان من الصعب عليّ تقبل فقدان هوايتي. لا أستطيع التوقف عن التفكير في العودة للعب كرة القدم، ولكن عندما أنظر إلى قدمي، يصيبني الإحباط. رغم ذلك، الحمد لله على ما أصابني'.

وأضاف: 'تراودني العديد من الأسئلة. كيف سأعيش بعدما كنت لاعبًا متحركًا في كل مكان، والآن لا أستطيع حتى المشي؟ فقدت مصدر رزقي بعد تدمير سيارتي بسبب دبابة إسرائيلية، وكذلك منزلي الذي دُمر في الحرب خلال اجتياح مخيم جباليا. تلك أسئلة صعبة، وليست سهلة الإجابة عليها'.

بعلوشة، الذي كان يطمح للعودة إلى الملاعب، يركز الآن على علاج إصابته باستخدام الأطراف الصناعية، آملاً في الانضمام إلى فرق مختصة للاعبين ذوي البتر.

قصة بعلوشة هي واحدة من العديد من القصص التي تمثل فقدانًا لا يُقدر بثمن، وستُسجل في ذاكرة الأجيال القادمة كجزء من مآسي القرن الواحد والعشرين.