اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١ أب ٢٠٢٥
وصل المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، اليوم الجمعة، إلى مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، برفقة السفير الأميركي لدى الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي.
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن الزيارة تهدف إلى 'تفقد مواقع توزيع الغذاء وتأمين خطة لزيادة المساعدات الإنسانية'، موضحة أن ويتكوف وهاكابي 'سيستمعان مباشرة لسكان غزة' قبل رفع تقرير إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الأوضاع، تمهيدًا لاعتماد خطة توزيع نهائية.
ووصفت الزيارة على الصعيد الفلسطيني السياسي والشعبيّ بـ 'رمزية واستعراضية'، وتجاهلت دعوات لتفقد المواقع التي تعرضت لمجازر إسرائيلية، وسط تصاعد الأزمة الإنسانية والمجاعة في القطاع.
بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، تزامنت زيارة ويتكوف مع استشهاد 17 فلسطينيًا برصاص الجيش الإسرائيلي، بينهم 6 كانوا في انتظار الحصول على مساعدات. كما أفادت الوزارة بمقتل الطفل ريان الفقعاوي خلال الزيارة، برصاص قناص في مركز المساعدات 'الشاكوش' غرب رفح.
وشهد قطاع غزة عدة وقفات احتجاجية ومؤتمرات شعبية رفضًا للزيارة، حيث نددت الفعاليات الشعبية والعشائرية والمجتمعية في قطاع غزة بزيارة المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى مراكز توزيع المساعدات جنوب القطاع، واصفة إياها بـ'الاستعراضية' و'محاولة لتجميل صورة الاحتلال ومؤسساته الإغاثية'.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي نُظم اليوم في غزة، بالتزامن مع وقفة احتجاجية أمام خيمة الصحافيين في ساحة مركز رشاد الشوا الثقافي، شارك فيها وجهاء عشائر وممثلون عن منظمات محلية.
وقال رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر في غزة، أبو سلمان المغني، إن 'اللجنة الأميركية الخاصة بتوزيع المواد الغذائية توزع الكوبونات وهي مغمّسة بالدم والذل، حيث يُقتل أو يُستشهد ما بين 80 إلى 90 فلسطينيًا يوميًا أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز المساعدات'.
وأضاف أن مراكز التوزيع تحوّلت إلى 'مصائد موت'، لا تصلح لتلبية حاجات الفئات الأضعف مثل كبار السن، الأرامل، والمعاقين، محذرًا من خطورة استمرار الفوضى والتجويع، في ظل ما وصفه بـ'تفشي ظاهرة السطو من قبل مجموعات مدعومة من الاحتلال'.
وطالب المغني ويتكوف بـ'الدخول إلى قلب القطاع، وزيارة خيام النزوح والمستشفيات ومحطات المياه'، لمعاينة **الدمار والمجاعة والإنهاك الذي ينهش أجساد الفلسطينيين المحاصرين'.
من جهته، قال مختار بيت حانون، أبو جهاد المصري، إن ويتكوف 'جاء لتجميل وجه المجاعة لا لإنهائها'، مؤكدًا أن زيارته تهدف إلى تصوير مراكز المساعدات على أنها تقدم الغذاء، رغم أن الواقع يكشف 'فضيحة التجويع المتعمّد الذي تقوده إسرائيل برعاية أميركية'.
ودعا المصري إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية حول ما وصفه بـ'جرائم القتل والحصار والتجويع المنظم'، محذرًا من محاولات الاحتلال لـ'إخفاء الحقائق عن الرأي العام العالمي'.
وأكد خليل أبو حسنين، عضو لجنة شؤون العشائر (83 عامًا)، أن الشعب الفلسطيني 'يعاني نكبة متواصلة منذ 1948، تتجدد اليوم من خلال الحرب والحصار والتجويع'، مطالبًا المبعوث الأميركي بـ'عدم الكيل بمكيالين، والمساهمة الجادة في وقف الانتهاكات وإدخال المساعدات عبر جهات دولية محايدة'.
أما مختار بيت حانون، أبو جهاد المصري، فقد اعتبر أن ويتكوف جاء لـ'تجميل وجه المجاعة'، داعيًا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم المرتكبة، ومتهمًا الاحتلال بانتهاك القوانين الدولية.
زيارة ويتكوف إلى غزة هي الثانية منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023. وكانت الزيارة الأولى قد جرت خلال وقف إطلاق النار في يناير 2025. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن زيارته الحالية شملت لقاءً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، قبل التوجه إلى رفح.
في تصريح منسوب إلى عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، اعتُبرت الزيارة 'استعراضًا دعائيًا' يهدف إلى تجميل صورة الإدارة الأميركية. وقال الرشق إن 'المبعوث لا يرى إلا ما يسمح له الاحتلال برؤيته'، معتبرًا أن الإقرار الأميركي بالمجاعة دون إدانة المتسبب بها 'تبرئة للجاني'.
وعلى صعيد المنظمات المدنية، وجهت مجموعة من منظمات المجتمع المدني رسالة إلى ويتكوف دعته فيها إلى زيارة المستشفيات التي عادت للعمل جزئيًا بعد تدميرها، وتفقد محطات المياه المعطّلة، واللقاء مع الضحايا، بمن فيهم الأطفال المبتورون والنساء الأرامل. كما رفضت المنظمات أي زيارة 'تهدف إلى تحسين صورة الاحتلال'، وأكدت أن ما لا يقل عن 1,200 فلسطيني قُتلوا أمام مراكز مساعدات تديرها 'مؤسسة غزة الإنسانية' المدعومة أميركيًا.
منذ 2 مارس 2025، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مخالفًا اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 18 يناير 2025، والذي نصّ على إدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميًا.
وفق وزارة الصحة في غزة، فقد استُشهِد 133 فلسطينيًا – بينهم 87 طفلًا – بسبب الجوع، منذ منع دخول أكثر من 80,000 شاحنة مساعدات ووقود. كما تشير الإحصاءات إلى 1,330 شهيدًا وأكثر من 8,800 جريح سقطوا في محيط مراكز المساعدات التي تديرها 'مؤسسة غزة الإنسانية'، وسط اتهامات بمسؤولية قوات الاحتلال ومسلحين أجانب عن استهداف المدنيين.
بحسب مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، فإن المساعدات الجوية التي تم إسقاطها مؤخرًا لا تتجاوز حمولة 7 شاحنات، في حين تدخل نحو 80 شاحنة يوميًا عبر طرق توصف بأنها غير آمنة وتخضع لسيطرة جماعات مسلحة. واعتبر الشوا أن ذلك يعكس 'مسعى الاحتلال لتكريس الفوضى والتجويع'.
وطالب الشوا بفتح المعابر فورًا وإنشاء مسارات آمنة للمساعدات، داعيًا إلى إعلان غزة 'منطقة مجاعة' تحت إشراف الأمم المتحدة.
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن 'القوات الإسرائيلية تفتح النار على الجائعين بانتظام في مواقع توزيع المساعدات المدعومة أميركيًا'، مؤكدة أن استهداف الجائعين يشكّل 'جريمة حرب وانتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي'. وأشارت المنظمة إلى أن إسرائيل 'تتعمد منع المساعدات والخدمات الأساسية'، في ما وصفته بأنه 'جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية'.
كشف تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس عن ممارسات وُصفت بـ'الطائشة' في مراكز المساعدات، نقلاً عن متعاقدَين أمنيين أميركيَين لم يُكشف عن هويتهما. ووفق التحقيق، يتم استخدام الرصاص الحي والقنابل الصوتية ورذاذ الفلفل ضد المدنيين، وأصبحت مشاهد إطلاق النار 'أمرًا اعتياديًا'، ما دفع المتعاقدين لكسر صمتهما.