اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٨ أب ٢٠٢٥
دعا عمال ونقابيون إلى تبني حزمة من التدخلات العاجلة لدعم صمود العمال في قطاع غزة، مع ما يشهده القطاع من دمار واسع، وارتفاع كارثي في معدلات البطالة والفقر، وتدهور شامل في الأوضاع الإنسانية والمعيشية.
وشددوا على ضرورة إطلاق برامج إغاثة نقدية مباشرة، وتوفير فرص عمل إسعافية مؤقتة، إلى جانب دعم المشاريع الصغيرة، وضمان توزيع شفاف للمساعدات، وتوفير المأوى والرعاية الطبية، وبناء قدرات مهنية جديدة، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للعمال وأسرهم، باعتبار أن هذه الإجراءات تمثل الحد الأدنى المطلوب للحفاظ على كرامة الإنسان، وضمان استقرار المجتمع في ظل الحرب المستمرة.
فمنذ اندلاع الحرب على غزة، لم يتوقف مسلسل المعاناة الذي يعيشه فاروق عبد الجواد، أحد العمال الذين أُجبروا على العودة من داخل الأراضي المحتلة.
كان يعمل هناك ويُعيل أسرته من خلال عمله اليومي، قبل أن تقوم قوات الاحتلال باعتقاله وتعذيبه والاعتداء عليه بوحشية، ثم إلقائه عند أحد المعابر الحدودية في القطاع، دون أدنى مراعاة لوضعه الصحي أو الإنساني.
ويقول العامل عبد الجواد (44 عامًا) إن الحرب حرمته من مصدر رزقه، وإنه لا يزال يعاني من كدمات مزمنة وآلام مستمرة في الظهر والأطراف نتيجة التعذيب الذي تعرض له، موضحًا أنه لم يتمكن من تلقي العلاج بسبب انعدام الخدمات الطبية.
وأضاف: 'عانيت لفترة طويلة من الألم، ولم أتمكن من علاج نفسي. فلا مستشفيات متاحة ولا أدوية، ومع مرور الوقت يزداد الألم سوءًا. تنقلت من منطقة إلى أخرى بحثًا عن الغذاء والمأوى، لكن الأزمة المعيشية حالت دون قدرتنا على تلبية احتياجاتنا الأساسية'.
ووجّه نداءً إلى المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية للوقوف إلى جانبهم، قائلًا: 'جميعنا في غزة نعاني، لكن وضع العمال أصبح كارثيًا. نريد أن نعيش بكرامة، أن نعمل، أن نطعم أبناءنا، وأن نتلقى العلاج اللازم'.
أما العامل خالد نصار (38 عامًا)، فتحدث عن الارتفاع الحاد في الأسعار، وعدم قدرته على توفير احتياجات أسرته الأساسية، قائلًا: 'الأسعار في الأسواق باتت تفوق قدرتنا. كنت أعيش على القليل، لكن اليوم لم يعد ذلك ممكنًا. ارتفعت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات خيالية، وأصبحت غير متاحة للعديد من العائلات الفقيرة'.
وأشار إلى أنه حاول العمل في مجالات مؤقتة، لكن الظروف الأمنية الصعبة وغياب فرص العمل حالت دون ذلك، مضيفًا: 'من يعمل يومًا، يبقَ عاطلًا عشرة أيام، حتى المياه أصبحت تُشترى بثمن مرتفع'.
من جانبه، قال الدكتور سلامة أبو زعيتر، عضو الأمانة العامة في اتحاد نقابات عمال فلسطين، إن العدوان المستمر على قطاع غزة خلّف دمارًا شاملًا طال جميع مناحي الحياة، وأدى إلى استشهاد وجرح مئات الآلاف، في ظل حملة إبادة جماعية وتهجير قسري غير مسبوقين.
وأوضح أن الواقع الإنساني الكارثي الذي يعيشه سكان غزة تجاوز كل الأوصاف، حيث نزح أكثر من مليوني إنسان إلى مساحة لا تتجاوز 25% من القطاع، بينما تُصنَّف المناطق الأخرى كمناطق 'حمراء' غير آمنة.
وأكد أن معاناة الناس تفوق القدرة على الوصف، خاصة مع فقدان الأحبة، وخسارة الممتلكات، وانتشار الجوع، والبطالة، والحرمان.
وأضاف أبو زعيتر أن العمال يُصنَّفون ضمن الفئات الأكثر هشاشة وضعفًا، وكانوا يعيشون على دخل يومي محدود حتى قبل السابع من أكتوبر 2023، نتيجة الحصار المزمن وارتفاع معدلات البطالة.
ومع تصاعد العدوان، فقد العمال مصادر رزقهم بالكامل، في ظل أزمة مساعدات تُسرق أو تُباع بأسعار باهظة، ما يجعلها بعيدة عن متناول الفئات الفقيرة.
وأشار إلى أن معدلات البطالة بين صفوف العمال تجاوزت 85%، والكثير منهم يعيشون اليوم في خيام النزوح التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية.
وأكد أن هذا الوضع يتطلب تحركًا جادًا من قبل المؤسسات الإنسانية لتأمين دخل شهري منتظم يضمن الحد الأدنى من الكرامة، ويوازي في أهميته إدخال المساعدات الغذائية والطبية.