تستيقظ ليلًا بشكل متكرر.. قد تكون علامة صامتة مبكرة لمرض السكر

بيت لحم 2000 -قد يبدو الاستيقاظ أكثر من مرة ليلاً للتبول مجرداضطراب في النوم، لكن تشير الدراسات إلى أنه قد يكون علامة على مشكلة أعمق، وتُعرف هذه الحالة باسم التبول الليلي، ويُغفل عنها أحيانًا على أنها شيخوخة طبيعية أو بسبب الإفراط في شرب الماء قبل النوم، وفي الواقع، قد يكون التبول الليلي المتكرر مؤشرًا مبكرًا على الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وغيره من المشكلات الصحية المزمنة، وفقًا لتقرير موقع 'تايمز أوف انديا'.

استخدمت دراسة واسعة النطاق نُشرت في مجلة 'نيتشر ميديسن' عام 2024 بيانات أجهزة قابلة للارتداء لأكثر من 90 ألف مشارك لتحليل جودة النوم والنتائج الصحية، ووجدت الدراسة أن النوم غير المنتظم والاستيقاظ ليلاً مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري، وأمراض الكلى، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأكدت دراسة أخرى نُشرت في مجلة 'دايابيتس كير' أن عدم انتظام النوم يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني حتى مع وجود ساعات نوم كافية، وهذا يعني أن زياراتك الليلية للحمام قد لا تكون مجرد إزعاج، بل علامة تحذيرية خفية.

علاقةكثرة التبول الليليبمرض السكري، وما يقوله العلم عن أعراضه الليلية، والخطوات الوقائية التي يمكنك اتخاذها:

يُعرّف التبول الليلي بأنه الاستيقاظ مرة واحدة على الأقل ليلاً للتبول، مع أن تكرار حدوثه يُثير القلق، وفي حين أن التبول الليلي العرضي قد يكون ناتجًا عن الإفراط في تناول السوائل، إلا أن التبول الليلي المستمر غالبًا ما يُشير إلى وجود مشكلات صحية كامنة.

في مرض السكري، تجبرمستويات السكر المرتفعة في الدمالكلى على إخراج المزيد من الماء، مما يؤدي إلى إنتاج كميات أكبر من البول حتى في الليل، وإذا لم يُلاحظ التبول الليلي، فقد يكون دليلاً مبكراً على خلل في تنظيم سكر الدم، ولأن هذا العرض يُعيق النوم، فإنه يُسهم أيضًا في دورة من قلة النوم، وزيادة مقاومة الأنسولين، وتدهور الصحة الأيضية.

ما تكشفه الدراسات العلمية عن عدم انتظام النوم ومرض السكري

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة 'نيتشر ميديسن' أن أنماط النوم المتقطعة أو غير المنتظمة ترتبط بارتفاع احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة، وارتبط أكثر من 170 مرضًا بضعفانتظام النوم، بما في ذلك أمراض أيضية مثل السكري وأمراض الكلى، وقدّر الباحثون أنه يمكن الوقاية من حوالي 20% من هذه الأمراض من خلال نوم منتظم وجيد.

ومن جانبها، نشرت منظمة رعاية مرضى السكري دراسة تُظهر أن الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني، بغض النظر عن مدة نومهم، وحتى أولئك الذين ينامون سبع ساعات أو أكثر في الليلة يواجهون خطرًا متزايدًا إذا كان توقيت نومهم غير منتظم، وتسلط هذه النتائج الضوء بشكل جماعي على كيفية مساهمة الاضطرابات الليلية مثل التبول الليلي في المخاطر الأيضية من خلال الآليات المباشرة وتجزئة النوم.

أعراض مرض السكري الليلية التي يجب الانتباه إليها بعد التبول الليلي

يعد التبول المتكرر أحد الأعراض، ولكن هناك علامات تحذيرية ليلية أخرى يمكن أن تشير أيضًا إلىضعف التحكم في مستويات الجلوكوز.. على النحو التالى:

يشير الشعور بالعطش الشديد أثناء الليل إلى أن الجسم يسحب السوائل من الأنسجة بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم.

قد يعكس التعرق الليلي أثناء النوم تقلبات الجلوكوز أواختلال التوازن الهرموني.

غالبًا ما ترتبط أنماط النوم المتقطعة أو المضطربة بعدم استقرار نسبة السكر في الدم والاستيقاظ المتكرر.

قد يشير الصداع الصباحي وعدم وضوح الرؤية إلى تقلبات الجلوكوز أثناء الليل.

إن ملاحظة هذه الأعراض إلى جانب التبول الليلي يعزز من ضرورة مراقبة مستويات السكر في الدم أو استشارة الطبيب.

كيف يسبب مرض السكري كثرة التبول؟

ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم إلى ما يتجاوز قدرة الكلى على إعادة امتصاصه، ويتم تصفية الجلوكوز الزائد في البول، ويتبع الماء الجلوكوز من خلال العملية الأسموزية، مما يؤدي إلى إنتاج المزيد من البول، وتمتلئ المثانة بشكل أسرع، مما يؤدي إلى الاستيقاظ عدة مرات في الليل، وهذه الدورة تزيد من التعب وتُضعف جودة النوم، وقلة النوم تُقلل من حساسية الأنسولين، مما يُؤدي إلى حلقة مفرغة تُسرع من مشكلات الأيض.

كيفية الوقاية من كثرة التبول الليلي وإدارة خطر الإصابة بمرض السكري

إذا كنت تستيقظ كثيرًا في الليل، فإليك خطوات عملية مدعومة بالأبحاث:

قم بتتبع أعراضك من خلال ملاحظة تكرار التبول وجودة النوم.

قم بمراقبة نسبة السكر في الدم عن طريق اختبار الجلوكوز الصائم أو اختبار الهيموجلوبين التراكمي (HbA1c) إذا استمرت الأعراض.

قم بضبط كمية السوائل التي تتناولها في المساء عن طريق تقليل مشروبات الكافيين والمشروبات الثقيلة قبل النوم.

تحسين جودة النوم من خلال تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ، وتوفير عوامل تساعد على الاسترخاء مثل النوم في غرفة مظلمة وباردة، وتقليل استخدام الشاشات قبل النوم.

حافظ على نظام غذائي متوازن ونمط حياة نشط لدعم مستويات الجلوكوز المستقرة.

اطلب المشورة الطبية إذا استمر التبول الليلي، وخاصة مع علامات أخرى مثل التعب أو تغيرات الوزن غير المبررة.