اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
رام الله - قدس الإخبارية: صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكاتها بحق الفلسطينيين في منطقة الأغوار، حيث نفذت سلسلة من الاعتداءات في بلدة العوجا شمال أريحا، شملت عمليات هدم واعتداءات من قبل المستوطنين في سياق مخططات التهجير القسري والتوسع الاستيطاني.
فقد هدمت قوات الاحتلال، صباح اليوم الثلاثاء، منزلًا لعائلة الهريني في المنطقة الشمالية من بلدة العوجا، دون تقديم أي إنذار مسبق، وفق ما أفادت به منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، التي اعتبرت أن هذا الإجراء يندرج ضمن سياسة ممنهجة تستهدف تقليص الوجود الفلسطيني في مناطقهم الأصلية.
وفي اعتداء متزامن، اقتحم مستوطنون مسلحون قرية عرب المليحات شمال غرب أريحا، برفقة قطعان من الأغنام، وقاموا بنشرها بين منازل الفلسطينيين في تصرف استفزازي يهدف إلى ترهيبهم والضغط عليهم لترك أراضيهم، بحسب ما أكده المشرف العام للمنظمة حسن مليحات، الذي شدد على أن هذا السلوك يندرج ضمن مساعي الاحتلال لفرض واقع جديد في الأغوار من خلال التهجير القسري.
كما أقدمت قوات الاحتلال على هدم محل تجاري يعود للفلسطيني ياسر نجوم في بلدة العوجا، بذريعة وجوده في منطقة مصنفة 'C' حسب اتفاق أوسلو، وعدم الترخيص من قبل سلطات الاحتلال. ورافقت عملية الهدم جرافة عسكرية وقوة من جيش الاحتلال، واقتحمت المنطقة في ساعات الصباح الأولى.
ودانت منظمة البيدر هذه الانتهاكات، واعتبرتها جزءًا من سياسة الاحتلال الرامية إلى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، مطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية، واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية حقوق الفلسطينيين.
وتُعد بلدة العوجا وتجمع شلال العوجا من المناطق المستهدفة باستمرار من قبل الاحتلال ومستوطنيه، نظرًا لموقعها الحيوي في قلب الأغوار الفلسطينية، وقربها من نبع شلال العوجا، أحد أقدم وأهم مصادر المياه في المنطقة، والذي يشكّل شريان حياة حيوي للمجتمع الريفي الفلسطيني، ويغذي منذ عقود مساحات زراعية شاسعة.
ويتعرض هذا النبع، إلى جانب مصادر المياه الأخرى، لمحاولات السيطرة والتجفيف من قبل الاحتلال والمستوطنين، بهدف حرمان الفلسطينيين من أهم مقومات صمودهم، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لبقائهم في أراضيهم. وتشير منظمة البيدر إلى أن التجمعات البدوية في الضفة الغربية تواجه ما وصفته بـ'هولوكوست حقيقي'، نتيجة تصعيد الاحتلال في هدم المنازل وتدمير الممتلكات، في ظل غياب الحماية والمساءلة الدولية.