خاص| أزمة المياه في مخيم العروب... بين التحديات والحلول

خاص - راية

سلط برنامج 'قضايا في المواطنة' الذي يبث عبر 'رايــة' الضوء في حلقة جديدة، على أزمة المياه في مخيم العروب شمال محافظة الخليل جنوبي الضفة.

جاء ذلك خلال حلقةتناولت الجوانب المختلفة للأزمة، ما بين التحديات اليومية والحلول المقترحة، باستضافة كل من أمجد الطيطي، نائب رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم، وعصام عرمان، مسؤول منطقة الجنوب في سلطة المياه.

السكان يعانون والكمية لا تكفي للشرب

افتتح الطيطي مداخلته بالتأكيد أن أزمة المياه في المخيم ليست جديدة، لكنها تفاقمت خلال السنوات الأخيرة بسبب تقليصات الاحتلال في كميات المياه.

وقال الطيطي: 'مخيم العروب يضم أكثر من 20 ألف نسمة، ومنذ تقليص نسبة المياه من الجانب الإسرائيلي بنسبة 30%، نعاني من نقص حاد في الكميات، خصوصًا في المناطق المرتفعة داخل المخيم، حيث لا تصل المياه إلا بصعوبة، إن وصلت أصلًا'.

وأشار إلى أن الشبكة القديمة للمياه داخل المخيم لم تعد قادرة على تلبية احتياجات السكان، مؤكدًا على ضرورة تجديد الشبكة، وتركيب محابس لتقسيمها جغرافياً وتوزيعها بعدالة.

وأضاف: 'الناس تلجأ إلى شراء المياه من المحلات التجارية، وبعضهم يلجأ إلى استخدام مياه غير صالحة للشرب، وهذه كارثة صحية وإنسانية'.

وأكد الطيطي وجود تجاوزات من بعض السكان، مثل تهريب المياه وبيعها، واستغلالها لأغراض زراعية، مشددًا على أن اللجنة الشعبية لا تمتلك صلاحيات تنفيذية، بل هي حلقة وصل مع الجهات المختصة.

وطالب، سلطة المياه بضرورة وضع حلول جذرية للأزمة؛ بسبب المشاكل الحادة يوميا، لافتا إلى أن لجنة الخدمات تمثل حلقة وصل بين أهالي المخيم والجهات المختصة.

جهود ضمن الإمكانيات والضخ رُفع إلى 1300 كوب

من جانبه، قال عصام عرمان، مسؤول الجنوب في سلطة المياه، إن أزمة المياه في العروب جزء من أزمة أوسع تشمل محافظة الخليل كلها، مرجعًا السبب الأساسي إلى تراجع التزود من المصدر الإسرائيلي.

وقال عرمان: 'نحن نعمل وفق معايير توزيع عادلة بناء على عدد السكان والاحتياج، ورفعنا حصة مخيم العروب إلى 1300 كوب يومياً، يتم ضخها لمدة أربعة أيام في الأسبوع، نظراً لخصوصية وضع المخيم'.

ونفى عرمان ما قيل عن ضخ المياه لمؤسسات خارجية على حساب حصة المخيم، مؤكدًا أن المدرسة الزراعية وجامعة خضوري تزودان عبر عدادات مستقلة، وأن ما يخص المستوطنات يقع ضمن مسؤولية الاحتلال.

وشدد على أن ترميم الشبكة الداخلية داخل المخيم لا يقع ضمن مسؤولية سلطة المياه مباشرة، بل هو من اختصاص شركات توزيع الخدمات أو الجهات الداعمة. لكنه أوضح قائلا: 'نحن جاهزون لتوفير المواد والمستلزمات الفنية الموجودة في مخازننا بمجرد أن تزودنا اللجنة الشعبية بقوائم الاحتياجات بشكل رسمي'.

كما أشار عرمان إلى أن مشروع 'الخط الناقل الخاص بشيوخ العروب' جرى تصميمه ووضعه على سلم أولويات السلطة، وينتظر التمويل المحلي أو الدولي.

مناشدات مشتركة وتأكيد على التعاون

أكد الطرفان أن الأزمة لا يمكن حلها بدون تنسيق وتعاون مشترك. ودعا الطيطي الجهات المختصة إلى 'توفير تمويل لشبكة جديدة'، كما طالب بمساعدة اللجنة الشعبية في ضبط الاستهلاك داخل المخيم، خاصة في ظل الاستخدام الزراعي والاعتداءات على الشبكة.

من جهته، شدد عرمان على أهمية أن تقدم اللجنة الشعبية قوائم رسمية بالاحتياجات لتتمكن سلطة المياه من مساعدتهم، قائلًا: 'نحن لا نملك عصاً سحرية، لكننا نضع المخيم ضمن أولوياتنا، وملتزمون بكل ما يمكن تقديمه في حدود القانون والإمكانيات.'

وبرنامج 'قضايا في المواطنة' هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة 'REFORM' ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيمالمواطنة.

وفيما يلي الحلقة كاملة: