اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٤ شباط ٢٠٢٥
القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الأحد بشكل مذهل وبدا وكأنه يتفاخر بأن الجيش الإسرائيلي قام بإجلاء حوالي 40 ألف فلسطيني من شمال الضفة الغربية خلال عمليته التي بدأت في 21 يناير – وهو أكبر عدد من هؤلاء النازحين في المنطقة منذ عقود.
وكان اعتراف كاتس بمثابة تحول بمقدار 180 درجة بعد أن نفى الجيش الإسرائيلي مرارًا وتكرارًا الرقم 40 ألفًا في أعقاب تقارير منفصلة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز وشبكة سي إن إن في الأسابيع الأخيرة.
وفي الواقع، حتى يوم الأحد، تناقضت مصادر في الجيش الإسرائيلي مع تصريحات كاتس، وقالت لصحيفة جيروزاليم بوست إنه كان يستخدم بيانات غير موثوقة من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وعلاوة على ذلك، قدمت مصادر في الجيش الإسرائيلي للصحيفة التقديرات الفعلية الأولى للجيش الإسرائيلي، والتي فشل الجيش في مشاركتها في الأسابيع الأخيرة على الرغم من الطلبات المتكررة، قائلة إن حوالي 13 ألف إلى 14 ألف فلسطيني تم إجلاؤهم خلال العملية التي تركزت حول جنين وطولكرم ونور شمس وطوباس وقباطية وأجزاء أخرى من شمال السامرة.
وعلاوة على ذلك، أشارت مصادر في الجيش الإسرائيلي إلى أنهم فوجئوا بتصريح كاتس، ولم يكونوا يعلمون أنه سيتخذ مثل هذا الموقف الاستفزازي حتى رأوا التصريح في وسائل الإعلام.
وعلى النقيض من الجيش الإسرائيلي، الذي قال إن المدنيين الفلسطينيين لم يُجبروا على المغادرة وسيتم السماح لهم بالعودة إلى منازلهم قريبًا، قال كاتس إن إسرائيل 'لن تسمح بعودة السكان [الفلسطينيين] أو بعودة الإرهاب للازدهار'.
ويأتي تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بعد أيام فقط من محاولة نفذها مسلحون فلسطينيون، على الأرجح من منطقة طولكرم، ليلة الخميس لتفجير خمس حافلات في منطقة بات يام، حيث أدت تحركات ذكية مختلفة والحظ إلى منع الهجمات من الحدوث كما هو مخطط لها وعدم وقوع خسائر في الأرواح.
ويبدو أن كاتس كان يحاول إقناع الجانب الأكثر يمينية من الجمهور بمدى صرامة إسرائيل تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية في أعقاب محاولات شن هجمات إرهابية في بات يام.
دبابات في الضفة الغربية
وجاء تصريحه بعد وقت قصير من تأكيد الجيش الإسرائيلي أنه يستخدم الدبابات بأعداد أكبر وبطرق أكثر عدوانية في الضفة الغربية مقارنة بما فعل منذ عقود.
ومع ذلك، ورغم أن استخدام الدبابات يعد خطوة عدوانية من شأنها أن تؤدي إلى معارك أكثر انفجاراً بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين الفلسطينيين، فإنه لا ينتهك القانون الدولي بأي حال من الأحوال.
في المقابل، يقول العديد من المراقبين إنه إذا قامت إسرائيل بالفعل بإجلاء 40 ألف فلسطيني ومنعتهم من العودة إلى منازلهم لأي فترة زمنية كبيرة، فقد يشكل هذا جريمة حرب كبيرة جديدة أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت بالفعل مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت فيما يتعلق بإدارة الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي وقت لاحق من يوم الأحد، لم يستجب مكتب كاتس للأسئلة حول سبب تناقض أرقامه ومواقفه مع مواقف الجيش الإسرائيلي المتسقة بشأن هذه القضايا.
لكن كاتس كرر في كلمة ألقاها مساء الأحد في حفل دورة ضباط في الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل ستمنع أعدادا كبيرة من المدنيين الفلسطينيين من العودة إلى القرى التي يشتبه في أن موجات الإرهاب لم يتم استئصالها بعد.
كما كرر وزير الدفاع الإسرائيلي تصريحاته الأخيرة بأن قوات الجيش الإسرائيلي ستبقى لفترة غير محددة في مناطق معينة، مثل أجزاء من جنين، حيث لم تتواجد هناك لفترات طويلة منذ عقود.
وعندما سُئل مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن موقف وزارة الخارجية من الخلافات بين كاتس والجيش الإسرائيلي، لم يرد حتى ساعة نشر هذا التقرير.
ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي بيان علني بشأن هذه القضية يوم الأحد.