اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيت لحم- معا- كشف تحقيق لمؤسسة أننبرغ الإعلامية ان جامعة جنوب كاليفورنيا (USC) نقلت عشرات الجثث لتدريب الجيش الإسرائيلي.
ووفقًا لتحقيق المؤسسة التابعة للجامعة فقد نُقلت الجثث إلى قوات الأمن الأمريكية واستُخدمت في تدريبات طبية متخصصة في علاج الإصابات، وذلك دون موافقة صريحة من المتوفين أو عائلاتهم.
وقد دفعت البحرية الأمريكية بالفعل أكثر من نصف مليون دولار لجامعة جنوب كاليفورنيا، وتسمح بشراء جثث إضافية بقيمة 225 ألف دولار وفقًا لتقديرها، مما سيرفع إجمالي إيرادات جامعة جنوب كاليفورنيا على مدى السنوات السبع الماضية إلى ما يقرب من 1.1 مليون دولار
في حين أن العقود الثلاثة المعنية تُمثل أقل من 1% من إجمالي 367 عقدًا أبرمتها جامعة جنوب كاليفورنيا مع البحرية، لم تتمكن شركة Annenberg Media من العثور على أي جامعة أمريكية أخرى لديها عقود مماثلة تتعلق بالجيش الإسرائيلي.
ووفقًا لمقال طبي نُشر عام 2020، استخدمت 'دورة مهارات جراحة إصابات القتال' التي حضرها مسعفون من الجيش الإسرائيلي 'جثثًا بشرية حديثة'. وقد تم شراء ما لا يقل عن 89 جثة حتى الآن، استُخدمت 32 منها خصيصًا لتدريب الجيش الإسرائيلي في المركز الطبي العام في لوس أنجلوس.
وقد تم توفير هذه الجثث من قِبل مكتب الطب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس، المسؤول عن حرق ودفن الجثث التي لم يطالب بها أقاربها. وتضمن التدريب استخدام جثث حديثة مع سوائل تُحاكي الدم لمحاكاة إصابات القتال.
ولا يجوز للأقارب استلام جثمان لأسباب متعددة، منها تكلفة الدفن. ويؤكد مركز تدريب إصابات البحرية أنه يُدير هذه البرامج وفقًا للوائح، إلا أن المتخصصين الطبيين أثاروا تساؤلات جدية حول ما إذا كان يُسمح باستخدام الجثث، وما إذا كان أهالي القتلى على علم بإمكانية استخدام أحبائهم لتدريب الجنود.
وفي إطار عقدها مع الجيش الإسرائيلي، صرّحت كلية الطب بجامعة جنوب كاليفورنيا بأنها تُقدم 'دورات تدريبية في مجال إصابات الحوادث كجزء من التزامنا الأساسي بإنقاذ الأرواح وتعزيز أعلى معايير الرعاية الطبية. ومنذ عام ٢٠١٣، شارك في هذه الدورات التدريبية أيضًا كوادر طبية دولية مُعيّنة من قِبل البحرية، بما في ذلك جراحون وممرضون وأطباء تخدير من إسرائيل'.
وأضافت: 'يركز برنامجنا التدريبي على إصابات الحوادث حصريًا على تدريب المتخصصين الطبيين على تقديم رعاية مُنقذة للحياة في أي مكان تحدث فيه صدمة'.
أُجري الجزء العملي من الدورة التدريبية في مختبر تشريح الأنسجة، وهو منشأة تعليمية جراحية تقع داخل مستشفى لوس أنجلوس العام التاريخي، ويخدم برامج التدريب في المركز الطبي العام في لوس أنجلوس/جامعة جنوب كاليفورنيا.
في حين تدّعي جامعة جنوب كاليفورنيا أن هذا النشاط متوافق مع القواعد، ويُحذّر خبراء الأخلاقيات الطبية من استحالة معرفة ما إذا كان المتوفى قد وافق على استخدامه في تدريب عسكري أجنبي.
وصرح طبيب سرّب الوثائق بأن المنشأة 'مُصممة لتخفيف حساسية الصدمات، وليس لإنقاذ الأرواح'. هذا في حين انتقد طلاب الطب في الجامعة هذا الترتيب بشدة. في الوقت نفسه، قال البروفيسور توماس تشامبني من جامعة ميامي: 'حتى لو كانوا أمواتًا، فإنهم يستحقون الاحترام والمعاملة التي نتوقعها للأحياء'.
وأوضح أنه على عكس التبرع بالأعضاء، فإن استخدام الجثث في الأبحاث غير مُنظّم تقريبًا.
كما انتقد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في الحرم الجامعي الوثائق المسربة بشدة. ووصفها البعض بأنها 'خيانة للثقة'. وزعمت إحدى طالبات الطب أنها 'سترفض المشاركة في أي عمل في هذا المختبر'. وانتقدت أخرى قائلةً: 'جنود الجيش الإسرائيلي يتدربون معنا - لماذا ندرب جيشًا أجنبيًا يرتكب حاليًا إبادة جماعية في مستشفياتنا العامة؟'.
لا توجد جامعة أخرى في الولايات المتحدة لديها عقود مماثلة مع فرق طبية إسرائيلية. هناك اتفاقيات بين جامعات أخرى تتضمن نقل جثث إلى الجيش الأمريكي، ولكن دون تعاون مع الجيش الإسرائيلي. إضافةً إلى ذلك، تتضمن العقود مع جامعة جنوب كاليفورنيا، التزامًا بتوفير ثلاث جثث لكل دورة إسرائيلية.
وأكدت جامعة جنوب كاليفورنيا أن التعاون مع الجيش الأمريكي مستمر منذ أكثر من قرن، وأن التدريب مع جيش الدفاع الإسرائيلي هو استمرار مباشر للعلاقة الاستراتيجية القائمة بين البلدين