اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ نيسان ٢٠٢٥
مثلت عمليات كتائب القسام الأخيرة في قطاع غزة -إضافة لكونها عمليات نوعية هجومية نفذت 'خلف الخطوط'- تحديًا واضحًا لجيش الاحتلال في المناطق التي يعدها خاضعة تحت سيطرة نيرانه ولرقابة استخباراتية من جميع أنواع الطائرات، بحيث يصبح تنفيذ عمليات هجومية هنا أمرًا مستحيلاً، ما يجعل نجاح العمليات ملاحم أسطورية تسطرها المقاومة لتكون مشاهد مستنسخة عن عمليات عبور السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ونشرت القسام الاثنين الماضي، مقطع فيديو يوثق تنفيذ كمين 'كسر السيف' على شارع العودة شرق بيت حانون، وخلال الكمين جرى استهداف جيب عسكري من نوع ستورم، واستهداف قوة الإسناد التي هرعت إلى المكان بعبوة تلفزيونية 3 مضادة للأفراد، واستهداف موقع مستحدث لقوات الاحتلال بأربع قذائف RPG وعدد من قذائف الهاون.
وأظهر المقطع خروج المقاومين من فتحة نفق كان الاحتلال قد اعلن اكتشافه سابقا، وتخفوا بين الأحراش بانتظار الهدف، وظهر بالمقطع مرور شاحنة وجيب إسرائيلي لم يتم استهدافهم بانتظار جيب يتبع لقيادة الاحتلال.
وبدأ الهجوم بإطلاق قذيفة مضادة للدروع، ثم أطلق المقاومون زخات من الرصاص على الجيب للإجهاز على من فيه، وظهر في نهاية المقطع الجيب منقلبًا على ظهره، وأعلن الاحتلال إصابة ثلاث مجندات.
وقالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية: 'المجندتان اللتان أصيبتا في الكمين تعرضتا لبتر ساقيهن، وأن الأطباء يكافحون للحيلولة دون بتر الساق الثانية لإحدى الضابطتين'.
ويحمل اسم 'كسر السيف' دلالة كبيرة، ردا على اسم العملية العسكرية التي أطلق عليها جيش الاحتلال اسم 'الشجاعة والسيف' بحيث أظهر 'المقاومون شجاعة أسطورية كسروا خلالها سيف الاحتلال' وفق مراقبين.
وفيما أظهر الكمين شجاعة المقاومين الكبيرة في الهجوم على مواقع الاحتلال، لاقى أيضا ثناءً كبيرا من غالبية أبناء الشعب الفلسطيني ومن قطاع واسع من أبناء الأمتين العربية والإسلامية، وأشادوا ببطولة المنفذين وبسالتهم وإهانتهم لجيش الاحتلال.
إخفاق أمني
والسبت الماضي، أعلنت القسام استهداف دبابة ميركفاة 4 وجرافة عسكرية من نوع D9 بقذيفتي الياسين '105' واشتعال النيران فيهما في منطقة جبل الصوراني شرق مدينة غزة، وشوهد هبوط مروحيات عسكرية لإجلاء المصابين والقتلى، فيما أعلن الاحتلال مقتل ضابط وإصابة خمسة آخرين جراء استهداف مركبة مدرعة شرق غزة ثم تفجير قوة الانقاذ.
ولم ينتهِ اليوم، حتى أعلن القسام أن مجاهديه وبعد عودتهم من خطوط القتال أكدوا استدراج قوة هندسية إسرائيلية لعين نفق مفخخة مسبقًا، وفور وصول القوة فجر المجاهدون عين النفق وأوقعوها بين قتيل وجريح شرق حي التفاح.
وسادت حالة من الاستياء في صفوف أوساط إسرائيلية، وقال 'ألموغ بوكير' إن 'فيديو الحادث الخطير الذي وقع يوم السبت يسلط الضوء على حجم الاخفاق العملياتي الخطير. فتحة نفق كانت معروفة للجيش وتركت دون معالجة، والأسوأ من ذلك، الموقع العسكري أقيم على بعد 200 متر فقط من فتحة النفق، وأن الحظ فقط حال دون وقوع عملية أسر للمجندات.
فيما عد 'ايتسك زواريتس' من قناة كان، إن 'مشاهد الحدث الأمني الخطير يبرز حجم الإخفاق الأمني في الحادث، كما يظهر كم كان هناك حظ كبير في أن المسلحين لم يتكمنوا من أسر المجندات المصابات من الجيب العسكري المتضرر. اللقطات تؤكد مدى خطورة الوضع والفجوات في الاستعدادات الميدانية تشير الى أن الأمور كادت تنتهي بكارثة أكبر'.
وعلى الرغم من العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، يرى المختص في الشأن العسكري رامي أبو زبيدة، أن فصائل المقاومة لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات معقدة تشمل استخدام أسلحة مضادة للدروع وتفجير عبوات ناسفة ثانوية تستهدف فرق الانقاذ، وهذا يدل على مستوى من التخطيط والتنفيذ التكتيكي.
تعطيل العمليات
وقال أبو زبيدة لـ 'فلسطين أون لاين': إن 'هناك تحديات عملياتية من خلال هذه العمليات النوعية التي تسلط الضوء على المخاطر التي تواجهها قوات الاحتلال في البيئات الحضرية وربما المفخخة داخل غزة، ويشير ذلك إلى أن عمليات التطهير والتقدم البري لا تزال تشكل تحديات كبيرة لجيش الاحتلال'.
ويعتقد أن استخدام العبوات التي تستهدف فرق الإنقاذ هو تكتيك يهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الخسائر في جيش الاحتلال وتعطيل العمليات الإسرائيلية، إضافة لأنها ستؤدي إلى ارتفاع عدد القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال، مشيرا إلى أن نجاح تنفيذ هذه العمليات قد يشير إلى وجود ثغرات في المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بمواقع مقاتلي المقاومة وأماكن زراعة العبوات الناسفة.
ولفت إلى التأثيرات المعنوية لهذه العمليات على الجنود والجمهور الإسرائيلي، ما يثير تساؤلات حول فعالية وتكلفة العملية العسكرية المستمرة، في ظل تزايد الأصوات داخل مؤسسة الاحتلال العسكرية المشككة بجدوى العمليات الجارية.
وتظهر المقاومة، وفق أبو زبيدة، تحولا نحو الكمائن محكمة التخطيط، بما في ذلك استخدام أسلحة مضادة للدروع لاستهداف المركبات، مبينا أيضًا، أن المقاومة تستخدم معرفتها بالتضاريس وتستخدم وحدات صغيرة متحركة من المقاتلين لتنفيذ هجمات مفاجئة من مواقع غير متوقعة.
ورأى أن المقاومة تكيف الذخائر الموجودة لعملياتها، مثل تحويل القذائف الإسرائيلية غير المنفجرة لعبوات ناسفة، كما أن شبكة الأنفاق الواسعة في غزة لا زالت تزود المقاومين بوسائل حركة وتخف وشن هجمات، لذا، كيفت المقاومة تكتيكاتها ردا على العمليات الإسرائيلية المستمرة مع التركيز على أساليب الحرب غير المتماثلة لإيقاع خسائر وتحدي القوات المتقدمة.