لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٢٦ حزيران ٢٠٢٥
في 26 حزيران/ يونيو من كل عام، يُحتفى باليوم العالمي لمرض الجنف 'السكوليوز'، بهدف رفع الوعي حول هذا المرض الذي يتمثّل بانحناء غير طبيعي في العمود الفقري، والتأكيد على أهمية الكشف المبكر والعلاج المناسب.
بهذه المناسبة، شاركت الفنانة اللبنانية زينة مكي متابعيها عبر حسابها على 'إنستغرام' مجموعة صور توثق معاناتها وتجربتها الشخصية مع المرض، بدءاً من اكتشاف الحالة وحتى التعافي، وتضمنت الصور لقطات لأشعة طبية تظهر ميلان عمودها الفقري، إلى جانب صور أخرى لها بعد العلاج وهي تمارس حياتها الطبيعية، من الرياضة إلى الرقص، وركوب الخيل.
وروت زينة تفاصيل رحلتها، قائلة: عندما كان عمري 12 سنة، لاحظت أمي أن شكل عمودي الفقري يشبه حرف S، وشافت عضلة نافرة من ظهري. أجرينا صورة أشعة، وبدأت أرتدي لمدة سنتين شيئاً يُشبه الدرع البلاستيكي لحماية ظهري. بعدها، قررنا إجراء جراحة لتقويم العمود الفقري عبر وضع سياخ حديدية.
وأرفقت مكي الصور بتعليق مؤثر قالت فيه: اليوم العالمي للسكوليوز/ الجنف، في وجع ما بينشاف، في معارك منخوضها بصمت، بس في شي أهم.. ناس بتكفي، وبتحلم، وبتحقق، أنا واحدة من هالناس.. وإذا كنتوا عم تقرّوا هالشي وعم تعانوا من هالوجع، تذكروا: مش بس في أمل، في حياة حلوة ناطرتنا، حتى لو كان ظهرنا موجوعاً.
لاقى المنشور تفاعلاً واسعاً، وعبّر المتابعون عن فخرهم بزينة وشجاعتها، مشيدين بقدرتها على مشاركة تجربتها كرسالة توعوية ملهمة. فكانت أبرز التعليقات 'نفخر فيك'، 'أنتِ قوية وملهمة'، 'أنتِ جميلة بكل حالاتك'.
الجنف.. الانحناءة التي تختبر الإرادة
قد يبدو انحناء الظهر أحيانًا مجرد اختلاف بسيط في شكل الجسم، لكنه قد يخفي وراءه مرضًا مزمنًا يُرافق الإنسان في صمت، اسمه الجنف أو السكوليوز.
هو أكثر من مجرد انحناء في العمود الفقري، هو تحدٍ يومي، تبدأ حكايته في معظم الأحيان بهواجس أو تلاحظ فرقًا بسيطًا في وقفة ابنها أو ابنتها، أو في ميلان الكتفين، أو ببروز غير طبيعي في الظهر، ومن هناك تبدأ الرحلة الطويلة بين صور الأشعة، والدعامات البلاستيكية، وربما غرف العمليات.
الجنف لا يُفرّق بين طفل وفتاة، ولا بين رياضي ومثقف، قد يظهر فجأة في سن المراهقة، وغالبًا بلا سبب واضح، فيما يُعرف بـ'الجنف مجهول السبب'. وقد يرافق المريض سنوات طويلة، يختبر خلالها الألم الجسدي، وأحيانًا النفسي، إذ يتأثر شكله الخارجي وثقته بنفسه.
ورغم صعوبة الطريق، يبقى الأمل حاضرًا، فالعلاج قد يبدأ بدعامة تحمي الظهر من التفاقم، ويمر بتمارين خاصة، وأحيانًا يُتوّج بعملية جراحية تُعيد للعمود الفقري توازنه، وفي كل الأحوال، يبقى الدعم النفسي، والتوعية، وقصص المتعافين من هذا المرض، طوق نجاة للكثيرين.
اليوم، يُخصّص العالم يومًا كاملاً للحديث عن هذا المرض بصوت عالٍ، ليس فقط للفت الانتباه إليه، بل أيضًا لمنح من يعانون منه مساحة للأمل، ورسالة مفادها: أن الجنف ليس نهاية الطريق، بل بداية لرحلة قوة قد تُلهم الآخرين.