اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢١ كانون الثاني ٢٠٢٥
في مشهد تاريخي يعكس التزام المقاومة الفلسطينية بوعدها، نجحت في تحرير أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال ضمن صفقة تبادل جديدة بموجبها ستفرج (إسرائيل) عن آلاف الأسرى والمعتقلين.
وفي هذا الصدد، وصف محلل سياسي ومسؤول في هيئة شؤون الأسرى، الصفقة بأنها 'إنجاز كبير'، جاء في أعقاب معركة طوفان الأقصى التي خاضتها المقاومة بغزة على مدار عام ونصف.
وقال الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق: إن 'المقاومة الفلسطينية وعدت الأسرى وعائلاتهم بأنها لن تتخلى عنهم وستواصل العمل على تحريرهم مهما كانت الظروف'.
وأضاف لـ 'فلسطين أون لاين'، أن المقاومة أثبتت اليوم أنها قادرة على الوفاء بهذا الوعد، مما يعزز ثقة الشعب الفلسطيني في قيادته ومقاومته بعد سنوات طويلة عاشها الأسرى بين الألم والانتظار.
وبينما أكد أن المقاومة استطاعت الإيفاء بوعدها وكان لديها مصداقية وواقعية فيما تطرحه بشأن قضية الأسرى، رأى أنها حققت الكثير من الأهداف التي حددتها منذ بدء معركة طوفان الأقصى.
وأكمل صادق: رغم التضحيات الكبيرة وحرب الإبادة ضد شعبنا إلا أن المقاومة صمدت وتمسكت بموقفها إلى أبعد حد، ولذلك لم تفلح الضغوط التي مارسها الاحتلال في كسر إرادتها ولم تثنيها عن مطالبها.
كما رأى المحلل السياسي أن الإفراج عن الأسرى بعد معركة ومفاوضات شاقة يثبت أن المقاومة قادرة على خوض تجربة جديدة مع الاحتلال جديرة بأن تكون نموذج يحتذى به.
ودلل على ذلك بصمود المقاومة رغم الضربات والهجمات العنيفة التي تعرضت لها لكنها بقت صامدة متماسكة حتى أوصلت رسالتها للاحتلال بأنه لن يستطيع الإفراج عن أسراه بالقوة ولن يتم ذلك إلا بصفقة تبادل لتحريرهم.
وعن مجريات المفاوضات، قال صادق: إنها 'كانت صعبة ومعقدة للغاية وسط ضغوط كبيرة كانت تمارس على المقاومة الفلسطينية، حتى وصل الأمر إلى تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الشرق الأوسط سيتحول إلى جحيم في حال لم تفرج المقاومة عن الأسرى الذين لديها'.
واستدرك: 'أمام كل هذه الضغوط صمدت المقاومة وتمسكت بشروطها وأوفت بوعدها، وكل التهديدات التي تعرضت لها ومحاولات تخفيض سقف مطالبها باءت بالفشل أمام إرادة المقاومة'، لافتًا إلى أنها قدمت ثمنًا باهظًا لا يمكنها من التراجع عن مطالبها بإنهاء الحرب وتحرير الأسرى.
وكانت حركة حماس أبرمت بوساطة مصرية عام 2011 صفقة تبادل وفاء الأحرار، وحررت بموجبها 1047 أسيرًا وأسيرة من سجون الاحتلال مقابل تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
رسالة أمل
بدوره، أكد وكيل مساعد هيئة شؤون الأسرى عبد العال العناني، أن اتفاق وقف إطلاق مثلما مثل انجازًا كبيرًا في حقن دماء المواطنين في قطاع غزة، أكد أن من إنجازاته أيضًا تحرير عدد كبير من الأسرى لاسيما من أصحاب الأحكام العالية.
وأشار العناني لـ'فلسطين أون لاين'، إلى أن جيش الاحتلال حاول من خلال القوة العسكرية تحرير أسراه من غزة لكنه قام بقتلهم وفي النهاية لم يتمكن من تحقيق أهدافه ورضخ من أجل تحريرهم.
ونبه إلى أن الظروف الميدانية كانت مواتية لتحرير أسرى الاحتلال قبل عدة أشهر، لكن عناد بنيامين نتنياهو وحكومته العنصرية التي يرأسها أطال عمر الحرب لأهداف سياسية وحزبية، إلا أنه في النهاية دفع الثمن من أجل تحرير الأسرى من مستوطنين وجنود إسرائيليين.
وأكمل العناني: أن الأسرى داخل السجون يحملون رسالة أمل رغم السنوات الطويلة التي أمضوها خلف القضبان، وقد جاءت الآن الفرصة لتحريرهم خاصة في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات جسيمة.
وأكد أن الأسرى يتعرضون لحرب معلنة في السجون، حيث استشهد منهم على الأقل 56 أسيرًا جراء عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي بينهم 35 من قطاع غزة، فضلاً عن عمليات امتهان الكرامة والإذلال لباقي الأسرى خاصة في معتقل 'سدي تيمان'.
وتابع وكيل مساعد هيئة شؤون الأسرى: نأمل أن تساهم الصفقة في تبيض سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين.
وبشأن الجرائم المرتكبة بحق الأسرى، نبَّه إلى أن الهيئة تتابع عن كثب الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية الصارخة التي يتعرض لها الأسرى داخل السجون، مشيرًا إلى مشاركة طبيب فلسطيني في عمليات تشريح جثامين أسرى استشهدوا خلف القضبان للوقوف على أسباب الوفاة.
واستدرك: لدينا العديد من الملفات الناضجة والجاهزة للتوجه إلى المحاكم الدولية بعدما وثقنا انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى.