اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢١ كانون الثاني ٢٠٢٥
أكد اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي والعلاقات الدولية، أن الاحتلال الإسرائيلي فشل في فرض شروطه وإملاءاته خلال مفاوضات وقف إطلاق النار على المقاومة، فيما حرمته حركة حماس من تحقيق أهدافه الاستراتيجية في غزة، وأجبرته على صفقة لا يريدها.
وقال الخبير المصري في حوار مع 'فلسطين أون لاين': إن تلكؤ الاحتلال في الساعات الأولى من وقف إطلاق النار في غزة يعود إلى رفضه الصفقة وعدم اقتناعه بها، وربما يكون قد أُجبر عليها.
أوراق قوة
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية أجبرت الاحتلال على الدخول في الصفقة بما تمتلكه من أوراق قوية جدًا.
وأوضح عبد الواحد: 'حينما يكون طرف أقوى من الطرف الآخر، هنا لا تسمى مفاوضات بل هي إملاءات أو فرض شروط على الطرف الأضعف'. وتابع: 'إسرائيل منذ اللحظة الأولى تسعى للوصول إلى ذلك التفوق لتملي شروطها على حماس، إلا أن حماس حرمت الاحتلال من الانتصار الكامل أو الساحق'.
وأضاف: 'حماس فرضت أمرًا واقعًا حرمت فيه نتنياهو من تحقيق أهدافه الكبرى التي رددها منذ شن حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023'.
فشل الأهداف
وأردف أن المقاومة حالت دون اتخاذ الاحتلال الإسرائيلي موقف الطرف 'القوي'، حينما أفشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية الكبرى، مثل القضاء على حماس أو تحرير أسراها بالقوة. وبالتالي، لجأت للصفقة لتحرير جزء من الأسرى لإرضاء الداخل الإسرائيلي والمعارضة.
وفيما يتعلق بمدى التزام الاحتلال بتنفيذ بنود وقف إطلاق النار دون تلكؤ، أشار إلى عدم وجود إرادة إسرائيلية قوية لعملية التنفيذ، فالاحتلال يريد أسراه دون مقابل، لكنه فشل في الحصول على ذلك.
وقال: 'الحرب بينت أن إسرائيل لم تحترم المواثيق والاتفاقيات الدولية، ولا قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا قرارات المحكمة الدولية، ولا المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بسبب الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي الذي توفره أميركا للاحتلال'.
وفند الخبير المصري وصف الإعلام الأميركي والغربي للمجزرة في غزة بالحرب العسكرية، لأنه لا يوجد طرفان يحاربان بعضهما البعض، ولا توجد قوات جوية فلسطينية ولا أسطول بحري لعقد مقارنة.
وأكمل: 'هذه جريمة متكاملة للإبادة الجماعية بكل أركانها وفقًا لما جاء في القانون الدولي، وكما جاء في تعريف الإبادة الجماعية في اتفاقية منع الإبادة الجماعية سنة 1948'.
وتعرف الاتفاقية الإبادة الجماعية بأنها مجموعة من الإجراءات تتبعها من القتل أو التدمير المتعمد والمخطط له للقضاء على الفرد والجماعات وفقًا للجنس أو العرق أو الدين، تصيب الطرف الآخر بأنواع من الأذى.
أهداف الطرفين
وبخصوص الأهداف التي حققها كل طرف من وراء وقف إطلاق النار، أوضح الخبير المصري أن كل طرف يرتب الصفقة وفقًا لأهدافه ودوافعه. فإسرائيل ذهبت إليها للإفراج عن أسراها ولإرضاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وللحصول على بعض المكاسب الاستراتيجية مثل سلطة أكبر في الضفة الغربية، وعملية التطبيع خاصة مع المملكة العربية السعودية، إضافة إلى الحصول على حوافز ومنح مالية واستراتيجية وعسكرية وتكنولوجية من الولايات المتحدة الأميركية.
فيما ذهبت المقاومة للصفقة حتى توقف الاعتداءات الغاشمة وحرب الإبادة الجماعية على غزة.
وقال الخبير الأمني: 'إسرائيل منذ اللحظات الأولى عملت للسيطرة على قطاع غزة بالكامل من الجو والبر والبحر، وهي بالفعل تحاصره منذ قدوم حماس في 2007'.
لكن الجديد أن الاحتلال يحاصر غزة من الداخل عبر تقسيم القطاع من خلال إجراءاته سواء في محور نتساريم أو المحور الشمالي أو محور فيلادلفيا الذي فصل غزة عن محيطها الإقليمي، خاصة مصر، وبذلك يعزل غزة بالكامل، وهنا مكمن الخطورة في المرحلتين الثانية والثالثة.
ذكاء حماس
ووفق عبد الواحد، تعاملت حماس بذكاء عند إبرامها الصفقة على ثلاث مراحل مترابطة برباط عضوي لتضمن التنفيذ.
وبخصوص الضمانات ودور الوسطاء في منع خروقات الاتفاق من جانب الاحتلال، أشار عبد الواحد إلى ضعف الضمانات المتوفرة. لكنه يتوقع أن تحترم إسرائيل قرارات أميركا، لا سيما وأن أهدافًا استراتيجية يمكن أن تحققها عبر واشنطن.
واستدرك: 'هناك ضمانة المجتمع الدولي، لا سيما أن وفدًا من الاتحاد الأوروبي سيكون موجودًا لمراقبة الحدود وعملية وقف إطلاق النار. وهناك الآلية المشتركة في القاهرة لمتابعة تنفيذ وقف النار ودراسة آليات عملية تنفيذ الاتفاق دون الإخلال بها'.