اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
في زمن الحرب التي لم تبقِ للغزيين سوى فتات الحياة، برز اسم مليشيات 'ياسر أبو شباب'، كوجه آخر للعنف والفوضى رافقت جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي إبَّان حرب الإبادة التي بدأها في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وامتدت سنتين.
ونشأت مليشيات أبو شباب في ظل الفوضى التي خلّفتها الحرب، بدعم عسكري ولوجستي من جيش الاحتلال وحماية أمنية كاملة أيضًا، لتتحول سريعًا إلى كابوس يلاحق المواطنين في القطاع.
المواطن رامز علي من سكان مخيم الشاطئ للاجئين، غربي مدينة غزة، يقول: إن هذه المليشيات تعمل وفق أجندة إسرائيلية تخدم جيش الاحتلال بالدرجة الأولى.'
وأضاف لـ 'فلسطين أون لاين'، 'لا يمكن القبول باستمرار وجود هذه المليشيا، أو التعامل معها تحت أي ظرف كان.'
وتابع: حالة الصمود والتحدي التي أظهرها المواطنون في الحرب، تجعلنا متمسكين بمبادئنا الأخلاقية والوطنية، ولن تدفعنا أي أسباب إلى التعامل مع المليشيات المسلحة. لا يمكن لأي مواطن حر وشريف القبول بالعيش تحت ظل هذه المليشيا.'
لم تقتصر المليشيات على أبو شباب، الذي يتخذ وعناصره من المناطق الشرقية لمدينة رفح، والواقعة تحت سيطرة جيش الاحتلال، مقرًا لهم، وينطلقون منه لتنفيذ جرائمهم بالتنسيق الكامل مع الاحتلال.
ففي مناطق يسيطر عليها جيش الاحتلال أيضًا في حي الشجاعية، شرقي مدينة غزة، برز اسم 'رامي حلس'، والذي شكل مليشيات مسلحة أيضًا على غرار ما حدث مع أبو شباب.
المواطن محمود حمادة، من سكان حي الشجاعية، قال: إن 'عناصر الميليشيا كانوا يقتحمون البيوت وينهبون ما يجدونه. جرائمهم لم تقتصر على ذلك، بل إنهم ساهموا في حماية جنود الاحتلال.'
وبينما كانت حرب الإبادة تتوسع رقعتها ورافقها مجاعة شديدة بسبب سياسات جيش الاحتلال وإغلاق المعابر، ومنع إدخال المساعدات الإغاثية، يؤكد مواطنون أن تصرفات المليشيات المسلحة، فاقمت المجاعة التي ألمّت بالأحياء المنكوبة وسكانها، بعدما سيطروا على مئات الشاحنات والمواد الغذائية وصادرت ما تبقى في بعض المخازن.
ومع تواطؤ جيش الاحتلال مع هذه المليشيات وجهات أخرى أيضًا، تعمل على توفير التدريب والحماية لها، يشعر المواطنون الغزِّيون أن أمنهم وغذاءهم أصبحا رهينة السلاح والابتزاز.
في المقابل، يحذر نشطاء حقوقيون من أن استمرار هذه المليشيات المسلحة في ممارسة سلطتها خارج القانون يهدد ما تبقّى من نسيج اجتماعي في غزة، ويقوّض فرص النجاة الإنسانية.
'لم تعد الحرب مجرد طائرات وقنابل، بل تحولت إلى فوضى داخلية صنعتها أيدٍ تبحث عن سلطة على أنقاض الجوعى.' يقول المواطن رمزي مصطفى.
وأضاف لـ 'فلسطين أون لاين': حين يتحول السلاح إلى وسيلة لاحتكار الطعام وإذلال الناس، فإن الجريمة لا تكون فردية بل ممنهجة.'
وفي وقائع غريبة نشأت خلال الحرب، استطاع عناصر المليشيات المسلحة، اختطاف عدد من أفراد وكوادر المقاومة من داخل قطاع غزة، وتسليمهم إلى قوات جيش الاحتلال قبل نقلهم إلى داخل السجون للتحقيق معهم.
وهؤلاء المعتقلون، لم تفرج سلطات الاحتلال عنهم في إطار صفقة تبادل الأسرى التي تحققت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 10 أكتوبر 2025.

























































