سلطة رام الله.. الهراوات والقمع في مواجهة مسيرات نصرة غزة

شهدت مدن الضفة الغربية المحتلة مؤخرًا، خروج مسيرات شعبية حاشدة نصرةً لأهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لعدوان تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي للشهر الـ22 تواليا، مع تصاعد أعداد الشهداء وتدهور الأوضاع الإنسانية، لكن هذه المسيرات، التي حملت شعارات تندد بالعدوان وتطالب برفع الحصار، قوبلت بالقمع من قبل أجهزة أمن السلطة. 

وأكد نشطاء لصحيفة 'فلسطين'  أن عناصر أمن بزي مدني ورسمي تدخلوا لفض المسيرات بالقوة، واعتدوا بالضرب على المشاركين، ما أسفر عن وقوع إصابات واعتقال عدد من النشطاء، بينهم طلاب جامعيون وشخصيات اخرى.

حملت المسيرات رسائل احتجاج على موقف السلطة المتردد، واتهامها بعدم القيام بدور فاعل لوقف العدوان.

وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أجهزة أمن السلطة وهي تعتقل عددا من الناشطين وتقمع مظاهرة داعمة لغزة وسط رام الله.

ويرى مراقبون أن السلطة تخشى من أن تتحول هذه التظاهرات إلى حراك شعبي أوسع يهدد 'نفوذها' السياسي المحدود.

بدوره، الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين يؤكد أن عناصر من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة اندسوا بين المتظاهرين خلال المسيرة التي خرجت في رام الله، وحاولوا منع المشاركين من الهتاف للضفة والمقاومة. 

وقال عز الدين في حديثه لصحيفة 'فلسطين'إن من بين هؤلاء كان المدعو علي شريم، وهو أحد عناصر السلطة الهاربين من غزة، مشيرًا إلى دوره في محاولة إسكات أصوات الهتاف المناصرة للمقاومة. 

وأضاف عز الدين ساخرًا: 'يأخذون ثلث الراتب وما زالوا يدافعون عن (إسرائيل)'.

وأوضح أن مسيرات خرجت ايضا في نابلس ورام الله وجنين، دعمًا لقطاع غزة واستجابةً لنداءات من شخصيات وطنية، في مقدمتهم الأسير أحمد سعدات. 

وبين أن السلطة سارعت إلى قمع هذه المسيرات، حيث اعتدت على المشاركين في رام الله ونابلس، واعتقلت عددًا من المتظاهرين في رام الله. 

وأوضح أن هذه التحركات الشعبية تثير قلق الاحتلال الإسرائيلي ومن وصفهم بـ'جواسيسه'، مؤكدًا أن المشاركة في هذه الفعاليات تمثل واجبًا وطنيًا، مضيفًا: 'العار لمن لم يشارك'.

كذلك اكد الناشط السياسي جهاد عبده أنّ اقدام السلطة على قمع مسيرات الضفة الشعبية المناصرة لغزة عار.

وقال عبد في حديثه لصحيفة 'فلسطين': 'الناس تنتظر مساندة غزة بالمال والطعام والمواقف السياسية وليس عبر قمع المتضامنين معها'.

وأوضح أن السلطة كعادتها لا ترغب بخروج اي صوت من الضفة الغربية المحتلة إلا من خلالها وغير ذلك يتم قمعه.