اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
بعد مرور أسبوع على اتفاق وقف حرب الإبادة على غزة، وجدت هيئات الأمم المتحدة وأوساط دولية وفلسطينية ذاتها أمام واقع صعب ومعقد واحتياجات إنسانية وخدماتية هائلة لسكان القطاع وهم أكثر من 2.3 مليون إنسان عاشوا ويلات حرب إسرائيلية لمدة عامين.
وشدد مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) توم فليتشر على ضرورة الوصول للمساعدات الإنسانية دون عوائق، وقال: 'نريد أن يحصل ذلك الآن' في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.
وينص الاتفاق على العودة للبروتوكول الإنساني الموقع خلال وقف إطلاق النار يناير/ كانون 2025، ويتضمن دخول ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميا إلى القطاع فور توقيع الاتفاق، تشمل مساعدات وبضائع للقطاع الخاص و50 شاحنة وقود وغاز، ويُحتسب العدد أسبوعيا بما لا يقل عن 4200 شاحنة.
ورأى أن 'اختبار هذا الاتفاق ليس من خلال الصور والمؤتمرات الصحافية والمقابلات… الاختبار هو أن نُطعم أطفالنا، وأن نوفر التخدير في المستشفيات للأشخاص الذين يتلقون العلاج، وأن ننصب خيما فوق رؤوس الناس' وذلك في انتقاد للمؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء آخرين في مصر.
وأضاف فليتشر: 'نريد أن تكون جميع المعابر مفتوحة، وأن يكون الوصول إليها متاحا بشكل كامل. يجب أن نتمكن من إيصال المساعدات على نطاق واسع'.
وأكدت المتحدثة باسم المكتب الأممي للشؤون الإنسانية في غزة أولغا تشريفكو أن 'الاحتياجات الإنسانية في القطاع لا تزال هائلة'.
وقالت تشريفكو إن وقف إطلاق النار أنهى القتال لكنه لم ينه الأزمة الإنسانية، ودعت المجتمع الدولي إلى مواصلة العمل من أجل ضمان الاستجابة الميدانية.
في السياق، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، أمس، إنه يتعين على سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفع حصارها عن قطاع غزة بالكامل، والسماح بإعادة الإعمار دون قيود، بعد الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب الأخيرة.
وأكدت المنظمة الحقوقية الدولية في بيان لها، أن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 17 عامًا يشكّل عقابًا جماعيًا لسكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، وينتهك القانون الدولي الإنساني.
وشددت على ضرورة دعم المساءلة عن الجرائم الجسيمة التي ارتكبها الاحتلال في غزة خلال الحرب، بما في ذلك الهجمات التي استهدفت المدنيين والبنية التحتية الحيوية، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لضمان العدالة وعدم الإفلات من العقاب.
وأوضحت 'هيومن رايتس ووتش' أن إنهاء الحصار والسماح بإعادة الإعمار هما شرطان أساسيان لتحقيق الاستقرار الإنساني والسياسي في القطاع، مشيرة إلى أن استمرار القيود الإسرائيلية يفاقم الأزمة الإنسانية ويعيق أي جهود للتعافي.
وبموجب البروتوكول الإنساني تستلم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى عملية تنظيم وتوزيع المساعدات الإنسانية بعد وصولها من معبر رفح و4 حواجز هي: كرم أبو سالم (جنوب)، كيسوفيم (وسط)، كارني وإيرز مدينة غزة وشمالها.
وفي خطوة متوقعة، أمس، تعنتت سلطات الاحتلال بفتح معبر رفح بمزاعم تتعلق باستعادة بقية جثامين أسرى الاحتلال القتلى.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها سلمت مساء الأربعاء جثماني أسيرين آخرين قتلا خلال القصف الإسرائيلي أثناء الحرب، مؤكدة أن استعادة باقي الجثامين تحتاج إلى جهود ومعدات خاصة بسبب الدمار الهائل الذي خلفه القصف والدمار الإسرائيلي.
وبحسب المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي د. إسماعيل الثوابتة فإن الحياة في غزة تسير وسط انهيار شبه تام في المقومات الإغاثية والصحية والدوائية والإيوائية والتعليمية وغيرهما من القطاعات.
وأفاد الثوابتة في تصريح لـ 'فلسطين أون لاين' بأن ما دخل غزة الأيام الماضية من شاحنات لا يسعفها في إنقاذ الحالة الإنسانية والصحية وسط 'بحر من الاحتياجات' الهائلة.
وأكد أن الاحتلال يواصل تقييد المعابر ومنع مرور الشاحنات الكافية من الغذاء والوقود والدواء، كما أن الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والطرقات يعيق بشكل كبير إيصال المساعدات إلى المحافظات الجنوبية والشمالية.
وقال إن الجهات الحكومية تجري تقييما مهنيا دقيقا لمسار دخول المساعدات ونوعيتها وآلية توزيعها، على أن يتم إعلان نتائج التقييم في الأيام المقبلة.
وشدد الثوابتة على أن غزة لا تحتاج إلى تعاطف مؤقت بل إلى موقف عربي ودولي جاد ومسؤول لإنقاذها من معاناة إنسانية غير مسبوقة.
'تلاعب إسرائيلي'
وبينما أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سيوسع نطاق عملياته في غزة، حيث يمهد وقف إطلاق النار الطريق أمام الوكالات الإنسانية للوصول إلى السكان المستضعفين الذين انقطعت عنهم المساعدات الحيوية في القطاع الذي مزقته الحرب.
وأوضح الأغذية العالمي أن هناك أكثر من 170 ألف طن متري من السلع الغذائية التي يديرها البرنامج جاهزة لإرسالها الآن.
لكن مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، اتهم سلطات الاحتلال بـ'التلاعب' بأعداد ونوعية الشاحنات التي تدخل القطاع.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال لا تسمح بدخول العدد المحدد وفق البروتوكول الإنساني للمؤسسات الأممية والدولية وغيرهما، كما أن بعض الشاحنات التي تدخل تذهب لصالح القطاع الخاص.
وشدد على ضرورة إدخال مستلزمات الإيواء قبل قدوم فصل الشتاء، والسماح بدخول الآليات والمعدات الثقيلة لرفع الركام وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، وكذلك الطواقم والفرق الفنية لإزالة مخلفات الحرب، والطواقم الطبية والمستشفيات الميدانية، والسماح بدخول الصحفيين والدبلوماسيين الدوليين لغزة.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس دعت الوسطاء إلى إلزام (إسرائيل) باتفاق وقف الحرب، والسماح بدخول المعدات والآليات الثقيلة لإزالة الركام والدمار والبحث عن جثامين الإسرائيليين الذين قتلوا نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة على غزة.