اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
فتاوى
هل يسمح بالجهر قليلاً في الصلاة السرية لمنع السرحان؟
هل تبطل الصلاة إذا سلم الإمام قبل إتمام التشهد الأخير؟
هل إسكات الأطفال أثناء خطبة الجمعة عن الكلام يبطل الصلاة ؟
نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى التى يتساءل عنها عدد من المسلمين نستعرض بعض منها فى التقرير التالى.
في سياق الاستفسارات المتكررة حول أحكام الصلاة، ورد سؤال عبر البث المباشر لدار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية بموقع 'فيسبوك'، حول مدى جواز الجهر بقدر يسير أثناء الصلاة السرية، وذلك لتجنب السرحان والانشغال الذهني.
وأجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، مؤكدًا: 'نعم، يجوز للمصلي أن يجهر بصوته قليلاً في الصلاة السرية لمنع السرحان، ولا حرج في ذلك شرعًا.'
وأوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى، أن الصلوات المفروضة تنقسم إلى نوعين: السرية: وهي الظهر والعصر و الجهرية: وهي الفجر والمغرب والعشاء
وأضاف ممدوح أن الأفضل في الصلاة السرية هو الإسرار بالقراءة، وفي الجهرية الجهر بها، سواء كان المصلي إمامًا أو مأمومًا، مشيرًا إلى أن المقصود بالجهر ليس تعلية الصوت بدرجة يسمعها من في الخارج، بل يكفي أن يسمع الإنسان نفسه فقط.
وأشار إلى أن من تعمد الجهر بصوته في الصلاة السرية فإن صلاته لا تبطل، لكن ذلك يعد تركًا للأفضل، ولا يترتب عليه سجود سهو، وإن كان ينقص من كمال الأجر.
وقال بعض العلماء إن الجهر المشروع في الصلاة السرية هو أن يُسمع المصلي نفسه فقط، ولا يتعدى ذلك إلى من حوله.
وأضافوا أن الفرق بين الصلاة الجهرية والسرية يكمن في سماع الصوت؛ ففي الجهرية يسمع من حول المصلي القراءة، أما في السرية فيكفي تحريك اللسان ونطق الحروف، حتى وإن لم يسمع نفسه بشكل واضح، وفقًا لبعض آراء أهل العلم.
وأكدوا أن رفع الصوت بالقدر الذي يُسمع به المصلي نفسه أثناء الصلاة السرية لا يُعد من الجهر المكروه، ولا حرج فيه ما دام في حدود الانضباط الشرعي.
هل يجب رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام
أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصحابي عبد الله بن عمر وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان يرفع يديه حتى تكون بحيال أعالي أذنيه، ويكون الإبهام بحيال شحمتي الأذن.
وأضاف أمين الفتوى في بث مباشر لدار الإفتاء، أن هذه الهيئة من سنن الصلاة، فلو كبّر المصلي دون أن يرفع يديه فالصلاة صحيحة، وكذلك لو كبر لتكبيرات الانتقال دون رفع اليدين فصلاته صحيحة، لكن اتباع هدي النبي يكون برفع اليدين حتى تحاذي أطراف الأذنين.
ورد سؤال إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، ويقول صاحبه: 'إمامنا لا يعطينا فرصة لقراءة التشهد الأخير كاملاً، ويسلم قبل أن نصلي على سيدنا محمد فيه، مما نضطر معه إلى السلام بعده، فهل صلاتنا صحيحة؟'
وأجاب الدكتور لاشين قائلاً: الحمد لله رب العالمين، قال في القرآن الكريم: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، روت عنه كتب السنة: 'ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها.'
وأوضح أستاذ الفقه أن أفعال وأقوال الصلاة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أركان، أبعاض، وهيئات فالركن هو ما لا بد منه لكي يكون بنيان الصلاة قويًّا ومتينًا، وإذا فُقد ركن من أركان الصلاة، يجب الإتيان به إذا تذكره المصلي سريعًا قبل أن يدخل في ركعة جديدة، وإلا بطلت الركعة التي فقد منها الركن، وعلى المصلي أن يعيدها، ثم يسجد سجدتي السهو في نهاية صلاته.
أما إن كان الذي فات المصلي من الأبعاض، كالقنوت أو التشهد الأوسط، فإنه يُجبر بسجود السهو ، وفي حالة ترك هيئة من هيئات الصلاة، كدعاء الاستفتاح أو رفع اليدين في المواضع التي يُسن فيها ذلك، فإن الصلاة تظل صحيحة، ولا يُشرع لها سجود السهو.
وأضاف الدكتور عطية لاشين، بخصوص واقعة السؤال، أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير تعد ركنًا عند الشافعية والحنابلة، وهي مروية عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما، وهو أيضًا قول الشعبي من كبار التابعين.
واستدل بذلك بما ورد عن الصحابة أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: 'كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟' فقال صلى الله عليه وسلم: 'قولوا: اللهم صلِّ على محمد'، والأمر في الحديث يفيد الوجوب.
وأشار إلى أن مذهب الأحناف يرى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير سنة وليست ركنًا، وبالتالي لا تبطل الصلاة بتركها.
واختتم الدكتور لاشين نصيحته للسائل قائلاً: خروجًا من هذا الخلاف بين المذاهب، يُشرع لك ألا تسلم مع الإمام مباشرة، بل تؤخر السلام قليلاً حتى تُتم التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أما إذا لم تكن تعلم هذا الحكم وسلمت فور سلام الإمام، فلا حرج عليك، وصلاتك صحيحة بإذن الله.
يحرص كثير من المصلين على معرفة الحكم الشرعي للكلام أثناء خطبة الجمعة، وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تحذير صريح من هذا الفعل، في الحديث الشريف: «إذا قلت لصاحبك: أنصت، يوم الجمعة والإمام يخطب؛ فقد لغوت»، وفي رواية أخرى: «ومن تكلم فلا جمعة له».
وأوضح الشيخ محمد عبد السميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من حضر خطبة الجمعة يجب عليه الإنصات التام وعدم الحديث، مؤكدًا أن الكلام مع الغير أثناء الخطبة غير جائز شرعًا، ولو حتى بالأمر بالسكوت.
واستدل عبد السميع بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن من نطق أثناء الخطبة فقد أتى بما يسمى لغوًا، وهو كلام باطل لا يُعتد به، كما نقل الإمام النووي. وأضاف أن من يتكلم أثناء الخطبة فصلاته صحيحة من حيث الشكل، لكنها ناقصة الأجر والثواب، وذلك وفق ما ذكره الإمام ابن حجر في 'فتح الباري'، حيث أوضح أن قوله: 'فلا جمعة له'، يعني نقصان الثواب وليس بطلان الصلاة.
من جانبه، أشار الدكتور مبروك عطية، الأستاذ بجامعة الأزهر، إلى أن هناك فهمًا خاطئًا لبعض الأحاديث المتعلقة بالصلاة، مثل الحديث المتداول: 'من لم تنه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له'، موضحًا أن الصحيح هو: 'فلا صلاة كاملة له'، أي أن الأثر المطلوب من الصلاة لم يتحقق بالكامل، وليس أن الصلاة باطلة، مشددًا على أهمية الدقة في فهم النصوص الشرعية.
وأضاف عطية أن الحديث 'ومن لغا فلا صلاة له' لا يعني سقوط الفريضة، وإنما يعني أن الصلاة لا تكون مباركة وكاملة الثواب، داعيًا إلى تلقي الخطبة بإنصات وخشوع، وعدم الانشغال عنها بأي فعل أو كلام.
حكم إسكات الاطفال أثناء خطبة الجمعة
قال العلماء لا شك ان وجود الأطفال في المسجد يشوش كثيرا على المصلين بسبب اللهو واللعب ، وعلى ذلك فيجب على خطيب الجمعة قطع الخطبة وتوجيه الحديث لهم عبر مكبر الصوت لإسكاتهم ، وإذا لم يحدث ذلك لأي سبب آخر ، يجوز لأحد المصلين نهرهم ولو بالإشارة فقط بأن يضع يده على فمه وينظر لهم ، ولكن لا يتحدث حتى لا ينقص أجر الصلاة
حكم ترك صلاة الجمعة
وفيما يخص حكم ترك صلاة الجمعة، أوضحت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مقيم، ولا يجوز التخلف عنها إلا لعذر شرعي مثل المرض أو السفر.
واستشهدت اللجنة بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}، مؤكدة أن تركها دون عذر كبير في الإثم، ويترتب عليه وعيد شديد، كما في الحديث: 'من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها طبع الله على قلبه'.
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: 'الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض'، موضحة أن التخلف عنها بغير سبب شرعي يعرّض المسلم للعقوبة والحرمان من الأجر.