لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ١٤ كانون الأول ٢٠٢٥
كشفت دراسة علمية حديثة عن ارتباط مثير للاهتمام بين الشوكولاتة الداكنة وتباطؤ الشيخوخة البيولوجية، ما فتح باباً واسعاً للنقاش حول الدور الذي يمكن أن تلعبه بعض الأطعمة اليومية في دعم صحة الجسم على المدى الطويل. لكن، وكما هي الحال دائماً، تدعو النتائج إلى الفهم المتوازن بعيداً عن الإفراط.
مركّب طبيعي في الكاكاو تحت المجهر
الدراسة التي أجراها باحثون من كلية كينغز في لندن ونُشرت في مجلة علمية متخصصة في أبحاث التقدّم في السن، سلطت الضوء على 'الثيوبرومين'، وهو مركّب طبيعي يوجد بتركيز مرتفع في الشوكولاتة الداكنة. هذا المركّب لفت انتباه العلماء بسبب ارتباطه المحتمل بتباطؤ الشيخوخة البيولوجية، أي العمر الحقيقي لخلايا الجسم ووظائفه، وليس العمر الزمني فقط.
ماذا تقول الأرقام والنتائج العلمية
اعتمد الباحثون على تحليل بيانات مجموعتين أوروبيتين كبيرتين، شملت أكثر من 1600 مشارك. تم قياس مستويات الثيوبرومين في الدم، ثم مقارنتها بمؤشرات جينية دقيقة تُستخدم لتقدير العمر البيولوجي. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين سجلوا مستويات أعلى من الثيوبرومين بدت أعمارهم البيولوجية أقل من أعمارهم الفعلية. اللافت أن هذا التأثير كان مرتبطاً تحديداً بالثيوبرومين، وليس بمركّبات أخرى موجودة في القهوة أو الكاكاو.
هل يعني ذلك الإكثار من الشوكولاتة الداكنة؟
رغم الحماسة التي قد تثيرها هذه النتائج، شدّد الباحثون على نقطة أساسية: الدراسة لا تشجّع على تناول كميات أكبر من الشوكولاتة. فالشوكولاتة، حتى الداكنة منها، تبقى غنية بالسعرات الحرارية والدهون والسكريات. لكن الرسالة الأساسية التي أراد العلماء إيصالها هي أن هذه النتائج تساعد على فهم أعمق لكيفية احتواء بعض الأطعمة الشائعة على مركّبات قد تساهم في دعم صحة أفضل على المدى البعيد، دون أن تكون حلاً سحرياً بحد ذاتها.
الاعتدال هو الأساس
تشير مصادر علمية متخصّصة إلى أن الوصول إلى كميات كبيرة من المركّبات المضادة للأكسدة الموجودة في الشوكولاتة عبر الاستهلاك اليومي وحده غير واقعي، وقد يؤدي إلى تجاوز الاحتياجات الغذائية الموصى بها. لذلك تبقى النصيحة الذهبية هي الاعتدال، إلى أن توضح أبحاث مستقبلية كيف يمكن الاستفادة من خصائص الثيوبرومين بطرق أكثر دقة وفعالية.




























