اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢٥
تزاحمت السيناريوهات الأمريكية والإسرائيلية للأهداف العلنية والسرية لحرب الإبادة الجماعية على غزة، والآمال بالقضاء على مقاومتها العسكرية التي لا تزال تقلق الاحتلال وكيانه القائم فوق أرض فلسطين المحتلة.
وعكست تلك السيناريوهات والمخططات مشهد التخبط الإسرائيلي الداخلي في التعامل مع قطاع غزة عامة وحركة حماس خاصة، التي أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن 'القضاء على حماس' وحكومتها هو أحد الأهداف الرئيسية للحرب المسعورة.
وكشفت وثائق وتصريحات إسرائيلية رسمية أن الاحتلال سعى إلى تهجير سكان قطاع غزة وتوطينهم في صحراء سيناء المصرية، وتدمير حركة حماس والقضاء على المقاومة المسلحة، وصولًا إلى إنشاء خطط استيطانية وإقامة مناطق عازلة أو جلب قوات دولية إلى غزة.
ولخدمة الأهداف الإسرائيلية، أقامت الولايات المتحدة الأمريكية 'الميناء العائم' بتكلفة 320 مليون دولار، دون أن ينجح في تثبيت دعائمه قبالة سواحل شاطئ مدينة غزة قبل تحقيق أهدافه 'غير المعلنة' وتفكيكه لاحقًا.
صمود ومقاومة
وبتقدير مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات) د. هاني المصري، فإن جميع الأهداف الإسرائيلية 'فشلت' في غزة.
وذكر المصري لـ 'فلسطين أون لاين' أن الأهداف 'الإسرائيلية' ضد غزة ذات خطط تعود لـ'اليمين الإسرائيلي' المتطرف، الذي فشل في تحقيق أو تنفيذ 'أهدافه العالية' باستثناء تحقيق الإبادة الجماعية.
ورأى أن الأهداف الإسرائيلية فشلت في تطبيق الخطط المعلنة، مثل التهجير والاستيطان وإدخال القوات الدولية وغيرها، منوهًا إلى أن تطورات كبيرة حالت دون احتفال (إسرائيل) بالانتصار على غزة.
وتعود أسباب تحطم تلك الأهداف الإسرائيلية لسببين رئيسيين، وهما: 'صمود شعبي عظيم' و'مقاومة باسلة وشجاعة منقطعة النظير' شهدتها غزة طوال 15 شهرًا من 'حرب الإبادة الإسرائيلية'، بحسب المصري.
الوظيفة المركزية
ورغم نجاح المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي في تحقيق الإبادة الجماعية في غزة، والكلام للمختص في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي، إلا أن (إسرائيل) سجلت فشلًا كبيرًا في مكانتها الوظيفية في الشرق الأوسط.
وذكر الهندي لـ 'فلسطين أون لاين' أن 'الهندسة الاحتلالية' قائمة منذ قبل النكبة الفلسطينية على الهجوم ضد الفلسطينيين وقتلهم وطردهم من منازلهم وأراضيهم والسيطرة عليها لصالح المستوطنين والأطماع الإسرائيلية.
وأكد أنه رغم المجازر والإبادة الجماعية، إلا أن شعبنا لم ينهزم معنويًا منذ النكبة حتى حرب الإبادة، وهو الأمر الذي لا يزال يجعل (إسرائيل) تعيش قلقًا دائمًا.
وتطرق إلى أن الاحتلال كان يسوق ذاته بأنه 'قوة عظمى/ إقليمية' في الشرق الأوسط، لكن 'طوفان الأقصى' أثبت أن الكيان المزعوم لا يمكن أن يقاتل على جبهتين 'غزة' و'لبنان'، كما لا يمكنه تحقيق الانتصار على حماس أو حزب الله.
وبالتالي، 'هذه الدولة الوظيفية (إسرائيل) أثبتت أنها ليست عظمى.. وليست المركزية في الشرق الأوسط، بل هناك إمكانية لهزيمتها'.
وليس هذا فحسب، والحديث للهندي، 'أن محاولات دمجها في المنطقة العربية لا تزال تواجه عقبات كبيرة وطويلة.. وخاصة أنها ليست الدولة التي كان يتصورها العرب للاتكاز عليها، وتحديدًا الدول الخليجية'.
انتصار حماس
و'إسرائيليًا'، كانت آخر الخطط العسكرية لجيش الاحتلال في غزة، 'خطة الجنرالات'، التي بدأ بتطبيقها في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وصولًا للاندحار عن شمال القطاع.
لكن معد 'خطة الجنرالات' الجنرال الإسرائيلي المتقاعد غيورا آيلاند، عبر عن غضبه من اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة، مؤكدًا أن جيش الاحتلال 'فشل فشلًا كبيرًا'.
وذكر آيلاند أن الذي انتصر في غزة هي 'حماس'.
وقال آيلاند، الذي شارك في صياغة خطة لتهجير سكان شمال القطاع: 'كان هذا فشلًا.. هذه الحرب فاشلة، والسبب بسيط جدًا: حماس من جانبها ليس فقط استطاعت منع (إسرائيل) من تحقيق أهدافها، بل أيضًا حققت أهدافها، وهدفها هو البقاء في الحكم'.
وأضاف: 'بالمناسبة، الاتفاقية لا تمنعها من إعادة بناء قدراتها، ويمكنها بناء قدراتها، وفي حال قامت بذلك و(إسرائيل) قامت بالعمل ضدها، فإن (إسرائيل) هي التي ستخل بالاتفاقية'.
يشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى سيمتد في المرحلة الأولى لمدة 42 يومًا، وينص الاتفاق بمراحله على انسحاب تدريجي لجيش الاحتلال من أغلب مناطق غزة والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.