اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣٠ نيسان ٢٠٢٥
قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حاتم عبد القادر: إن ما يحدث في المدينة المقدسة هو امتداد مباشر لحرب الإبادة الجارية في قطاع غزة، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لاستغلال انشغال العالم بما يجري في القطاع، من تدمير وتجويع وقتل، لفرض واقع جديد في القدس وطمس هويتها الفلسطينية.
وأشار عبد القادر، في حديث خاص لـ 'فلسطين أون لاين' أمس، إلى أن المدينة المقدسة تتعرض لحصار خانق ومحاولات محمومة لفرض أمر واقع تهويدي، خاصة داخل المسجد الأقصى، الذي شهد خلال شهر نيسان الجاري أشرس موجة اقتحامات منذ إكمال احتلال المدينة سنة 1967.
وأوضح عبد القادر، أن عشرات الآلاف من المستوطنين اقتحموا المسجد خلال ما يسمى بـ'الأعياد اليهودية'، وأدوا طقوسًا تلمودية غير مسبوقة داخل باحاته، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
تصعيد خطير
وبيّن وزير شؤون القدس السابق، أن قوات الاحتلال لم تكتفِ بتأمين الاقتحامات للمستوطنين، بل نفذت عشرات حالات الاعتقال داخل المسجد الأقصى، وعلى بواباته، وأصدرت أوامر إبعاد لعدد كبير من المصلين الفلسطينيين.
وحذّر عبد القادر، من أن الاحتلال يسعى لتكريس تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى، في تكرار خطير لما جرى في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
وقال: إن الاحتلال صعّد من ممارساته ضد المقدسيين بشكل غير مسبوق، حيث صدرت أوامر هدم لعدد كبير من المنازل والمنشآت، وتم تنفيذ عمليات هدم لأكثر من 25 منزلًا خلال الشهرين الماضيين، كما توجد أوامر لهدم مئات المنازل الأخرى، في محاولة لتقليص عدد السكان الفلسطينيين لصالح التوسع الاستيطاني داخل المدينة المقدسة.
وعن الموقف الأردني، أشار الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، إلى أن المسجد الأقصى ما زال قانونيًا وتاريخيًا تحت الوصاية الأردنية الهاشمية، وفق اتفاق وادي عربة وغيرها من الاتفاقات التي لم يلتزم بها الاحتلال.
وأضاف عبد القادر، أن الأردن يبذل جهودًا مستمرة عبر دائرة الأوقاف الإسلامية لمواجهة الاقتحامات والانتهاكات، لكن هذه الجهود تبقى منفردة، في ظل غياب أي موقف عربي أو إسلامي داعم.
وأكد أن الاحتلال يحاصر عمل الأوقاف الإسلامية ويقلص صلاحياتها، بهدف فرض سيطرة إسرائيلية على المسجد الأقصى، داعيًا الدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتهم السياسية والدينية، والدفاع عنه.
رسائل صادمة
وقال عبد القادر: 'نحن نقرع جدران الخزان ونرسل الرسائل والبيانات، لكن لم نرَ حتى الآن أي تحرك عربي أو إسلامي جدي، بل مجرد بيانات شجب واستنكار لم تعد تردع الاحتلال'.
وأضاف: 'الاحتلال يرى هذا الصمت ضوءًا أخضر للاستمرار في تهويد المسجد الأقصى المبارك'.
وأشار إلى أن اقتحامات المسجد الأقصى، بدأت بأعداد قليلة ثم تصاعدت لتشمل الآلاف، يترافق معها أداء طقوس توراتية، وتحكم شرطة الاحتلال في عدد المصلين المسلمين وساعات دخولهم.
وأوضح، أن هناك دعوات من المستوطنين لتقديم قرابين داخل الأقصى، في مؤشر خطير لما قد تؤول إليه الأمور إذا استمر الصمت العربي والإسلامي.
استهداف مدارس أونروا
وعن قرار إغلاق مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا'، اعتبر عبد القادر، أن ما يجري ضد الوكالة هو جزء من مؤامرة سياسية لتصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة.
وأضاف أن استهداف 'أونروا' يمثل هجومًا على جوهر القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الوكالة تبذل جهودًا لمقاومة الضغوط الإسرائيلية، لكنها لا تستطيع المواجهة وحدها دون دعم دولي حقيقي.
ودعا عبد القادر، الدول العربية إلى التحرك العاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشددًا على ضرورة توفير الغذاء والدواء وإنهاء حرب الإبادة.
وأضاف: 'نحن صامدون في القدس، ولن نرحل، كما لن يرحل أهل غزة، وعلى العرب والمسلمين أن يقفوا معنا لأن القدس ليست فقط للفلسطينيين، بل لجميع المسلمين'.
وحذّر عبد القادر، من أن الاحتلال يسعى لاستغلال الحرب الجارية في قطاع غزة، لفرض واقع جديد في القدس والضفة الغربية، مشيرًا إلى تصعيد خطير في الفترة الأخيرة.
وأكد أن هذه الحرب ليست فقط ضد قطاع غزة، بل هي حرب على 'المشروع الوطني الفلسطيني برمته'.
وفي ختام حديثه، وجّه عبد القادر، نداءً للعالم العربي والإسلامي: 'كفى شعارات، كفى بيانات، أطفالنا يُقتلون، والقدس تُهوّد، آن الأوان لتحمّل مسؤولياتكم الدينية والتاريخية والأخلاقية، ما يحدث في القدس الآن هو معركة وجود، وعلى الجميع أن ينهض قبل فوات الأوان'.
ومنذ شن الاحتلال الإسرائيلي حربه الضروس على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، يشن عدوانًا موازيًا على الضفة الغربية والقدس المحتلة، في محاولة منه لتهجير سكانها الأصليين وفرض واقع جديد على المدينة المقدسة.