اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
في مجازر جديدة اقترفتها قوات الاحتلال، ارتقى عدد من الشهداء بينهم قيادي بارز في حركة حماس، وأصيب آخرون بجراح مختلفة، فيما لا يزال هناك ضحايا تحت ركام المنازل المستهدفة في مناطق التوغل البري بقطاع غزة. وردا على تلك الهجمات نفذت المقاومة عدة عمليات مسلحة، وكشفت عن عملية كادت أن تأسر فيها أحد جنود الاحتلال.
استشهاد قيادي في حماس
في مدينة غزة، أعلن عن استشهاد محمد فرج الغول، وزير العدل السابق في حكومة حماس، وهو من قياديي الحركة المعروفين، وذلك في قصف إسرائيلي استهدف منزلا، وأوقع أيضا عددا من الشهداء والمصابين.
وقالت حركة حماس: “إن استشهاد القائد محمد فرج الغول يُشكّل خسارة جسيمة لفلسطين، ولمشروع المقاومة”، وقالت إنها “فقدت اليوم أحد أبنائها البررة، ورجالاتها الأفذاذ الذين نذروا حياتهم لله، وكرّسوا أعمارهم في سبيل تحرير الأرض والإنسان، ورفع المظلمة التاريخية عن شعبنا المجاهد”.
كما ارتقى شهيد وأصيب عدد من المواطنين، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا بالقرب من مسجد حمزة في شارع اللبابيدي غربي المدينة، فيما استشهد أيضا ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون بجراح مختلفة في استهداف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الصباغ في منطقة الزرقا بحي التفاح شمال شرقي المدينة.
كذلك استشهد ثلاثة مواطنين في قصف نفذته مسيرة إسرائيلية وطال مجموعة من المواطنين في محيط أحد مدارس حي التفاح أيضا.
كما سجل ارتقاء شهداء وإصابة آخرين، جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلًا في محيط ميدان الشهداء بمخيم الشاطئ غربي غزة، فيما أصيب مواطنون جراء استهداف مجموعة منهم بجوار مسجد صلاح الدين بحي الزيتون شرقا، وآخرون أصيبوا في ذات الحي في قصف لشارع النديم.
وقال جهاز الدفاع المدني، إن طواقمه عقب سماح الاحتلال لها بدخول منطقة الزرقا بحي التفاح، حيث استهدف فيها منزل لعائلة عرفات، ومباشرتها عمليات البحث عن محتجزين على قيد الحياة تحت الأنقاض، لم تعثر سوى على جثمان امرأة قد فارقت الحياة بعد أن كانت مصابة لساعات.
وأشار إلى أنه لا تزال جثامين باقي المفقودين تحت أنقاض المنزل، فيما لا تستطيع طواقم الدفاع المدني الوصول لهم لعدم توفر معدات البحث والإنقاذ اللازمة لانتشالهم.
وفي مشهد محزن اعتادت عليه مشفى الشفاء، خرجت جنازات الشهداء تباعا، بعد أن جرت الصلاة على الجثامين بعد وداعهم من الأهل، وسارت حتى مقبرة المدينة لمواراتهم الثرى.
وترافق ذلك مع تصعيد الهجمات الحربية على المدينة خلال الساعات الـ24 الماضية، حيث قصفت المدفعية المناطق الواقعة شرق المدينة وتحديدا في حيي الشجاعية والتفاح، كما طال القصف المدفعي محيط منطقة الشمعة بحي الزيتون، كما تعرضت تلك المناطق أيضا لعمليات إطلاق نار متواصلة من قبل الآليات المتوغلة في تلك المناطق، وسجل أيضا قيام جيش الاحتلال بنسف منازل عدة في تلك المناطق، بالإضافة إلى قيام جيش الاحتلال بتفجير روبوت مفخخ في حي الشجاعية.
وذكرت مصادر محلية أن طائرات مسيرة من نوع “كواد كابتر”، أطلقت النار مرات عدة على شرق المدينة، كما استهدف الطيران الحربي منزلا في محيط مسجد فلسطين بحي الرمال غربا، وأطلقت قوات الاحتلال قنابل دخانية في محيط ميناء غزة الذي تقطنه عوائل كثيرة نازحة من مناطق العمليات العسكرية البرية.
وذكرت مصادر محلية أن عددا من الشهداء ارتقوا فيما أصيب آخرون في قصف للاحتلال استهدف منزلين مأهولين بالسكان في شارع أحمد فكري أبو وردة في منطقة جباليا النزلة شمال القطاع.
إلى ذلك فقد استهدف جيش الاحتلال بعدة غارات جوية وبالقصف المدفعي المناطق الواقعة شمال القطاع، حيث أبلغ عن غارات جديدة استهدفت المناطق الشرقية لبلدة جباليا، كما تعرضت بلدة بيت لاهيا لقصف مدفعي عنيف.
وسمع أيضا دوي انفجارات وعمليات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة على مناطق أخرى شمال القطاع، غير أنه بسبب التوغل البري لم تعرف الأهداف التي قصفها هناك جيش الاحتلال.
أوامر إخلاء قسري
وباتت غالبية مناطق شمال القطاع تخضع لسيطرة جيش الاحتلال، بعد أن أجبر سكانها على النزوح القسري إلى مناطق ضيقة تقع غرب مدينة غزة.
إلى ذلك، فقد جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أوامر الإخلاء لمناطق تقع شرق مدينة غزة وشمال القطاع، وأصدر الجيش تحذيرا عاجلا لمن لا يزال موجودًا في مدينة غزة وجباليا في أحياء الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، الجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزلة، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر، وطالبهم بالتوجه إلى منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وفي السياق، تواصلت الهجمات الحربية على المناطق الواقعة شمال وشرق وسط قطاع غزة، كما أصيب مواطنون في استهداف من مسيرة إسرائيلية قصفت أحد الشوارع جنوب مخيم النصيرات، فيما تعرضت المناطق الشمالية للمخيم وكذلك الشرقية لمخيم البريج المجاور لقصف مدفعي عنيف، تخلله إطلاق قوات الاحتلال المتوغلة في محيط “محور نتساريم” النار مرات عدة على تلك المناطق.
وفي مدينة خان يونس، ارتقى شهيد جراء قصف مسيرة إسرائيلية محيط مدرسة جرار القدرة في مواصي المدينة، كما ارتقى شهيدان في قصف على بلدة بني سهيلا شرقي المدينة، وهما من عائلتي أبو جامع وأبو دقة.
وذكرت مصادر من المدينة أن سبعة شهداء بينهم نساء، وصلوا إلى مشفى ناصر، جراء استهدافات طالت عدة مناطق في المدينة، خاصة في محيط مناطق التوغل البري.
وأصيب عدد من المواطنين غالبيتهم من الأطفال إثر القصف الإسرائيلي على المدينة، كما أصيبت سيدة بعيار ناري وهي داخل خيمتها بجوار مجمع ناصر غربي المدينة.
كذلك واصلت قوات جيش الاحتلال عمليات القصف المدفعي العنيف والجوي للمناطق والبلدات الواقعة شرق وجنوب المدينة، والتي ينفذ فيها توغلا بريا كبيرا، كما سمع دوي انفجارات عالية ناجمة عن نسف مباني في تلك المناطق، وانفجارات أخرى جراء استهدافات طالت وسط المدينة، حيث تشهد هي الأخرى عمليات توغل بري.
قتل الأطفال والمجوعين
في الموازاة، استمرت قوات الاحتلال في استهداف المواطنين الذين يتجهون بسبب الجوع إلى مراكز المساعدات في مدينة رفح، والتي أقامها الجيش وتديرها شركة أمريكية، وطال القتل الإسرائيلي المتعمد هذه المرة سيدتين من عائلتي أبو طعيمة وشيخ العيد، قرب مركز المساعدات المتواجد شمالي مدينة رفح، اضطرتا للتوجه إلى تلك المنطقة بحثا عن قوت أطفالهن.
وفي إشارة إلى عدد الضحايا الكبير الذي يسقط من المدنيين في قطاع غزة يوميا، جراء الهجمات الإسرائيلية، قال سام روز، مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” في تصريح صحافي: “في كل يوم منذ بداية الحرب في غزة، يُقتل في المتوسط ما يعادل صفًا دراسيًا كاملاً من الأطفال”، وأكد أنه لا يوجد شيء يبرر قتل الأطفال أينما كانوا، وشدد على وجوب أن يجري التوصل إلى وقف لإطلاق النار الآن.
عملية أسر جنود
جاء ذلك، فيما أبقت المقاومة الفلسطينية على تصديها لهجمات الاحتلال. وذكرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن ناشطيها قصفوا مستوطنة “بئيري” في غلاف غزة بعدد من الصواريخ، رداً على جرائم الاحتلال.
وأعلنت كذلك عن تدمير آلية عسكرية بتفجير عبوة برميلية -مزروعة مسبقاً- في محيط الجامعة الإسلامية بمنطقة معن جنوب شرق مدينة خان يونس، كما قالت إن ناشطيها أبلغوا بعد عودتهم من خطوط القتال، عن تمكنهم من تدمير آلية عسكرية إسرائيلية بتفجير عبوة شديدة الانفجار -جرى هندستها عكسياً- أثناء توغلها في منطقة شارع السنترال بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وعرضت سرايا القدس مشاهد من استهداف مقاتليها بصواريخ (107) وقذائف الهاون قوات الاحتلال الإسرائيلي على جبل الصوراني شرق حي التفاح في مدينة غزة.
وفي السياق، روى قائد ميداني في سرايا القدس، تفاصيل عملية مركبة استهدفت ناقلة جندٍ في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس، بهدف أسر عدد من الجنود، وذكر أن العملية بدأت بتفجير عبوات ناسفة من نوع “برق الصدمية”، جرى زرعها مسبقًا في مسار الناقلة بعد رصد دقيق وتحضير ميداني استمر عدة أيام، ما أدى إلى تدمير الناقلة واشتعال النيران فيها بشكل كامل.
وأوضح أنه عقب التفجير “انقض مجاهدونا مباشرة نحو ناقلة الجند واشتبكوا مع طاقمها من مسافة الصفر وتمكنوا من سحل أحد الجنود بهدف أسره”، مشيرا إلى أنه خلال لحظات التنفيذ تدخلت الآليات العسكرية القريبة واستهدفت مسرح العملية بالقذائف والأسلحة الرشاشة، ما أعاق استكمال عملية الأسر، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل الجندي المستهدف واستشهاد ثلّة من مجاهدينا الأبطال الذين خاضوا العملية بكل بسالة.
وأضاف: “لم تكن هذه العملية الأولى من نوعها، فقد سبقها محاولات عديدة في مناطق التوغل والاشتباك، وثِقتنا بمجاهدينا عالية وسيُكتب لهم التوفيق”.