اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٩ أيار ٢٠٢٥
في منتصف يناير/كانون الثاني 2025، بدأ اسم شركة 'سايف ريتش سوليوشنز' (Safe Reach Solutions) يتردد في وسائل إعلام أميركية للاستعانة بها باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في تأمين نقاط تفتيش حيوية وتولي مسؤولية تفتيش المركبات المتجهة إلى شمال غزة، بالتعاون مع شركة الأمن الأميركية 'يو جي سوليوشنز' (UG Solutions).
حالياً، تشترط إسرائيل، الاستعانة بهاتين الشركتين لرفع الحصار المستمر منذ شهرين على الإمدادات إلى قطاع غزة، الذي تسبب بتجويع الآلاف من الغزيين وتعطيشهم. قبل يناير ببضعة أشهر لم تكن 'سايف ريتش سوليوشنز' قد خرجت بعد إلى النور.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 فاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانتخابات. في 21 نوفمبر من العام ذاته، ومع تزايد زخم مفاوضات وقف إطلاق النار، أسس فيليب رالي، الرئيس السابق لمركز الأنشطة الخاصة التابع لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، شركة 'سايف ريتش سوليوشنز' في ولاية وايومنغ، وأطلق قبل التأسيس بيوم موقعها الإلكتروني في 20 نوفمبر.
في عملية تتبع 'العربي الجديد' مسار هذه الشركة، تبين أنه في يناير/ كانون الثاني 2025 طبقاً لنص الاتفاق بين إسرائيل وحماس، تولى أفراد مسلحون من شركة أمن أميركية متعاقدة إدارة نقاط التفتيش التي انسحبت منها إسرائيل في غزة، وقاموا بتفتيش المركبات المتجهة إلى شمال القطاع. كانت هذه الشركة هي 'يو جي سوليوشنز'، وعملت معها شركة 'سايف ريتش سوليوشنز' في التخطيط واللوجستيات الخاصة بنقاط التفتيش.
تعاقدت الشركتان آنذاك مع أكثر من 100 عسكري أميركي سابق، وتضمنت القائمة المحتملة للأسلحة التي يقدّر حملها نوعين من البنادق الهجومية ومسدسات غلوك وسكاكين.
قدّر الأجر المالي، لكل من العسكريين الأميركيين الذين عملوا في الشركتين، كما كشفت مذكرة لشركة 'يو جي سوليوشنز'، بـ1100 دولار للمشغلين، و1250 دولاراً للمسعفين، مع دفعة مالية مقدماً قدرها 10 آلاف دولار خلال 5 أيام من الوصول إلى غزة.
وأشارت الشركة في مذكرة تم تسريبها فيما يخص تفاصيل المهمة آنذاك إلى أن أعضاء الفريق يجب أن يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم وأنه ستكون هناك قواعد مكتوبة للاشتباك سيحصلون عليها بمجرد وصولهم.
طلب موظفين إلى الشرق الأوسط
أشارت التقارير هذا الأسبوع إلى أن إسرائيل تقيّد الموافقة على إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة بشركتي 'سايف ريتش سوليوشنز' و'يو جي سوليوشنز'، وفي الوقت ذاته، كانت الأخيرة تعلن عبر موقعها عن وظائف شاغرة تخص العمل بصفة مسؤولي تنسيق (ضباط اتصال إنساني) بالشرق الأوسط، يشترط إجادتهم اللغة العربية تحدثاً وكتابة، أو كتابة، وأن يتمتّع المتقدمون بخبرة ميدانية واسعة في الشرق الأوسط.
كما اشترطت الشركة أن يكون لدى المتقدّم خبرة لا تقل عن 7 سنوات في العمل مع المنظمات الإنسانية أو المنظمات غير الحكومية أو وكالات الأمم المتحدة في أدوار تنفيذية، وخبرة في العمل بالخارج ويفضّل أن تكون في الشرق الأوسط أو بيئات إنسانية معقّدة أخرى.
مساعدات غزة في قفص الاحتلال... وأدوات أميركية لتكريس الجوع
واشترطت أيضاً أن يكون الشخص المتقدم مواطناً أميركياً ولديه مهارات تواصل شخصية وثقافة قوية مع القدرة على التعامل مع السياقات الحساسة. وتقدّم للوظيفة حتى هذه اللحظة أكثر من 100 شخص على موقع التوظيف 'لينكد إن'.
بتتبّع البيانات عن الشخص المسؤول عن التوظيف في الشركة، تبيّن أن اسمه 'علي علي'، ولكن لم ينشر أي معلومات على صفحته وكان هذا هو المنشور الوحيد الذي وضعه أو تفاعل معه، وانضم إلى 'لينكد إن' الشهر الماضي فقط، ولم يكتب أي تفاصيل عن مؤهلاته أو خبراته السابقة أو دراسته، كما أنه ليس لديه في قائمة الأصدقاء سوى شخص واحد فقط.
يتكشف لاحقاً طبقاً للمعلومات من المصادر المفتوحة، أنه طوال الأشهر الماضية كانت الشركتان تتوسعان بعد التعاقد بخصوص غزة في يناير الماضي وتم تعيين قادة بارزين معظمهم عمل سابقاً في جهات استخباراتية وعسكرية.
لا توجد الكثير من المعلومات الكافية عن شركة 'سيف ريتش سوليوشنز' على الإنترنت، فليس هناك أي معلومات عن الملّاك ومجلس الإدارة، ولا عن التمويل أو الجهات والأماكن والدول التي تعمل بها.
المزيد من البحث يكشف أن 'سيف ريتش سوليوشنز' هي شركة تابعة لشركة إدارة الثروات العائلية Two Ocean Trust, LLC التي أسسها الرئيس السابق لمركز الأنشطة الخاصة التابع لوكالة المخابرات المركزية الأميركية فيليب رالي، فيما وصفه تقرير نشرته 'واشنطن بوست' بأنه 'ضابط استخبارات كبير يتمتع بخبرة واسعة في الخارج'.
يُعرّف فيليب رالي نفسه على موقع 'لينكد إن' بأنه قبل دخوله القطاع الخاص خدم '29 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية وشغل عدداً من المراكز القيادية العليا بما في ذلك في أفغانستان ورئيس قسم الأنشطة الخاصة'، مضيفاً أنه خدم قبل عمله في الاستخبارات، في القوات الخاصة للجيش الأميركي.
أما صفحة الشركة على 'لينكد إن' فتشير إلى أن عدد موظفيها بين 11 و50 موظفاً. وبتتبّع أسماء الموظفين القادة المرتبطين بالشركة، يتبين أن على رأسهم جو ليتوال الذي يقول إن منصبه فيها هو 'المخطط الرئيسي' ويعمل بها منذ يناير 2025 (الموعد الذي شهد الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة)، وعمل قبلها في وزارة الدفاع الأميركية في الفترة من 2017 حتى 2020 في منصب مدير فريق قوة المهام المهني بفعالية القتال القريب.
وطبقاً لمهام منصبه، فهو أدار فريق عمل من الرتب العليا في الحكومة الفيدرالية SES، والتي تعادل رتبة جنرال أو نائب وزير في سلم الوظائف بما يشير إلى مستوى عالٍ من القيادة، وقاد جهود وزارة الدفاع لتعزيز فعالية وكفاءة القوات البرية خصوصاً الجنود في الصفوف الأمامية. وفي الوقت ذاته شغل منصب مستشار أول لمساعد وزير الدفاع لشؤون الجاهزية في البنتاغون، وقبلها عمل في سلاح مشاة البحرية الأميركية لمدة 20 عاما.
أما أندرو فولفسون، محلل الاستطلاع والمراقبة في الشركة منذ فبراير الماضي، فقد عمل في سلاح مشاة البحرية، في الفترة بين 2008 و2012، وخدم في أفغانستان، وقال عن نفسه إنه 'تفاوض مع السكان الأفغان المحليين وأقام علاقات بنّاءة وجمع معلومات استخباراتية عن مقاتلي طالبان المشتبه بهم وصانعي القنابل وموزعي الأسلحة، وساعد في بناء شبكة تواصل مع السكان المحليين من خلال استخدام الاستخبارات البشرية، والاستخبارات الإلكترونية، والاستخبارات الإشارية، والاستخبارات عبر المصادر المفتوحة'.
بينما يشغل كيفين سوليفان منصب مدير أول للعمليات، ويقود مركز عمليات مشترك لدعم البعثات الإنسانية، وعمل سابقا رقيباً أول استخبارات بالجيش الأميركي. أما جنيفير كاونتر، فعملت ضابط استخبارات بالقوات الجوية الأميركية من 2001 حتى 2005، ثم عملت بالخارجية لبضع سنوات، ثم في شركة 'أبسيوس' كنائبة للرئيس لبضعة أشهر وشغلت مناصب في أماكن متعددة، وتعمل حالياً خبيرة في الشركة منذ يناير الماضي، وهي متخصصة في مجالا الاتصالات والفنون وحائزة الماجستير في العلوم في جامعة كولومبيا وآخر في الفن في جامعة أريزونا.
شركة 'يو جي سوليوشنز'
أما الشركة الثانية 'يو جي سوليوشنز' ومقرها في كارولاينا الشمالية، فإن مؤسسها هو جيمسون جوفوني، وهو جندي متقاعد من القوات الخاصة الأميركية، والذي قال ذات مرة كما نشرت 'إيه بي سي نيوز' إنه ساعد في إنشاء برنامج مراقبة للقوات الخاصة يهدف إلى تدريب جنود العمليات الخاصة على إجراء المراقبة والعثور على الخلايا الإرهابية التي يصعب العثور عليها حول العالم.
تنشر 'يو جي سوليوشنز' على موقعها الإلكتروني بضع جمل فقط، تقول فيها 'نقدّم حلولاً عالمية ونعمل في بيئات عالية المخاطر وأخرى تجارية'. وفيما يخص البرامج الحالية تقول إنها 'تقديم المساعدات الإنسانية في البيئات عالية المخاطر. حماية الرواد وممتلكاتهم حول العالم'. وتتصدر موقعها جملة 'في أي مكان وفي أي وقت'، وفي حال رغبة العملاء في تقديم طلب، عليهم إنشاء حساب للتواصل. ولا يتضمن الموقع أي بيانات أخرى عن الشركة، أو المالك أو المؤسس أو عملها.
بالبحث عن تاريخ الشركة، طبقاً لمؤسسها على 'لينكد إن'، يظهر أنه تم تأسيسها في يناير 2020، وتحيل صفحتها إلى موقعها الإلكتروني الذي لا يقدّم أي معلومات إضافية، وتقدر عدد موظفيها بين 11 و50 موظفاً، غير أنها مثل الشركة الأولى لديها متعاقدون آخرون وهو ما تم في يناير الماضي لأداء مهمتها في غزة. و
يرتبط اسم الشركة على 'ليكند إن' بـ13 شخصاً، بينهم الجندي السابق بيلي سيبرياني، وديفيد أنغلبرت ويعمل بها منذ يناير 2025 وسبق أن خدم في سلاح مشاة البحرية الأميركي لمدة 8 سنوات كما نفذ 3 مهام قتالية في العراق، وسكاي والاس الذي انضم للشركة بصفة متعاقد بإسرائيل في مارس/آذار الماضي.
يضاف إلى هؤلاء ستيفن نيستور الذي يشغل منصب نائب الرئيس ويقول إنه 'يقود استراتيجيات الأمن العالمية للأفراد والشركات والمديرين التنفيذيين ذوي الثروات الضخمة'، وروبرت ماشامر الذي يقول 'أعمل حالياً قائد تطوير أعمال في يو جي سوليوشنز، حيث أقدّم حلولاً أمنية مبتكرة ومتطورة لمواجهة بعض أكثر التحديات تعقيداً في العالم. قدت فرقاً استخباراتية متعددة التخصصات لدعم العمليات الخاصة في جميع أنحاء العالم، متسلحاً بخبرة 7 سنوات ضابط استخبارات'.