اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كشف المنخفض الجوي الذي ضرب قطاع غزة مؤخرًا حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها آلاف السكان المقيمين في الخيام والبركسات وتحت ألواح الزينكو. فقد أغرقت مياه الأمطار مساكنهم الهشّة وجرفت ما تبقّى من مقتنياتهم، واضطر كثير منهم إلى النزوح من خيام لم تعد قادرة على الصمود أمام العواصف.
وفي ظل هذا المشهد القاسي، يؤكد المتضررون حاجتهم العاجلة للتدخل لإنقاذهم من ظروف المعيشة التي تزداد سوءًا مع بداية موسم الشتاء. ويطالب الأهالي بالتحرك على مسارين أساسيين:
أولهما الإنعاش المبكر عبر توفير خيام جديدة وشوادر متينة تقاوم تسرب المياه والرياح الشديدة، إضافة إلى غرف متنقلة تمنح العائلات قدرًا من الأمان والاستقرار المؤقت.
وثانيهما رفع القيود عن إدخال مواد البناء بما يتيح إعادة إعمار المنازل والمنشآت المهدمة، وتمكين السكان من ترميم الأضرار قبل تفاقم الكارثة مع اشتداد المنخفضات المقبلة.
ويروي محمود الدشت جانبًا من معاناته، إذ لم يمضِ سوى عشرين يومًا على استقبال طفلته الأولى بعد خمس سنوات من الحرمان، حتى وجد نفسه يعيش معها وزوجته داخل خيمة نُصبت بجوار منزله المدمّر.
ويقول الدشت لـ 'فلسطين أون لاين' إن المنخفض الجوي الأخير تسبب في تسرب المياه إلى داخل الخيمة وغمرها بالكامل، ما اضطره وزوجته إلى الهروب ليلًا واللجوء إلى منزل أحد الجيران.
ويؤكد أن طفلته حديثة الولادة أصيبت بنزلة برد حادّة نتيجة البرد والرطوبة، مشيرًا إلى أن الوضع داخل الخيمة لا يصلح للعيش خصوصًا مع قدوم الشتاء. ويضيف أنه لم يعد يبحث إلا عن الحد الأدنى من الأمان لأسرته، مناشدًا الجهات المختصة التدخل العاجل.
ويطالب بتوفير حلول سريعة، سواء عبر دعم إعادة إعمار منزله أو تزويدهم بكرفانات متنقلة أو ألواح زينكو تتيح لهم إقامة مأوى يحميهم من الأمطار والبرد.
ويشير إلى أن أفراد عائلته مشتتون اليوم؛ فمنهم من يقيم في مدارس وكالة الغوث، وآخرون في خيام مؤقتة، بينما استطاع القليل فقط استئجار مساكن مؤقتة. ويختتم قائلًا إن العائلات المتضررة لم تعد تحتمل مزيدًا من الانتظار، وإن أقل ما تحتاج إليه الآن هو مأوى آمن يحفظ حياة أطفالها.
أما الأرملة أم حسن هليل فتروي جانبًا من معاناتها، إذ فقدت زوجها في الحرب قبل نحو عام، وتعيش اليوم مع بناتها داخل إحدى منشآت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين.
وقد أبلغتها الوكالة بضرورة إخلاء العيادة التي تقيم فيها مؤقتًا قبل نهاية الشهر الجاري استعدادًا لإعادة تشغيلها.
وتقول إن الظروف التي تمر بها صعبة للغاية، فهي لا تملك مكانًا آخر تلجأ إليه، وإن الخيمة التي مُنحت لها لا توفر لها ولا لبناتها الأمان الكافي، ما جعلها في حالة قلق دائم. وتوضح أن انتقالها إلى خيمة في منطقة مفتوحة أمر يفوق قدرتها، خاصة لأنها تعيل مجموعة من البنات وتخشى عليهن من المخاطر. وتضيف أنها باتت فعليًا 'في الشارع بلا مأوى مناسب'.
وتطالب بضرورة مساعدتها في إدخال مواد البناء اللازمة لترميم ما تبقى من منزلها المتضرر، مشيرة إلى أن جزءًا من المنزل انهار خلال الحرب، وأنها كانت تقيم في الطابق الثاني، وهو ما يستدعي إنشاء درج خارجي إسمنتي أو خشبي يسمح لها بالصعود بأمان. وتؤكد أنها لا ترغب إلا في العودة إلى منزلها بعد إصلاحه، لأن الحياة في العراء أو داخل الخيمة لا تُحتمل لها ولا لأطفالها.
ويقول المواطن نافذ الدمياطي، الذي بقي في منزله رغم تضرره: 'بقيت في المنزل لأنه المكان الوحيد الذي أعرفه، لكن الأضرار أصبحت تهدد سلامتنا اليومية. الأسقف والجدران متشققة، والمطر يتسرب إلى الداخل، والبرد لم يعد يُحتمل.'
ويضيف أن العائلة بحاجة ماسّة لتدخل عاجل من الجهات المعنية: 'نحن بحاجة إلى إدخال مواد البناء بسرعة لترميم ما يمكن من المنزل قبل أن يزداد الوضع سوءًا. كل يوم يمر ونحن ننتظر يجعل الحياة أصعب، وأطفالنا لا يستطيعون تحمل هذا البرد والرطوبة.'
وتسببت حرب الإبادة في تدمير المنشآت السكنية والبنية التحتية في قطاع غزة، ما أدى إلى نزوح آلاف العائلات وخلق أزمة إنسانية حادة، خصوصًا مع تضرر الطرق والمرافق الأساسية والمساكن.

























































