اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٩ أيار ٢٠٢٥
من اقتحامه حائط البراق غربي المسجد الأقصى قبل أسابيع، إلى زيارته مزرعة البقرات الحمراء في مستوطنة 'شيلو' شمال شرق مدينة رام الله، يواصل السفير الأمريكي لدى الاحتلال الإسرائيلي القيام بخطوات خطيرة تدعم أجندات جماعات صهيونية متطرفة تسعى لتهويد المسجد الأقصى المبارك.
وأمس، زار مايك هاكابي برفقة زوجته المزرعة الاستيطانية التي توجد فيها خمس بقرات حمراء، والتقى رئيس مجلس المستوطنات، يسرائيل غانتس، متحديًا بذلك سياسات وزارة الخارجية الأمريكية، التي تعارض وصول سفرائها لدى الاحتلال إلى الضفة الغربية المحتلة.
ووصلت البقرات من ولاية تكساس الأمريكية إلى كيان الاحتلال في سبتمبر 2022، وتكمن أهميتها لدى المستوطنين في نصوص توراتية، تتلخص في ضرورة ظهور بقرة حمراء خالصة، لم تُستخدم لأي أعمال خدمة، ولم يُوضع على عنقها حبل، وتُربّى في ما يُسمى بـ'أرض إسرائيل'.
وبانتظار بلوغ البقرة عامين، تُستخدم وفق خرافات الجماعات الاستيطانية في 'عملية تطهير' تُنفذ على جبل الزيتون مقابل المسجد الأقصى، حيث تُذبح وفق طقوس خاصة، ثم تُحرق بشعائر دينية، ويُستخدم رمادها في عملية تطهير الشعب اليهودي. وعندها فقط، وفق معتقداتهم، يُصبح بإمكان اليهود الصعود إلى 'بيت الرب'، في إشارة إلى المسجد الأقصى المبارك.
ويقول الباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص، إن مايك هاكابي اختار مستوطنة ذات بعد ديني وبدأ من عند البقرات الحمراء ليُظهر أنه أكثر حماسة للحسم في الضفة الغربية والمسجد الأقصى من سموتريتش نفسه.
الصهيونية المسيحية أكثر تطرفًا
ويؤكد ابحيص لـ 'فلسطين أون لاين' أن الجهود السياسية الأمريكية الدؤوبة لاحتضان محاولات تغيير الواقع في المسجد الأقصى والقدس والضفة الغربية تعكس توافقًا مع سموتريتش وبن غفير على فكرة مركزية واحدة هي 'الخلاص'، التي تقوم على أن بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى شرط أساسي لقدوم 'المخلّص'، رغم اختلافهم في تحديد هويته، ما يجعل من تهويد القدس وتوسيع الاستيطان هدفًا مشتركًا بين الصهيونيتين.
ويضيف: 'الصهيونية المسيحية ترى في هذا المشروع خلاصًا أخلاقيًا ودينيًا يعيد الهيمنة لقيم العرق الأبيض في الولايات المتحدة، في حين ترى الصهيونية الدينية فيه طريقًا لحسم الصراع في فلسطين وفرض وجود الكيان الصهيوني كحقيقة دينية نهائية'.
ويذهب ابحيص إلى أن الصهيونية الدينية تجد أنصارًا ودعمًا من المسيحيين الإنجيليين أكثر مما تجده من الصهاينة العلمانيين أنفسهم.
وقالت صحيفة 'إسرائيل اليوم' على موقعها الإلكتروني إن هاكابي أجرى جولة تاريخية واجتماعًا رسميًا في 'يهودا والسامرة'، في إشارة إلى الضفة الغربية، وهي أول زيارة من نوعها لسفير أمريكي.
حرب المصطلحات
وفي تصريح استفزازي آخر، قال هاكابي: 'لم أستخدم قط مصطلحًا غير يهودا والسامرة (المسمى التوراتي للضفة الغربية)، وسيكون من الظلم التاريخي استخدام مصطلحات أخرى'.
ويرى المحلل السياسي سامر عنبتاوي أن السفير الأمريكي ينطلق في تحركاته من بُعد أيديولوجي، يؤمن بأن وجود كيان الاحتلال وبناء الهيكل المزعوم مقدمة لمجيء 'المخلّص'، لذلك يشارك، منذ قدومه قبل أيام قليلة، في خطوات خطيرة بهذا الاتجاه.
ويقول عنبتاوي لـ'فلسطين أون لاين'، إن تعيين هاكابي يعبر عن مرحلة متقدمة من التحالف الأمريكي–الصهيوني، تعتمد على فرض وقائع تهويدية على الأرض الفلسطينية لتكريس نظام استعماري احتلالي، وهو ما من شأنه أن يُشعل الأوضاع في المنطقة.
ويتابع أن مواقف السفير الأمريكي على الأرض وتصريحاته الخطيرة تضعه على يمين وزراء اليمين الصهيوني المتطرف، ولذلك يرى هؤلاء في وجوده فرصة مواتية لتصفية القضية الفلسطينية، في ظل إدارة أمريكية تقيم علاقتها مع تل أبيب على أسس أيديولوجية متطرفة.
ولا يستبعد عنبتاوي أن تتجه حكومة اليمين المتطرف إلى ممارسة مزيد من البطش بحق الفلسطينيين، ومزيد من العربدة على المنطقة العربية، في سعي حثيث لتغيير خارطة الإقليم تحقيقًا لرؤى نتنياهو، المدعوم بالتيار المسيحاني الأمريكي.