اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
وكالات – مصدر الإخبارية
سجّلت الأسهم الأميركية ارتفاعاً طفيفاً فيما قيم المتداولون في وول ستريت تصريحات الرئيس دونالد ترمب الأخيرة حول التعريفات الجمركية، في وقت تستعد السوق لصدور نتائج البنوك الكبرى وبيانات التضخم.
ارتفعت عوائد السندات والدولار، بينما تراجعت أسعار النفط بسبب غياب إجراءات مباشرة ضد صادرات الطاقة الروسية ضمن خطة ترمب للضغط على موسكو من أجل وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
حافظ مؤشر 'إس آند بي 500' على استقراره قرب مستوياته القياسية، إذ أشار ترمب إلى انفتاحه على المحادثات التجارية، رغم تأكيده أن الرسائل التي تتضمن تهديدات بفرض تعريفات جديدة هي 'الصفقات'.
ورغم أن الشركات الأميركية تستعد لأضعف موسم إعلان النتائج منذ منتصف 2023، فإن انخفاض التقديرات قد يسهل على الشركات تجاوزها. ومع انطلاق موسم إعلان النتائج يوم الثلاثاء، يقول الاستراتيجيون إن التوقعات المنخفضة قد تمهد الطريق لاستمرار الزخم القوي للأسهم.
تهديدات تعريفات جديدة وتوقّعات بزيادة التضخم
خلال عطلة نهاية الأسبوع، أطلق ترمب مزيداً من تهديدات التعريفات، معلناً فرض نسبة 30% على واردات المكسيك والاتحاد الأوروبي، وأبلغ شركاء تجاريين رئيسيين أن معدلات جديدة ستدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس، ما لم يتوصّلوا إلى شروط أفضل.
وقال مارك هايفلي من 'يو بي إس لإدارة الثروات العالمية': 'نرى في الخطوة الأخيرة من البيت الأبيض تكتيكاً تفاوضياً، ونبقي على توقعاتنا الأساسية بأن معدل التعريفات الفعّالة سيستقر حول 15%، وهو ما نعتقد أنه سيسمح لمؤشر إس آند بي 500 بمواصلة ارتفاعه خلال الأشهر الـ12 المقبلة'.
وأظهر استطلاع أجرته '22 في ريسرتش' (22V Research) أن المستثمرين يتوقعون أن يبلغ معدل التعريفات الفعّالة 17%، ويرجّحون أن تضيف التعريفات 28 نقطة أساس إلى التضخم الأساسي في 2025، أي ما يقارب نصف ما كان متوقعاً الشهر الماضي.
وفي ظل ترقّب صدور مؤشر أسعار المستهلكين، سجّلت سندات الخزانة خسائر طفيفة. وبعد أشهر من تباطؤ التضخم، يُرجّح أن يكون المؤشر قد سجّل نمواً أسرع في يونيو، مع بدء الشركات في تمرير تكاليف الواردات المرتفعة إلى المستهلكين. كما تعكس تحركات السندات قلق المستثمرين من قدرة الحكومات على احتواء عجز الميزانية.
تجاوزت 'بتكوين' لفترة وجيزة سعر 120 ألف دولار. وقال كريس لاركن من 'إي تريد' التابعة لـ'مورغان ستانلي' إن 'ردّ فعل السوق الخافت على موجة العناوين المتعلقة بالتعريفات، يشير إلى أن المستثمرين ربما أصبحوا غير مبالين بها، أو يعتقدون أن تهديد التعريفات أسوأ من تطبيقها الفعلي'.
وترى إميلي باورسوك هيل من 'باورسوك كابيتال بارتنرز' أن المستثمرين أصبحوا معتادين على دراما التعريفات لدرجة التراخي، معتبرة أن مؤشر 'إس آند بي 500' بات مبالغاً في تقييمه.
وقالت: 'ما لم يطرأ مفاجأة سلبية، نتوقع استمرار هذا التراخي، خصوصاً في ظل الزخم الصاعد في سوق الأسهم'.
الأسواق في وضع ترقّب وتأثير محدود للتقارير الفصلية
من جهتها، قالت سيما شاه من 'برينسيبال لإدارة الأصول' إن 'الضغوط التضخمية لا تزال محدودة حتى الآن، لكن من المؤكد أن التعريفات ستؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع القراءات، ما قد يخلق بعض التحديات للاحتياطي الفيدرالي'.
وأظهر استطلاع '22 في' أيضاً أن 67% من المستثمرين يعتقدون أن التضخم الأساسي يسير على مسار 'مريح' للفيدرالي، بينما توقّع 42% من المشاركين أن يكون رد فعل السوق على بيانات التضخم 'إيجابياً'، و29% 'مختلطاً'، و29% 'متجنب للمخاطرة'.
وقال جوش روبن من 'ثورنبورغ لإدارة الاستثمارات': 'لا أعتقد أن أحداً يرى أن البيانات المنتظرة هذا الأسبوع ستكون حاسمة لاتخاذ قرارات استثمارية كبيرة'. وأضاف أن الأسواق لا تزال في حالة ترقّب لسياسات التعريفات والبيانات الاقتصادية القادمة، وسط فترة هدوء جيوسياسي نسبي.
وأشار روبن إلى أن النشاط يتباطأ بشكل طبيعي خلال فصل الصيف، ومع أن المستثمرين سيراقبون نتائج الشركات، إلا أن معظمهم لن يعتبروها مؤشراً حاسماً على الأداء المستقبلي، بل سينتظرون أي إشارات حول سياسات التعريفات.
ترقب لردود الفعل الدولية
من جهته، قال غلين سميث من 'جي دي إس ويلث مانجمنت': 'لم نخرج من مرحلة الخطر بعد، فالأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لمعرفة كيف سترد الدول على الموعد النهائي الذي حددته الإدارة الأميركية في الأول من أغسطس'.
وأضاف: 'السؤال الكبير أمام الأسواق هو ما إذا كانت نتائج الأرباح القوية المتوقعة قادرة على التغطية على تأثير قضايا التعريفات'.
من جانبه، حذّر بريت كينويل من 'إيتورو' من أن التوقعات تشير إلى ربع ثانٍ بطيء، ما يجعل النصف الثاني من العام أكثر عرضة للمخاطر.
وقال: 'هل ستواصل الإدارات التنفيذية سرد رواية إيجابية حول المستهلكين والعملاء، بما يوفر بعض الاستقرار أو حتى مراجعات صعودية لأرباح الربعين الثالث والرابع؟ إذا حدث ذلك، قد تتفاعل الأسهم بشكل إيجابي. أما إذا تم خفض التقديرات، فقد تتراجع الأسهم لتعكس الواقع الجديد'.
توصيات وتوقّعات إيجابية رغم عدم اليقين
يرى استراتيجيون في 'مورغان ستانلي' بقيادة مايكل ويلسون أن الأسهم الأميركية الكبرى تظل جذابة، نظراً لأنها قد تتلقى دعماً من مشروع قانون الإنفاق المالي، في ظل توقّعات أرباح قوية.
وفي السياق ذاته، رفع خبراء 'آر بي سي كابيتال ماركتس' بقيادة لوري كالفاسينا، توقّعاتهم لمستوى مؤشر 'إس آند بي 500' بنهاية العام إلى 6,250 نقطة بدلاً من 5,730.
وقالوا إن المستوى الجديد 'يقع في منتصف الطريق بين الوسيط والمتوسط لخمسة نماذج مختلفة'، مضيفين: 'لا نزال نرى نطاقاً واسعاً من النتائج المحتملة في نماذجنا، ما يعكس درجة عالية من عدم اليقين'.