لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
تعدّ جزيرة القيامة، المعروفة أيضًا باسم جزيرة الفصح، واحدة من أكثر الأماكن غموضًا على وجه، الأرض، إذ ما زال علماء الآثار حتّى اليوم يجرون دراسات حولها، تنتهي بفرضيّات غير مؤكَّدة. وأكثر افتراض اتّفقوا عليه، هو أنّ السكّان الأصليّين، المعروفين باسم رابا نوي، قطنوها وكانوا معزولين عن العالم الخارجيّ لفترات طويلة، إنّما دراسة جديدة توصّلت إلى استنتاج يشكّك في ذلك. فقد صرّح العلماء في جامعة أوبسالا في السويد، أنّ الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 63.2 ميلًا مربعًا وتقع في جنوب المحيط الهادئ، لم تكن معزولة تمامًا على مدار الـ 800 عام الماضية كما كان يُعتقد سابقًا، مؤكّدين أنّها كانت مأهولة بموجات متعدّدة من السكان الجدد الذين عبروا المحيط الهادئ بشجاعة من الغرب إلى الشرق.
وقال البروفيسور بول والين، مؤلف الدراسة من جامعة أوبسالا: «استوطن البشر جزيرة الفصح من وسط شرق بولينيزيا حوالي عام 1200-1250 ميلادي. كان البولينيزيون بحارة ماهرين لذا استخدموا الزوارق المزدوجة».
في دراستهم، قارن فريق جامعة أوبسالا البيانات الأثريّة وتواريخ الكربون المشع من المستوطنات وأماكن الطقوس والآثار في جميع أنحاء بولينيزيا، التي تضم أكثر من 1000 جزيرة في المحيط الهادئ. وتُظهر نتائجهم أنّه قد لوحظت ممارسات طقسيّة وهياكل أثريّة مماثلة في جميع أنحاء بولينيزيا. ويشير الخبراء إلى أن منصات «أهو» الحجرية شُيّدت تاريخيًا في جزر بولينيزية أبعد إلى الغرب. كانت هذه المساحات المستطيلة المفتوحة مساحاتٍ طقوسيةً جماعية، ولا تزال بعضُها مقدسةً حتى يومنا هذا.
وأضاف البروفيسور والين: «توجد أراضي المعابد (أهو)، المعروفة أيضًا باسم ماراي، في جميع جزر بولينيزيا الشرقية».
نظرًا لموقعها النائي، يُفترض تقليديًّا أنّ جزيرة الفصح ظلّت معزولة اجتماعيًّا وثقافيًّا عن المحيط الهادئ الأوسع. ويعزّز هذه الفكرة كون تماثيل موي الشهيرة في جزيرة الفصح، والتي يُقَدَّر أنها بُنيت بين عامي 1250 و1500 ميلاديًا، فريدة من نوعها في هذا الموقع. وُضعَت التماثيل البشريّة الضخمة المنحوتة من الصخور البركانيّة على منصات حجرية مستطيلة تُسمى 'أهو' - وهي في الأساس مقابر للأشخاص الذين تُمثلهم هذه التماثيل.