اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
من الحظر الجوي إلى فرض الحظر البحري على أهم الموانئ، تواصل القوات المسلحة اليمنية تصعيدها بفتح جبهة جديدة في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، في إطار إسنادها لقطاع غزة في وجه العدوان. فما هي قراءة الخبراء لأبعاد هذا التطور؟ وهل يغيّر الموازين على الأرض؟
وأعلن يحيى سريع، المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، أول أمس، بدء فرض حظر بحري على ميناء حيفا، ردًا على تصاعد المجازر في غزة واستمرار سياسة الحصار والتجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن الميناء بات ضمن بنك الأهداف العسكرية، ومحذرًا الشركات الملاحية من التوجه إليه.
وجاءت هذه الخطوة بعد نجاح القوات اليمنية في فرض حصار على ميناء أم الرشراش (إيلات)، ما أدى إلى توقفه عن العمل، بحسب ما صرّح به سريع.
ويُعد ميناء حيفا من أكبر الموانئ في كيان الاحتلال، وهو بوابته إلى البحر الأبيض المتوسط، ويشكل شريانًا تجاريًا واقتصاديًا حيويًا، إذ تُنقل عبره أكثر من 50% من البضائع البحرية إلى الكيان، ويربطه بالأسواق الأوروبية والآسيوية. كما يُعتبر محطة لوجستية عسكرية ذات أهمية إستراتيجية.
رسالة قاسية
يقول الكاتب اليمني سهيل عثمان سهيل إن استهداف ميناء حيفا يربك حركة التجارة، ويؤثر في اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي، وسيؤدي إلى زيادة الضغط الاقتصادي نتيجة تراجع حركة السفن الأجنبية خوفًا من الاستهداف، ما يعني تكبّد خسائر كبيرة.
وأضاف سهيل لـ 'فلسطين أون لاين' أن 'فرض الحظر البحري على ميناء حيفا يوجّه رسالة قاسية مفادها أن الردع اليمني لم يعد مقتصرًا على البحر الأحمر أو خليج عدن، بل امتد إلى البحر الأبيض المتوسط، وفق معادلة يمنية جديدة: (البحر لنا ما دام الدم لنا).'
ولفت إلى أن إعلان الحظر لا يعبّر فقط عن تضامن، بل عن إرادة ردع، وعقاب، وسيادة وطنية مستقلة.
وشدد على أن الحظر اليمني على الملاحة نحو (إسرائيل)، سواء عبر البحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط، هو جزء من حرب اقتصادية – سيادية – أخلاقية، تمارسها صنعاء بذكاء واحتراف، وتربك موازين القوى التقليدية في المنطقة.
وقال سهيل: 'منذ دخول صنعاء علنًا في معادلة (الرد من اليمن على العدوان على غزة)، تغيّر شكل الصراع الإقليمي كليًا، فلم تعد فلسطين وحيدة، ولم تعد (إسرائيل) تحارب شعبًا أعزل، بل تواجه جبهة ممتدة من باب المندب إلى جنوب لبنان، ومن الضفة اليمنية إلى الضفة الغربية.'
معادلة ردع جديدة
وفي قراءته العسكرية للخطوة اليمنية، قال الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد إن هذه الخطوة تأتي في إطار توسيع دائرة الأهداف الإسرائيلية، وهي تسبب إرباكًا أمنيًا وعسكريًا للاحتلال، وستضطره إلى إعادة توزيع خريطة انتشار قواته البحرية والجوية في ضوء الحظر الجوي والبحري، ما يؤدي إلى تشتيت جهوده العدوانية.
وأكد أبو زيد لـ'فلسطين أون لاين' أن تكرار استهداف مصالح الاحتلال في البحرين الأحمر والمتوسط جعل من الاستراتيجية اليمنية أداة ضغط حقيقية على الاحتلال لوقف عدوانه على غزة، مشيرًا إلى أن تداعيات هذه الخطوات العسكرية والأمنية باتت واضحة.
وبيّن أن العمليات اليمنية تفرض معادلة ردع جديدة في المنطقة، ملخّصها أن دولة الاحتلال لم تعد تملك السيطرة على الإقليم، خاصة بعد انسحاب الجانب الأمريكي من المواجهة في اليمن.
وفي الحادي عشر من الشهر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصّل إلى اتفاق لوقف العدوان على اليمن بوساطة من سلطنة عمان، تاركًا الاحتلال الإسرائيلي وحيدًا في حربه.
وأشار أبو زيد إلى أن الاحتلال أصبح في مواجهة مفتوحة ومنفردة مع القوات اليمنية، بعد انسحاب الجانب الأمريكي من المواجهة المكلفة التي أرغمت ترامب على وقف العمليات. ولفت إلى صعوبة قيام (إسرائيل) بحروب طويلة المدى دون دعم أمريكي.
وتابع أبو زيد أن الاحتلال يسعى إلى تحقيق إنجاز استخباري في ظل فشل عملياته الجوية في تحييد اليمن عن المواجهة، ويبدو أن أجهزته الاستخبارية تبذل جهدًا كبيرًا داخل اليمن في محاولة للوصول إلى قيادات كبيرة، تمكّن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الإعلان عن 'إنجاز' لم تستطع واشنطن تحقيقه.
وسبق للقوات المسلحة اليمنية أن أعلنت في الرابع من الشهر الجاري 'حصارًا جويًا شاملًا' على دولة الاحتلال، من خلال استهداف مطاراتها، وبعد ساعات من الإعلان، استهدفت مطار اللد (بن غوريون) بصاروخ باليستي فرط صوتي فشلت أنظمة الاحتلال في اعتراضه.