اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
خاص/ شهاب
حذر مدير عام الصيدلة بوزارة الصحة في قطاع غزة زكري أبو قمر من تفاقم أزمة الدواء بشكل غير مسبوق، مع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية منذ أكثر من خمسة أشهر، مما تسبب في نفاد كميات كبيرة من الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية الحيوية.
وقال أبو قمر في تصريح صحفي خاص لوكالة شهاب، إن النقص الحاد طال 47% من الأدوية المدرجة ضمن قائمة الاحتياجات الأساسية، و65% من المستهلكات الطبية اللازمة لتشغيل المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية.
وأضاف أبو قمر أن هذا الواقع الكارثي بدأ يؤثر بشكل مباشر على خدمات صحية مركزية، في مقدمتها خدمات الأورام وأمراض الدم، حيث أن ثلثي أصناف العلاج تقريبًا (67%) غير متوفرة، ما يجعل تطبيق البروتوكولات العلاجية المعتمدة أمرًا مستحيلًا.
وأشار إلى أن تعطيل هذه البروتوكولات يعرض حياة المرضى للخطر، نظرًا إلى أن العلاج يتطلب توفر مجموعة متكاملة من الأدوية، وغياب صنف واحد فقط قد يفقد العلاج فعاليته بالكامل. وأكد أن الخيارات البديلة، كالعلاج خارج غزة، لم تعد ممكنة بسبب استمرار إغلاق المعابر لأكثر من خمسة أشهر، ما فاقم من عزلة المرضى وتركهم دون حلول.
كما لفت أبو قمر إلى غياب شبه تام للأدوية التلطيفية والمسكنات التي تخفف من آلام مرضى السرطان، مؤكدًا أن معاناتهم تفاقمت بشكل لا يوصف في ظل هذا الانقطاع الطويل للإمدادات الطبية.
وأوضح أن أكثر من 51% من الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض السكري، الضغط، القلب، والفشل الكلوي غير متوفرة حاليًا، مما يدفع المرضى إلى استخدام بدائل أقل فعالية، وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم حالتهم الصحية، أو تعرضهم لمضاعفات تستوجب دخول المستشفى، أو حتى الوفاة.
وأشار أبو قمر إلى أن الإنسولين المخصص للأطفال مفقود بالكامل، وهو ما يعرض هذه الفئة الضعيفة لمخاطر صحية جسيمة، في ظل غياب البدائل المناسبة.
أما بشأن مرضى الفشل الكلوي، أكد أبو قمر أن هناك نقصًا حادًا في بعض المستلزمات التخصصية اللازمة لهم، مثل القساطر الوريدية وبعض الأدوية الداعمة، مؤكدًا أن حالات وفاة سُجلت بالفعل خلال العدوان بسبب غياب هذه الأصناف.
وبيّن أبو قمر أن المعطيات الأولية تشير إلى ارتفاع واضح في معدلات الإصابة بالجلطات الدماغية والقلبية، وزيادة ملحوظة في أعداد المرضى الداخلين إلى المستشفيات.
ودعا أبو قمر الجهات الدولية والإنسانية إلى تحرك فوري وعاجل لإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي في غزة، مؤكدًا أن استمرار الحصار الدوائي يمثل تهديدًا مباشرًا لحياة آلاف المرضى، ويزيد من تعقيد الكارثة الإنسانية في القطاع.