اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
خاص - شبكة قُدس: في ظل التطورات المتسارعة المتعلقة بمقترح الإدارة الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة، برزت مواقف الفصائل الفلسطينية، التي أجمعت على أن الرد الذي قدمته حركة حماس جرى بالتشاور، فيما اعتبرت بعض الفصائل الرد الذي قدمته حماس خطوة إيجابية يمكن البناء عليها، وشددت على ضرورة بلورة موقف وطني موحد يضمن وقف العدوان، ورفض أي محاولات لفصل غزة عن الضفة أو فرض حلول تنتقص من الحقوق الفلسطينية.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، محفوظ منور، لـ'شبكة قدس'، إن 'هناك دائمًا نقاش فصائلي مع الإخوة في حماس بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، خاصة أن المقترح الأخير مصيري ولا يخص فصيلًا بعينه'.
وأوضح، أن 'المقاومة أدركت خطورة الرفض كما أدركت خطورة الموافقة، لذلك كان الخيار هو السعي إلى وقف إطلاق النار، فيما يركز الجانب الأمريكي على قضية الأسرى، وهاتان النقطتان شكلتا مدخل الحل. لكن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وفريقه حاولوا الانقلاب على ما جرى الاتفاق عليه مع الدول العربية، إذ أن نتنياهو لا يكترث لقضية الأسرى وقد سعى سابقًا لقتلهم.'
وأشار إلى أن 'الموقف الباكستاني كان واضحًا بأن المبادرة التي طرحها القادة العرب والمسلمون ليست نفسها مبادرة ترامب، كما أن الموقف القطري أكد أن المبادرة تحتاج إلى مزيد من التوضيح والنقاش'، موضحا أن السلطة الفلسطينية باتت غائبة في وقت يعمل الاحتلال على تفكيكها عبر حكومته الأكثر تطرفًا، ولولا الاعترافات الدولية المتزايدة لكانت الضفة قد ضُمّت منذ أيام'.
ووفق منور، فإن 'مشكلة السلطة أنها تسير منذ اتفاق أوسلو عام 1993 على النهج ذاته، وبعض قادتها أصبحوا خارج المعادلة السياسية، ولا يرون في أي اتفاق سوى بند نزع سلاح المقاومة'، مطالبة السلطة بـ'أن تراعي مصالح الشعب الفلسطيني وتقوم بدورها في الساحة الدولية للتخفيف من وطأة الحرب، بدلًا من تحميل المقاومة المسؤولية. فالقضية الفلسطينية لم تبدأ في السابع من أكتوبر 2023، بل قبل ذلك بسنوات طويلة، كما يجب على السلطة أن تتوقف عن ممارسة التحايل السياسي، فيما شعبنا يرزح تحت الاحتلال ويتعرض للمجازر في غزة. وقف إطلاق النار ما زال غير محسوم، والمطلوب العمل على إنجازه، وتحميل الاحتلال المسؤولية، والحشد الدولي من أجل إعادة الإعمار'.
أما مسؤول دائرة العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية، ماهر الطاهر، فأكد في تصريحات خاصة لـ'شبكة قدس'، أن 'حماس وفصائل المقاومة تعاملت بمسؤولية عالية مع مقترح ترامب، لأن هدفنا الأساسي هو وقف إطلاق النار. لذلك جاء الرد بالقول: نعم لوقف إطلاق النار، ونوافق على إطلاق سراح الأسرى، لكن هناك قضايا تحتاج إلى توضيح وتفاوض'.
وأضاف أن 'الخطة الأمريكية واضحة في ما تريده من الفصائل كشرط بتسليم السلاح، لكن ما يُطلب من الجانب الإسرائيلي يثير عشرات التساؤلات: ما هو الجدول الزمني للانسحاب؟ هل تتم عملية تبادل الأسرى بشكل متزامن وفوري؟ ما هو مستقبل غزة؟ وماذا عن موضوع القوات الدولية؟'.
ووفق الطاهر، فإن 'رد المقاومة جاء مسؤولًا وحريصًا على وقف الإبادة، وأكد من حيث المبدأ التجاوب الإيجابي مع الخطة، لكنه شدد في الوقت ذاته على وجود مطالب وقضايا تحتاج إلى تفاوض، وعلى أن المسائل الوطنية يقررها الشعب الفلسطيني وفصائله'، مؤكدا أن 'الرد جاء بعد مشاورات بين الفصائل الفلسطينية التي وضعت نصب أعينها وقف إطلاق النار ووقف المذبحة بحق شعبنا، غير أن الجانب الإسرائيلي هو من كان يعرقل هذا المطلب سابقًا، بدعم من الموقف الأمريكي.'
وأوضح الطاهر، أن 'الكيان الإسرائيلي يواجه عزلة دولية متزايدة، والعالم لم يعد يحتمل استمرار قتل النساء والأطفال في غزة، وهو ما يفسر التحولات في المواقف العالمية.' مشيرا إلى أن 'الأولوية بالنسبة لنا هي وقف إطلاق النار بشكل نهائي. نتنياهو راهن على أن رد المقاومة سيكون الرفض، لكنه فوجئ بطريقة الإجابة. ونحن نحذر بشدة من أن يستعيد الاحتلال أسراه ثم يتنصل من التزاماته، فذلك احتمال وارد ويستدعي الحذر، ولذا فإن ذلك بحاجة إلى نقاش وطني جامع.'
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، حسن عبد الحميد، لـ'شبكة قدس'، إن 'ردّ حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار جرى بالتشاور، ونحن نرى أن ما تم التوافق عليه يمثل خطوة إيجابية ينبغي البناء عليها. لكن من المهم التأكيد أن مسألة الحوار الشامل بين الفصائل قضية وطنية دقيقة، تتطلب موقفًا واضحًا من جميع القوى'.
وأضاف عبد الحميد، أن الديمقراطية، 'ركزت خلال المشاورات على ضرورة أن يشارك وفد يمثل الكل الفلسطيني، ضمن إطار منظمة التحرير، للتوافق على القضايا التي تحتاج إلى توضيح، مثل حدود الانسحاب الإسرائيلي من غزة، ومستقبل القطاع، وعدم فصله عن الضفة الغربية'.
وأشار إلى أنه 'عندما يجري الحديث عن التوافق في الرد على المقترح، فهذا يعني التوافق على كل القضايا الوطنية الواردة في الخطة، بما يضمن المصلحة الوطنية ويحافظ على الثوابت'.
وذكر، أن 'ردّ حماس أشار إلى الكثير من القضايا التي طرحتها الجبهة الديمقراطية والفصائل الفلسطينية، وفي ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، لا بد من الذهاب إلى حوار وطني شامل يفضي إلى استراتيجية موحدة لمواجهة كل المشاريع المطروحة، كما أن المصلحة الوطنية تقتضي أن يوجه الرئيس محمود عباس دعوة عاجلة إلى حوار وطني جامع، وأن يتم تفعيل قرارات اتفاق بكين'.
أما عضو اللجنة المركزية العامة في حزب الشعب، أيوب الغراب، فقال في تصريحات خاصة لـ'شبكة قدس'، إن 'خطة ترامب شهدت تعديلات وخروجًا عن القضايا التي جرى التوافق عليها مع الدول العربية المشاركة، وجاءت بصيغة أمريكية–إسرائيلية خالصة.'
وأكد، أنه 'تمت مشاورتنا في الرد المقدم للوسطاء، وكان موقفنا تأييد المقترح، ودعمنا الرد الذي قدمته حركة حماس، خاصة ما يتعلق بوقف العدوان وتحسين الأوضاع الحياتية لقطاع غزة، وموقفنا في الحوارات حول مقترح وقف إطلاق النار ارتكز على ضرورة وقف الحرب في غزة، وإدخال المساعدات، وحماية شعبنا من التهجير ووقف المجازر'.
وذكر، أن 'هناك قضايا سياسية تحتاج إلى نقاش جاد ضمن رؤية وطنية موحدة تنهي الانقسام، لا سيما الملفات التي تتضمن ثغرات خطيرة مثل فصل الضفة عن غزة وتصفية القضية الفلسطينية.'
فيما طالب الدول العربية بدعم الموقف الفلسطيني في المفاوضات لحماية القضايا السياسية استنادًا إلى القرارات الدولية والاعترافات بالدولة الفلسطينية.