اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
ينشغل العديد من المفكرين في حساب النقاط لمعرفة نتيجة من انتصر ومن انهزم في حرب غزة . وهذا منطق عقيم اذا لا ينتصر أي طرف في هذه الحرب المجرمة، وانما يجب القول انه في حال انتهت الحرب اننا خرجنا من حقبة وندخل حقبة جديدة .
في حال نجحت خطة ترامب لوقف الحرب على غزة ، فان هذا سيؤدي تلقائيا وفوريا لتغيير الحكم في السلطة في الضفة الغربية وفي إسرائيل قبل قطاع غزة . لان استحقاق الانتخابات سوف يقلب الموازين الداخلية الفلسطينية الإسرائيلية ويجعل من الصعب البقاء في المربع الذي بقيت فيه السلطات عشرين عاما الماضية .
خطة ترامب تقضي نصا وفعلا بخروج حماس من الحكم في قطاع غزة ، ولكنها تقضي أيضا الى تغيير الحكم في إسرائيل وفي السلطة وفي سوريا ولبنان واليمن وايران وربما اكثر من هذا .
إعادة الاعمار ورغم ان شركات رجل الاعمال المصري طلعت مصطفى تستطيع لوحدها ان تعيد بناء ما هدمه الاحتلال. باتت معقدة بشكل يربط الكارتيلات وكبرى الشركات العالمية، مع الحكومات الوظيفية في مع بقايا الاستعمار القديم بالاستعمار الجديد، مع الكومبرادور الفلسطيني الذي ينتظر حصة من العطاءات الشكلية، مع المال السياسي مع الجوع . ونأمل ان تتم عملية إعادة الاعمار بسرعة بعيدا عن الابتزاز وتحت إدارات نظيفة قادرة على حفظ كرامة المواطنين .
إعادة اعمار ما هدمه الاحتلال في الضفة الغربية لم يأت احد على ذكره رغم ان الاحتلال هدم مخيمات كاملة ودمر مساحات هائلة وقطع عنها أسباب الحياة .
الوضع الداخلي الفلسطيني والإسرائيلي سوف يتأثر مباشرة وبشكل حاد بنهاية الحرب اذا انتهت . وسوف تسقط قلاع وتهرب خيول وتهتز جبال بشكل عنيف. ويثبت التاريخ كل مرة ان الجماهير لا تنتخب مرة أخرى امراء الحرب حتى لو قدموا انفسهم كمنتصرين .
المرحلة القادمة لن تكون مرحلة ظهور وجوه سياسية جديدة وحسب، بل ان اهم ما سوف يميز المرحلة القادمة هو البرامج السياسية الجديدة. فالبرامج القديمة استهلكت والجمهور الناخب يشعر بالإنهاك والتكرار والإحباط من نفس الكلام ونفس البرامج ونفس النتائج .