اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
خاص - شهاب
منذ بدء الإبادة الجماعية مطلع أكتوبر 2023، لم تترك آلة الحرب 'الإسرائيلية' شيئًا في قطاع غزة إلا واستهدفته. لكن ما لا يعرفه كثيرون، أن عدوان الاحتلال لم يقتصر على استهداف المدنيين والبنى السكنية، بل امتد ليشمل إبادة ممنهجة للحركة الرياضية الفلسطينية، في جريمة مركّبة تطال الإنسان والهوية والذاكرة الجماعية.
وتوقفت الحياة الرياضية في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهرًا، وباتت الملاعب التي كانت يومًا ما ساحة أحلام للأطفال والشباب، مجرد ركام أو مراكز إيواء للنازحين.
ووفق معلومات خاصة حصلت عليها (شهاب)، بلغ عدد شهداء المنظومة الرياضية الفلسطينية أكثر من 590 شهيدًا، بينهم ما يزيد عن 280 شهيدًا من لاعبي كرة القدم وحدهم.
آخر هؤلاء الشهداء كان اللاعب أحمد المفتي، قائد منتخب فلسطين ونادي شباب جباليا للكرة الطائرة، الذي ارتقى يوم الخميس الماضي، وقد سبقه بيومين عبد الله مازن حويلة، لاعب نادي خدمات جباليا، ومصطفى ميط، لاعب نادي المصدر.
وانضم هؤلاء النجوم إلى قائمة طويلة من الرياضيين الذين ودّعتهم الملاعب الغزية تحت القصف، أبرزهم: الكابتن هاني المصدر – مدرب المنتخب الأولمبي الفلسطيني، محمد بركات – لاعب المنتخب الوطني، شادي أبو العراج – حارس منتخب كرة القدم الشاطئية، محمد خليفة – لاعب منتخب الشباب، ذيب حسين – بطل العرب في مصارعة الذراعين.
في حديث خاص لـ(شهاب)، قال مصطفى صيام، الأمين العام للاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي: 'منذ السابع من أكتوبر، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحركة الرياضية بكل مكوناتها. وقد دمّرت نحو 80% من البنية التحتية الرياضية، بما يشمل الملاعب، الأندية، مقرات الاتحادات الرياضية، اللجنة الأولمبية، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة'.
وأضاف صيام: 'تم تدمير ملاعب: بيت حانون الرياضي، فلسطين، اليرموك، المدينة الرياضية، بيت لاهيا، التفاح، بالإضافة إلى استاد خانيونس وملعب الدرة الذي تحوّل إلى مركز إيواء. فيما لا يزال مصير ملعب رفح مجهولًا نتيجة الاجتياح'.
وتابع: 'المقرات الرسمية، مثل اتحاد الكرة ومقر اللجنة الأولمبية، رغم كونها محميّة بموجب القانون الدولي، استُهدفت ودُمّرت أيضًا. وعدد الشهداء من الرياضيين تجاوز 590 شهيدًا، بينهم أكثر من 280 لاعب كرة قدم'.
وأشار إلى أن 'المنظومة الرياضية في غزة انهارت بالكامل، وضاع مستقبل آلاف اللاعبين، مما دفع بعضهم لمغادرة القطاع إلى دول عربية، خاصة مصر، لاستكمال مسيرتهم الرياضية'.
وأوضح أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تواصل مع الاتحاد الدولي (FIFA) للمطالبة بطرد 'إسرائيل' وتجميد عضويتها، لكن الطلب أُحيل إلى لجان ولم يُبت فيه، على عكس ما حدث بسرعة مع روسيا خلال حرب أوكرانيا.
وختم صيام حديثه قائلًا: 'حتى كرة السلة، اللعبة الثانية شعبيًا بعد كرة القدم، لم تسلم. أندية بارزة مثل خدمات البريج وخدمات المغازي تعرّضت للقصف، وتم استهداف عدد من لاعبي كرة اليد والطائرة، ومقرات الأندية'.
ورغم استهداف الرياضيين والمنشآت الرياضية المحمية بموجب الاتفاقيات الدولية، لم يتلقَّ الفلسطينيون أي استجابة جدية من الاتحاد الدولي لكرة القدم أو اللجنة الأولمبية الدولية، ما يكشف ازدواجية المعايير في التعاطي مع القضايا الحقوقية. وفق مراقبون.
وأصبحت الرياضة في غزة بلا ملاعب، بلا جمهور، وبلا أمل، وسط صمت دولي مخزٍ ومؤسسات رياضية عالمية اختارت التواطؤ بالصمت. لكن، كما اعتاد الفلسطينيون، فإن إرادة الصمود لا تُقهر، وستعود الكرة لتدور يومًا ما في شوارع غزة، مهما طال العدوان.