اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
الجزائر - شهاب
قال الخبير العسكري والاستراتيجي ،الدكتور أحمد ميزاب، إن اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران و الكيان الإسرائيلي لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة رسائل سياسية وعسكرية متبادلة، كان أبرزها استهداف قاعدة العديد الأميركية في قطر، ما شكّل لحظة أعادت رسم ملامح الصراع في المنطقة، وكرّست معادلة ردع جديدة لصالح طهران.
وأشار ميزاب في تصريح لوكالة شهاب للأنباء، إلى أن إيران اختارت إنهاء الجولة من التصعيد وهي في موقع قوة، دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن طهران أرادت إيصال رسالة واضحة مفادها، 'بإمكاننا ضرب عمق المصالح الأميركية إذا تمادت واشنطن أو الكيان الإسرائيلي'.
وشدد ميزاب على أن وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الصراع، بل يشكل لحظة لإعادة ضبط القواعد، إذ باتت إيران طرفاً يصعب تجاوزه، بعد أن صمدت تحت الضغط وردّت مباشرة من أراضيها باستخدام أسلحة متطورة، أبرزها صواريخ بعيدة المدى ومسيرات دقيقة، دون أن تتعرض لأي ضربة أميركية ساحقة كما كان متوقعًا.
وأكد أن الكيان الإسرائيلي خرج دون تحقيق كامل أهدافه من هذه الجولة، بعد أن فقد جزءاً من تفوقه الردعي، وفشل في جرّ إيران إلى حرب شاملة، واضطر إلى التعامل مع جبهات متعددة في آن واحد، وسط قصور استخباراتي في رصد تحركات إيران العسكرية بالكامل، بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ.
أما الولايات المتحدة، فرأى ميزاب أنها بدت في موقع المرتبك، وتحاول احتواء التصعيد بدل أن تقوده، وقال إن 'استهداف قاعدة العديد في قطر وجّه رسالة لواشنطن، التي بدت مترددة في التصعيد لأسباب تتعلق بانخراطها في الحرب الأوكرانية، وقلقها من تفجير الجبهة الآسيوية مع الصين'.
تحوّل استراتيجي
واعتبر ميزاب أن صمود إيران يُعد انتصارًا استراتيجيًا، ليس لأنها هزمت خصومها عسكريًا، بل لأنها فرضت واقعًا جديدًا: إيران ترد من أراضيها ولا تُقصف، وهذا بحد ذاته تحوّل كبير في موازين القوى.
وأشار إلى أن المعركة تحوّلت الآن إلى مواجهة سياسية مدعومة بالقوة العسكرية، إذ يتحرك كل طرف على طاولة التفاوض وهو في وضع استنفار، يفاوض بإحدى اليدين ويُبقي الأخرى على الزناد.
وحول ملف تخصيب اليورانيوم، أكد ميزاب أن إيران باتت تنظر إليه كأداة سيادية واستراتيجية للردع، ولن تتراجع عنه في أي مفاوضات مقبلة، لأن أي تنازل الآن سيُقرأ كضعف ويهدد مصداقية الردع التي بنتها على مدى سنوات.
انعكاسات على غزة:
وفي ما يتعلق بقطاع غزة، قال ميزاب إن وقف إطلاق النار بين إيران و الكيان الإسرائيلي وإن كان تأثيره غير مباشر، إلا أنه أضعف الموقع الاستراتيجي للكيان، وقلّص قدرته على المناورة، في ظل تراجع الغطاء الدولي وازدياد الإنهاك الداخلي.
وأوضح أن هذا التطور لن ينهي الحرب على غزة فوراً، لكنه قد يُسرّع الضغوط لفرض وقف شامل لإطلاق النار، مضيفاً أن إيران ستبقي على جبهة غزة ورقة ضغط تفاوضية ضمن الصراع الأوسع، دون تصعيد منفرد أو غير محسوب.