اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣١ كانون الثاني ٢٠٢٥
أكد محللون أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن تتأثر باغتيال قادتها السياسيين والعسكريين في معركة 'طوفان الأقصى'، مشيرين إلى أن الإعلان عن استشهاد قائد جناحها العسكري محمد الضيف يعد مؤشرًا على قوة الحركة.
وقال الخبير في الشؤون 'الإسرائيلية' مهند مصطفى، إنّ 'إسرائيل' أرادت من عمليات الاغتيال تاريخيًا تحقيق أمرين هما: زرع نوع من نشوة الانتصار لقتل قيادات فلسطينية، ومحاولة رسم صورة من الانتصار.
وشدّد مصطفى على أن الاغتيالات لم تغير من الواقع الإستراتيجي والظروف الميدانية، ولم تغيّر من فاعلية حماس وقدرتها على المواجهة مع 'إسرائيل'، مشيرًا إلى أنَّ إعلان أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام عن ارتقاء القائد الضيف ورفاقه يظهر كأن المعركة قد انتهت.
وأوضح أنَّ إعلان حماس الرسمي أظهر استمرار الحركة بالقتال وقدرتها على إدارة المعارك برغم اغتيال قادتها، ويفنِّد من جديد مزاعم 'تل أبيب' حول تمكنها من تفكيك القسام وإضعاف الحركة.
وأكد مصطفى، أن فكرة استثمار 'إسرائيل' للاغتيالات المتكررة والنابعة من نزعة انتقامية 'لم تنجح، فحماس تتطور رغم اغتيال قادتها'.
ومن جهته، قال الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، إن خير المعارك التي يقتل فيها قائدها، مشيرا إلى أن الرجل عاش 23 عاما من دون أن تكون له صورة واضحة.
وأكد أن الضيف كان شخصية مركزية بكتائب القسام، مستدلًا بقراره قصف تل أبيب ردًا على اغتيال نائبه أحمد الجعبري عام 2012، إلى جانب إطلاقه شرارة معركة سيف القدس عام 2021، إذ انتقل فيها عمل المقاومة من الدفاع إلى الهجوم.
وكذلك، قاد معركة 'طوفان الأقصى'، والتي وصفها زياد بالمعركة الأعظم في تاريخ الشعب الفلسطيني، واستشهد فيها الضيف إلى جانب نصف قادة المجلس العسكري العام لكتائب القسام.
ولفت زياد إلى أن الضرر المتوقع بشأن اغتيال هذه القيادات 'من المفترض أنه قد وقع خلال المعركة'، منوهًا إلى أن 'حماس نجحت في ملء الفراغ'.
وأعرب زياد عن قناعته أنَّ ما خسرته القسام من قادة وعناصر لا يتعدى 20% من قدرتها ومخزونها البشري، مؤكدًا ثبات مقاتلي القسام عندما يسمعون استشهاد كبار القادة في الميدان.
وبدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة إن عمليات الاغتيال التي طالت قادة حماس جاءت بعدها بشخصيات قوية وذكية، مشيرًا إلى أن الجيل القادم سيبنى على ما تركه قادة حماس من موروث.
ولفت إلى أن الأيام الأخيرة من معركة طوفان الأقصى أظهرت طريقة قتال مذهلة للقسام مثلما بدأت في بداية المعركة.
واستدل باغتيال الاحتلال سابقا قائد القسام صلاح شحادة وعددًا من أبرز القادة العسكريين مثل يحيى عياش وعماد عقل وأحمد الجعبري ورائد العطار، ولم يؤثر ذلك على قوة حماس وأدائها وتطورها.
في هذا الإطار، قال إن حماس أكثر حركة وطنية قدمت شهداء من كبار قادتها السياسيين والعسكريين وخاصة في الحرب الأخيرة.
واستدل باستشهاد كبار القادة السياسيين في الحركة مثل اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بالعاصمة الإيرانية طهران، واستشهاد يحيى السنوار في رفح جنوبي قطاع غزة، ونائب المكتب السياسي للحركة صالح العاروري الذي اغتيل في ضاحية بيروت الجنوبية.
وشدَّد الحيلة على أن حماس لا تزال تمتلك قدرة كبيرة على تعويض كبار قادتها، مرجعا ذلك إلى مصداقيتها، ولكونها تعبر عن روح الشعب الفلسطيني، وهو ما أدركه الاحتلال بأن هذه الحركة فكرة لا يمكن هزيمتها.
وأمس الخميس، أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة استشهاد قائد هيئة أركان القسام محمد الضيف، وعدد من القادة البارزين، خلال معركة 'طوفان الأقصى'.
وقال أبو عبيدة، في كلمة مصورة: 'نزف إلى أبناء شعبنا العظيم استشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف'. كما زفت القسام، مروان عيسى (نائب قائد أركان القسام)، غازي أبو طماعة (قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية)، رائد ثابت (قائد ركن القوى البشرية)، رافع سلامة (قائد لواء خانيونس).
وأشار إلى أنه سبق إعلان استشهاد قائد لواء الشمال أحمد الغندور، وقائد لواء المحافظة الوسطى أيمن نوفل، في أثناء المعركة.
وأوضح 'أبو عبيدة'، أن منظومة القسام لم تشهد فراغًا قياديًا ولو لساعة واحدة، مشددًا أن استشهاد القادة زاد من بسالة المجاهدين ودافعيتهم للقتال، واستمدوا القوة من عقيدتهم الراسخة، حيث 'القائد يخلفه ألف قائد'.