اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: اعتبر الصحفي الإسرائيلي رفيف دروكر في مقالة نشرها في صحيفة هآرتس أن ما يسمى خطة الـ21 نقطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ليست في الحقيقة خطة، بل مجرد 'وثيقة هاوية' مليئة بالشعارات والرؤى البعيدة عن أي إمكانية للتنفيذ.
وأوضح دروكر أن بعض البنود تتحدث مثلًا عن تحويل غزة إلى منطقة تجارة حرّة، أو بناء 'مدينة معجزة' على غرار الرياض أو الدوحة أو أبو ظبي، بل وحتى إطلاق عملية لـ'التأثير على الرأي العام' في غزة وداخل 'إسرائيل' من أجل إدراك مزايا السلام. لكنه شدّد على أن الوثيقة لا تتضمن أي تفاصيل عملية: لا خطوط انسحاب محددة لجيش الاحتلال، لا جدول زمني، ولا آلية واضحة لدخول القوة الدولية التي يُفترض أن تنشئها الولايات المتحدة ودول عربية. كذلك، لا تحدد من سيرسل الجنود أو ما هي صلاحيات تلك القوة.
في ما يخص بند نزع سلاح حماس من السلاح الهجومي، يرى دروكر أن الوثيقة لم تشرح كيف سيتم ذلك، ولا من سيتولى التفتيش أو دخول الأنفاق. حتى مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة غزة مشروطة بإصلاحات غير محددة، من دون ذكر من سيوافق عليها أو كيف ستُنفذ. بالنسبة له، هذا ليس مجرد هاوية بل 'شَعبَذة سياسية'، إذ أن الوثيقة منحازة تمامًا لإسرائيل وتحمل بصمات واضحة لوزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال رون ديرمر، وتعيد إنتاج منطق 'صفقة القرن' لكن بصيغة معدّلة.
يرى دروكر أن 'التنازلات' الإسرائيلية الواردة في الخطة نظرية ومؤجلة إلى أجل غير معلوم، بينما تحصل 'إسرائيل' فورًا على مكاسب ملموسة، مثل الإفراج الكامل عن الأسرى. أما القضايا الجوهرية، مثل إقامة الدولة الفلسطينية أو انسحاب الاحتلال، فهي مؤجلة إلى 'يوم ما' غير محدد. ولهذا يعتبر أن كل ما يُقال عن 'ضغط ترامب على نتنياهو' مجرد أوهام تهدف إلى إقناع دول عربية بأن الطرح متوازن، بينما في الحقيقة تلك الدول فهمت منذ القراءة الأولى أنه غير جاد.
بحسب المقال، حتى لو تحوّلت الوثيقة إلى خطة عملية، فستبقى هناك عقبة غير قابلة للتجاوز: اشتراط تفكيك حماس من كل قدراتها في بداية الاتفاق، بينما جيش الاحتلال لم ينسحب بعد، وبناءً فقط على ضمانة أمريكية لا تثق بها حماس أصلًا. وذكّر دروكر بأن الولايات المتحدة وعدت حماس سابقًا بمكافأة مقابل إطلاق سراح الأسير عَدن ألكسندر، لكنها لم تفِ بوعدها. لذا يشكك في إمكانية أن تنجح قطر في إجبار الحركة على القبول.
السطر الأكثر إثارة للانتباه – وفق دروكر – هو ما يتعلّق بفرضية رفض حماس للخطة، حيث تنص الوثيقة على أن 'إسرائيل' ستبدأ بنقل مناطق 'نظيفة من الإرهاب' إلى القوة الدولية. ويسأل: هل هناك بالفعل دولة مستعدة لإرسال جنودها إلى غزة؟ وهل توجد أصلًا مناطق يمكن تعريفها بأنها 'نظيفة من الإرهاب'؟.
استعاد دروكر تجربة المفاوضات السابقة، حيث لعب مبعوث ترامب ستيف ويتكوف دورًا في الضغط على نتنياهو للتنازل في نقطتين فقط، بينما تولّى فريق بايدن متابعة التنفيذ. لكنه خلص إلى أن ترامب وفريقه يملكون القوة لفرض بعض التفاهمات على نتنياهو، لكن من دون خبرة أو رؤية جدية لا يمكنهم تحويلها إلى واقع.
باختصار، يصوّر دروكر وثيقة ترامب كنسخة من 'صفقة القرن'، تركّز على مصالح الاحتلال المباشرة، وتفتقد لأي جدية أو إمكانية تنفيذية، فضلًا عن كونها تفترض استسلامًا مبكرًا وكاملًا من حماس، وهو ما لا يبدو ممكنًا.