اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكدت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأحد، أن أربعة مراكز توزيع للمساعدات الإنسانية أقامتها 'مؤسسة غزة الإنسانية' الإسرائيلية – الأميركية (GHF) في قطاع غزة توقفت بالكامل عن العمل، في ما اعتُبر إعلانًا غير رسمي عن فشل المشروع الذي روّجت له تل أبيب وواشنطن منذ مايو الماضي.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي في تقرير لمراسلها العسكري دورون كادوش، إن “مشروع مراكز التوزيع التابع للشركة الأميركية ينهار تدريجيًا من دون إعلان رسمي من إسرائيل”.
وأضافت أن “أربعة مراكز توزيع تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية توقفت اليوم عن العمل من دون أي تصريح رسمي من الجانب الإسرائيلي”.
وأشارت الإذاعة إلى أن أحد المراكز يقع في محور نيتساريم (مفرق الشهداء)، وهو الطريق الذي يفصل مدينة غزة عن وسط وجنوب القطاع، موضحة أن المركز أُغلق وتم تفكيكه بعد أن أصبح داخل منطقة لم تعد تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي الذي بدأ بالتراجع.
في المقابل، فإن المراكز الثلاثة الأخرى الموجودة في رفح (جنوب القطاع) ما زالت داخل مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي خلف ما يُعرف بالخط الأصفر، إلا أنه يُمنع على السكان الفلسطينيين دخولها، ما أدى فعليًا إلى توقفها عن العمل بالكامل.
أضافت الإذاعة العبرية أن “إسرائيل لا تعلن رسميًا عن فشل المشروع، لكنها تُقرّ ضمنيًا بأنه انتهى فعليًا، ومن غير المرجح أن تُعاد فتح المراكز الثلاثة في رفح”.
وبحسب الإذاعة العبرية، فإن حكومة الاحتلال ستستأنف اعتبارًا من الأحد إدخال نحو 600 شاحنة مساعدات إنسانية يوميًا إلى قطاع غزة بالطريقة القديمة، أي من دون استخدام مراكز توزيع مؤسسة 'GHF'، مشيرة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ الجمعة لم يتطرق إلى هذه المراكز ولم يحدّد مصيرها.
أظهر مقطع مصور محيط مركز توزيع المساعدات الأمريكي ـ الإسرائيلي وسط قطاع غزة وقد تحول إلى منطقة مهجورة محاطة بأسلاك شائكة وتلال رملية، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الموقع.
ووثق المقطع المصور، الذي التقط غرب شارع صلاح الدين في محور 'نتساريم'، خلو المكان من القوات الإسرائيلية بعد تفكيكها المركز وانسحابها شرقا.
ويظهر المقطع سياجا من الأسلاك الشائكة يحيط بالمركز الذي كان الجيش الإسرائيلي يستهدف فيه الفلسطينيين المنتظرين للحصول على المساعدات بالقصف والرصاص، إلى جانب تلال رملية أقامتها القوات خلال فترة سيطرتها.
ولم يتبق من هذا المركز، الذي حوله الجيش الإسرائيلي إلى مصيدة موت للفلسطينيين المجوعين، سوى ذكريات موجعة لأهال فقدوا أبناءهم وهم يبحثون عن لقمة العيش.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيّز التنفيذ الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (09:00 ت.غ)، بعد إقراره فجر اليوم ذاته من قبل حكومة الاحتلال.
كانت إسرائيل والولايات المتحدة قد أطلقتا في 27 مايو/أيار 2025 ما وُصف حينها بخطة لتوزيع مساعدات 'إنسانية محدودة' عبر مؤسسة تحمل اسم 'غزة هيومنيتاريان فاونديشن (GHF)'، وهي شركة أميركية أُنشئت خارج إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، في خطوةٍ أثارت منذ بدايتها شكوكًا واسعة داخل الأوساط الفلسطينية حول أهدافها الحقيقية.
وخلال فترة عمل تلك المراكز، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مرارًا الفلسطينيين المصطفّين لتلقّي المساعدات في محيطها، ما أدى إلى ارتقاء وإصابة آلاف المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وأثار ذلك اتهامات بأن المشروع لم يكن إنسانيًا كما رُوّج له، بل غطاءً لسياساتٍ عسكرية واقتصادية تهدف إلى إدارة المجاعة داخل القطاع لا إنهائها.
ويأتي انهيار المشروع اليوم في وقت تُتهم فيه إسرائيل، بدعمٍ أميركي مباشر، بارتكاب إبادة جماعية متواصلة ضد سكان قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفرت خلال عامين عن استشهاد أكثر من 67 ألفًا و682 فلسطينيًا وإصابة نحو 170 ألفًا و33 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء.
كما تسببت المجاعة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي في وفاة 463 فلسطينيًا بينهم 157 طفلًا، وفق معطيات رسمية صادرة عن الجهات الصحية المحلية في القطاع.
وما تزال إسرائيل تواصل احتلالها للأراضي الفلسطينية إلى جانب أجزاء من سوريا ولبنان، رافضةً الانسحاب منها أو السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس المحتلة، على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.