اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
بعد عامين من الحرب الشرسة التي عاشها سكان قطاع غزة، جاء اتفاق وقف إطلاق النار ليضع حدًّا لإحدى أخطر تداعيات العدوان الإسرائيلي، وهي سياسة التهجير القسري الواسع.
ومثّل وقف هذه السياسة أبرز إنجازات الاتفاق، إذ فتح الباب أمام عودة مئات آلاف النازحين إلى مناطقهم، رغم الدمار الهائل الذي خلّفه الاحتلال، ونسف بذلك مخططات قيادة دولة الاحتلال، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه المتطرفين، الرامية إلى تهجير السكان من القطاع.
وجاء الاتفاق الذي ساهم في وقف سياسة التهجير القسري نتيجة صمود أهالي قطاع غزة وضغط المقاومة الفلسطينية والمجتمع الدولي، حيث نصّ على احترام حق المدنيين في البقاء والتنقّل داخل قطاع غزة دون ملاحقة أو استهداف.
وبدأت بالفعل موجات العودة إلى شمال القطاع، لا سيما في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال، في مشاهد إنسانية مؤثرة تعكس تمسّك الفلسطينيين بأرضهم رغم فقدان المنازل ومقوّمات الحياة الأساسية.
كما مكّن الاتفاق من فتح بعض الطرق وتسهيل الحركة، ما أعاد الأمل لآلاف الأسر بالعودة إلى أحيائهم السكنية ومناطقهم الأصلية.
وأكد مراقبون أن وقف التهجير يجب ألّا يكون إجراءً مؤقتًا، بل مدخلًا لمحاسبة الاحتلال على جرائم الإبعاد الجماعي وحرمان المدنيين من المأوى.
وقال علي الأعور، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، إن اتفاق وقف إطلاق النار 'نسف كل مشاريع تهجير سكان قطاع غزة التي كان يخطط لها بنيامين نتنياهو بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إضافة إلى مشاريع الاستيطان التي روّج لها الوزراء المتطرفون في حكومة الاحتلال'.
وأوضح الأعور لـ 'فلسطين أون لاين' أن: 'الاتفاق نسف فعليًا مخططات نتنياهو حول قطاع غزة، وقد تعاملت حركة حماس بذكاء عندما وافقت على الاتفاق دون أن تمنح الاحتلال أي ذرائع جديدة لمواصلة عدوانه'.
وأضاف: 'لم يتمكن أحد من وقف التوحّش والإبادة الجماعية ضد سكان غزة وتدمير مقوّمات الحياة فيها — من الإنسان إلى المجتمع إلى الأبراج السكنية — إلا من خلال هذا الاتفاق'.
وأشار إلى أن نتنياهو 'لم يكن يسعى لتحقيق أي أهداف سياسية بقدر ما كان يريد الانتقام من الشعب الفلسطيني وتدمير قطاع غزة وقتل أكبر عدد من المدنيين'.
ووصف الأعور الاتفاق الأخير بشأن وقف الحرب على غزة بأنه 'حدث تاريخي'، مؤكدًا أنه سيضع حدًّا لسنواتٍ من القتل والدمار والمعاناة، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الأمل والبناء والتنمية وإعادة الإعمار في قطاع غزة.
ولفت إلى أن هذا الإنجاز جاء نتيجة جهود دولية مكثّفة، من أبرزها تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب الأدوار الفاعلة لكلٍّ من القاهرة والدوحة والتنسيق التركي، مشيرًا إلى أن هذا التعاون شكّل عاملًا حاسمًا في التوصل إلى الاتفاق.
وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب وعيًا فلسطينيًا وإقليميًا للحفاظ على هذا المكسب وضمان تنفيذه الكامل.
يُشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ فجر الجمعة، عقب مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي عليه.
وبموجب الاتفاق، أوقف الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، وبدأ بالانسحاب من عدد من المواقع التي تمركز فيها في مدينتي غزة وخان يونس، فيما ستقوم المقاومة بتسليم الجثث والأسرى خلال 72 ساعة، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار المتعدّد المراحل.