اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، يعيش السكان حالة من الترقب الحذر وسط تواصل الخروقات الإسرائيلية وإغلاق معبر رفح وتقليص المساعدات الإنسانية، ما أثار مخاوف من انهيار المرحلة الثانية من الاتفاق التي أعلن عنها في مؤتمر شرم الشيخ مؤخرًا.
وأوضح المحلل السياسي الدكتور سعيد أبو رحمة من قطاع غزة،أن الوضع الميداني ما زال هشًا رغم الهدوء النسبي، مشيرًا إلى أن سكان القطاع استقبلوا قرار وقف إطلاق النار بارتياح مشوب بالحذر، بعد شهور طويلة من القصف والتدمير والنزوح القسري. وأضاف أن توقف القصف أوقف كذلك مشروع التهجير الذي كان يهدد سكان القطاع، ما دفع كثيرين إلى العودة التدريجية إلى مناطقهم رغم الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والمباني السكنية.
وأكد أبو رحمةفيحديث خلال برنامج 'جولة الظهيرة' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000': أن مدينة غزة تحولت إلى منطقة منكوبة بالكامل، بعد أن دُمرت أحياء بكاملها مثل الشيخ رضوان والزيتون والشجاعية، حيث بدأت العائلات في نصب الخيام فوق الركام بحثًا عن مأوى مؤقت، في وقتٍ ما تزال فيه عمليات البحث عن الشهداء والمفقودين مستمرة في المستشفيات والمدارس والشوارع المدمرة.
وفيما يتعلق بمعبر رفح، أوضح المحلل السياسي أن استمرار إغلاقه ومنع تدفق المساعدات الإنسانية فاقم من الأزمة الإنسانية، مشيرًا إلى أن ما يدخل القطاع حتى الآن عبارة عن بضائع تجارية ومواد كمالية لا تلبي الحاجات الأساسية، بينما تبقى المواد الغذائية والتموينية في حدها الأدنى. وقال إن الاحتلال يستخدم ذريعة تبادل الجثامين كحجة لتبرير خروقاته، لافتًا إلى أن حماس سلمت بالفعل أربعة جثامين لإسرائيليين، بينما سلّم الاحتلال قبل أيام أكثر من 45 جثمانًا لشهداء فلسطينيين دون الكشف عن هويات معظمهم.
ويرى أبو رحمة أن الاحتلال يحاول من خلال هذه الخروقات تقويض الاتفاق وفرض واقع جديد على الأرض، حيث يواصل السيطرة على ما يقارب 53% من مساحة القطاع، بعد أن كانت نسبة السيطرة خلال الحرب تصل إلى 80%. كما أشار إلى أن استمرار القصف والاعتقالات اليومية وعمليات التوغل في مناطق مثل الشجاعية والزيتون، كلها مؤشرات على أن الاحتلال لا يزال يمارس سياسة الضغط والابتزاز.
وفي سياق داخلي، تحدث أبو رحمة عن التحديات الأمنية التي تواجهها حركة حماس بعد الحرب، موضحًا أن انتشار عناصرها في شوارع غزة جاء لضبط الفوضى التي تفاقمت في أعقاب الدمار الكبير وغياب الأمن، مؤكدًا أن بعض المناوشات التي حدثت بين مجموعات مسلحة وأفراد من عائلات لا تعبر عن صراع داخلي منظم، بل عن فراغ أمني يحتاج إلى تدخل وجهاء المجتمع وأهل الحكمة لاحتوائه.
أما بخصوص المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تتضمن بندًا حساسًا يتعلق بجمع سلاح الفصائل الفلسطينية، فقد أشار المحلل السياسي إلى أن هذا الملف يعد من أخطر القضايا المطروحة، ويتطلب ضمانات دولية وإقليمية من الأطراف الضامنة مثل مصر وقطر وتركيا، إضافة إلى الولايات المتحدة. وأكد أن نزع سلاح الفصائل لا يمكن تحقيقه إلا بوجود سلطة فلسطينية موحدة وسيادة كاملة للدولة الفلسطينية، معتبرًا أن وجود الاحتلال هو الدافع الأساسي لامتلاك السلاح.
وشدد على أن أخطر ما يهدد المرحلة المقبلة هو ربط ملف الإعمار بملف السلاح، مشيرًا إلى أن العديد من الدول تربط تقديم الدعم وإعادة الإعمار بشروط سياسية، وهو ما قد يؤدي إلى تعطيل الجهود الإنسانية وتأخير عودة الحياة إلى طبيعتها. وبيّن أن أكثر من نصف مليون وحدة سكنية دُمرت جزئيًا أو كليًا، ما يترك مئات الآلاف من العائلات دون مأوى في ظل دخول فصل الشتاء.
وفي ختام حديثه، دعا الدكتور سعيد أبو رحمة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه قطاع غزة، وتقديم الدعم اللازم دون شروط أو قيود سياسية، مؤكدًا على أهمية الدور المصري والأردني في منع التهجير ودعم استقرار القطاع، إلى جانب توحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات المقبلة.
وقال في ختام تصريحه: 'غزة اليوم لا تحتاج فقط إلى المساعدات، بل إلى كرامة وحق في الحياة تحت سيادة فلسطينية موحدة، تضمن الأمن والاستقرار بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار.'
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: