اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٩ أب ٢٠٢٥
شهدت أحياء الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة ليلةً عنيفة تحت قصف مدفعي 'إسرائيلي' متواصل حتى الفجر، ترافق مع تحليق مكثّف لطائرات 'كواد كابتر' التي أطلقت الرصاص بكثافة في شارع الثلاثيني ومنطقة المغربي، ومحيط مدارس الرمال الغربي والشيخ عجلين.
وأفادت مصادر محلية، بأنَّ دبابات الاحتلال تقدَّمت إلى محيط مدرسة الصبرة وشارع 8، وأقامت استحكامات نارية، فيما قصفت المدفعية الأحياء الشرقية لمخيم جباليا وحي التفاح مع سماع أصوات تحرك الآليات.
وذكرت المصادر أنه لم تُعرف وجهة التوغل البري في الصبرة والتفاح، والأهالي أبلغوا عن وجود شهداء وجرحى في محيط أبو شريعة بالصبرة، وعائلات ما زالت محاصرة داخل منازلها دون قدرة على الخروج.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل، أنَّ ما يجري في حي الزيتون عملية إبادة، مشيرًا إلى أنَّ قوات الاحتلال تستخدم الروبوتات في تفجير المساكن بالحي، وتواصل ارتكاب المجازر وقصف البنايات المأهولة بالسكان.
وأوضح بصل أنَّ طواقم الدفاع المدني لا تستطيع التعامل مع المصابين في حي الزيتون، مضيفًا أنه 'لم يعد لسكان مدينة غزة أي مكان للنزوح إليه، ولا مقومات حياة في مدينة غزة ونحن أمام واقع صعب وكارثي'.
ومن جهته، قال المحامي راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إنَّ “حي الزيتون من أقدم أحياء مدينة غزة وأكثرها اكتظاظًا بالسكان. لطالما كان هدفًا للهجمات الإسرائيلية، إذ تعرض للقصف والاقتحامات البرية المتكررة منذ بداية الحرب.
وأشار الصوراني إلى أنَّ ما حدث في الحي يكشف عن سياسة إسرائيلية واضحة تقوم على القضم المتدرج والتدمير الشامل، حيًا تلو الآخر، حتى تُخلى مدينة غزة كاملة من سكانها. الوحشية والعنف وعمق التدمير في الزيتون دفعا إلى نزوح جماعي، وسط حالة خوف وذعر غير مسبوقة بين السكان.
وأضاف، أنَّ 'الخشية الكبرى أن يكون هذا المشهد مقدمة لتركيز سكان القطاع في نطاق جغرافي محدود جنوب القطاع يتعرض للقصف المستمر، تمهيدًا لتهجيرهم القسري خارج الحدود. بهذا يصبح حي الزيتون نموذجًا صارخًا للمرحلة القادمة في خطة الاحتلال لتفريغ غزة من سكانها”.
ووفق متابعة طاقم المركز، فقد بدأت قوات الاحتلال يوم الاثنين الموافق 11/8/2025، هجومًا بريًّا في حي الزيتون، بالتزامن مع هجمات جوية مكثفة على المنازل إلى جانب تفجير روبوتات مفخخة في الأحياء السكنية. وجاء ذلك بعد 5 أيام من إصدارها أوامر إخلاء غير قانونية لسكان الحي1، الذي يعد من أقدم أحياء مدينة غزة، وأكثرها اكتظاظا بالسكان الذين يقدر عددهم بنحو 110 آلاف نسمة.
ولم يتوقف خلال هذه الأيام قصف المنازل والشوارع في الحي. وفي 15/8/2025، أعلنت قوات الاحتلال رسميًّا أن قوات الفرقة 99 وقوات لواء الناحال واللواء 7 تحت قيادة الفرقة 99 بالعمل في الأيام الأخيرة في منطقة الزيتون على أطراف مدينة غزة.
وعلى مدار الأيام الماضية، عملت قوات الاحتلال على تعميق هجومها البري في الحي بعد تهجير سكانه، وسكان الأحياء المجاورة له، نتيجة القصف العشوائي ونداءات الإخلاء التي توجهها الطائرات المسيّرة التي تطلقها تلك القوات. كما وصلت آليات الاحتلال حتى شارع (8) وتمركزت في محيط منطقة المصلبة ومسجد علي وصالة النجوم، ونفذت عمليات نسف وهدم واسعة طالت المئات من المنازل والمنشآت والأعيان المدنية بما فيها المدارس التي كانت عرضة للقصف والتدمير، وسط قصف متواصل استهدف الأطراف الغربية والشمالية للحي.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و4 شهداء، و156 ألفا و230 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 263 شخصا، بينهم 112 طفل.

























































