عوارض تنذرك بالمعاناة من اضطراب الغدة الدرقية

لا تظهر أعراض اضطراب الغدة الدرقية فجأة، إنّما تدريجيًّا، حيث تكون في البداية كتغيّرات طفيفة في الطاقة أو المزاج أو ملمس الجلد، ثمّ كاضطرابات ملحوظة في الوزن وتنظيم درجة الحرارة والتمثيل الغذائيّ. وفي معظم الحالات، يتطوّر اختلال توازن الغدة الدرقيّة تدريجيًا، مما يجعل من السهل تجاهله حتى يبدأ الجسم في إرسال إشارات استغاثة أقوى.

ما هو اضطراب الغدة الدرقية؟

الغدة الدرقية هي غدة صغيرة تقع في أسفل الرقبة، وهي مسؤولة عن إنتاج هرمونات، أهمّها الثيروكسين (T4)، وثلاثي يودوثيرونين (T3)، وتُنظم كيفيّة استخدام كل خلية في الجسم للطاقة. عندما تُنتج هذه الغدة كميات زائدة أو قليلة من هذه الهرمونات، يتغيّر إيقاع الأيض في الجسم بأكمله، ويُسرّع فرط نشاط الغدة الدرقية وظائف الجسم، بينما يُبطئها قصورها. تُشكل هذه الاختلالات، التي غالبًا ما تكون ناجمة عن تفاعلات مناعية ذاتية أو مشاكل هيكلية في الغدة، أساس اضطرابات الغدة الدرقية.

أعراض اضطراب الغدة الدرقية

تختلف عوارض الغدة الدرقية، وفور ملاحظة المعاناة من أي منها بشكل مستمرّ، عليك فورًا زيارة الطبيب، ومن أبرزها:

1- الإرهاق واكتساب الوزن:

عندما تُنتج الغدة الدرقية كميات غير كافية من هرموناتها، يتباطأ أيض الجسم بشكل كبير. مع انخفاض مستويات هرموني T3 وT4، تُنتج الخلايا طاقة أقل، مما يؤدي إلى تعب مستمر وعدم القدرة على حرق السعرات الحرارية بكفاءة. ونتيجة لذلك، قد يحدث زيادة في الوزن حتى مع ثبات عادات الأكل. تُعد هذه من أوائل وأكثر علامات قصور الغدة الدرقية شيوعًا.

٢- تسارع ضربات القلب وفقدان الوزن:

عندما تُفرط الغدة الدرقية في نشاطها، تُفرز كميات زائدة من الهرمونات التي تُسرّع عمل جميع أجهزة الجسم. يضخ القلب الدم بشكل أسرع، ويتسارع أيض الدم، ويحرق الجسم الطاقة بمعدلات عالية بشكل غير طبيعي. قد يُسبب هذا فقدانًا غير مقصود للوزن، وتسارعًا في نبضات القلب، وارتعاشًا في اليدين، وحتى القلق أو الأرق، وهي أعراض شائعة لفرط نشاط الغدة الدرقية.

3- تساقط الشعر وجفاف البشرة:

تؤدّي هرمونات الغدّة الدرقية دورًا أساسيًّا في تجديد الخلايا والحفاظ على صحّة بصيلات الشعر وأنسجة الجلد. فعندما تنخفض مستويات الهرمونات، تتباطأ عمليّة الأيض، الأمر الذي يقلّل من إنتاج الزيوت في الجلد ومن تدفّق الدم، فيتباطأ نموّ الشعر، مما يؤدي إلى تقصفه وتساقطه. وبالمثل، يفقد الجلد رطوبته ومرونته الطبيعية، ويصبح جافًا وخشن الملمس.

4- الحساسية للحرارة:

تعمل الغدة الدرقية كمنظّم حرارة للجسم. فعندما يضعف أداؤها، يكافح الجسم لتوليد حرارة كافية، مما يجعله حسّاسًا للبرد بشكل غير طبيعيّ، وعندما يكون نشاطها مفرطًا، فإنّ مستويات الهرمونات الزائدة تسبب فرط إنتاج الحرارة، مما يجعل الأفراد غير قادرين على تحمل البيئات الدافئة.

5- التقلّبات المزاجيّة

تؤثّر هرمونات الغدّة الدرقيّة بشكل مباشر على كيمياء الدماغ، وخاصةً مستويات السيروتونين والدوبامين. فعندما تبطئ الغدة الدرقية، تتراجع العمليات العقلية، ممّا يؤدّي إلى صعوبة التركيز والنسيان والشعور بالاكتئاب. أمّا عندما ترتفع مستويات الهرمونات بشكل مفرط، قد تكون النتيجة زيادة القلق والانفعال وصعوبة النوم.

6- تضخم الغدة الدرقية:

غالبًا ما يشير التورم الواضح في قاعدة الرقبة إلى تضخم الغدة الدرقية. وقد يحدث هذا في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية وقصورها، حيث تعمل الغدة بجهد أكبر لموازنة إنتاج الهرمونات. علميًا، يحدث التضخم بسبب التحفيز المفرط للهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH)، مما يدفع الغدة إلى النمو في محاولة لاستعادة وظيفتها الطبيعية.

طرق علاج اضطراب الغدة الدرقيّة

إنّ التخفيف من حدّة أعراض اضطراب الغدة الدرقية وعلاجها يشمل طرقًا مختلفة يصف لك الطبيب أفضلها لك، وفقًا لحال العوارض. ومن أبرز العلاجات:

1- العلاج بالهرمونات البديلة:

في حالة قصور الغدة الدرقية، تساعد هرمونات الغدة الدرقية الاصطناعية على استعادة مستويات الهرمونات الطبيعية.

2- أدوية مضادة للغدة الدرقية:

تُستخدم لتقليل إنتاج الهرمونات في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية وداء جريفز.

3- العلاج باليود المشع:

يستهدف خلايا الغدة الدرقية مفرطة النشاط، مما يُقلل نشاط الغدة تدريجيًا.

4- الجراحة (استئصال الغدة الدرقية):

يُنصح بها في الحالات الشديدة، أو العقيدات، أو عند فشل العلاجات الأخرى.

5- دعم نمط الحياة:

يُساعد اتباع نظام غذائي متوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وإدارة التوتر على استقرار وظائف الهرمونات ودعم التعافي.