اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
حذر مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة، علاء سكافي، من خطورة الأوضاع التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن هذه الأوضاع 'غاية في السوء' نتيجة السياسات الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم، وخاصة على الصعيدين الصحي والمعيشي.
وأوضح سكافي لصحيفة 'فلسطين' أمس، أن سلطات الاحتلال تمعن في حرمان الأسرى من الطعام الكافي والمناسب، وتمنع عنهم الرعاية الطبية والعلاج الضروري، في ظل تزايد واضح في عدد الحالات المرضية داخل السجون، وخصوصا مع تفشي مرض الجرب (الاستايبوس) في عدد من السجون أبرزها سجن النقب الصحراوي ومعسكر عوفر.
وأضاف أن جميع السجون باتت مهددة بانتشار هذا المرض الجلدي المعدي، في ظل غياب النظافة ومنع الأسرى من الاستحمام المنتظم، إلى جانب رفض إدارة السجون إدخال مواد النظافة والمعقمات والملابس النظيفة.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تستخدم تفشي الأوبئة والأمراض الجلدية كأداة تعذيب وقمع ممنهج، من خلال الامتناع عن تقديم العلاج ومنع إدخال مواد التنظيف، في ظل بيئة مكتظة وغير صحية، ما يشكّل تهديداً مباشراً على حياة الأسرى وسلامتهم الجسدية.
وأضاف سكافي أن الأوضاع داخل السجون تتفاقم أيضاً بسبب الاقتحامات المتكررة التي تنفذها وحدات القمع الخاصة المدججة بالسلاح والكلاب البوليسية والهراوات، والتي تستهدف الأقسام والغرف في ساعات الليل، ما يتسبب بإصابات متكررة في صفوف الأسرى، ويؤدي إلى توتر دائم داخل المعتقلات.
ولفت إلى أن العديد من الأسرى يُحتجزون في ما تُعرف بـ'عيادة سجن الرملة'، التي تفتقر لأدنى مقومات الرعاية الطبية، وخاصة قسم 'نتيسان' الذي يضم معتقلين مرضى وجُرحى تم اعتقالهم بعد إصابتهم خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث جرى نقلهم من مستشفيات الشفاء وناصر وكمال عدوان، ليتحولوا لاحقاً إلى أسرى يعانون الإهمال والحرمان من العلاج.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير أفادت في بيان مشترك، أنهما تلقيا رداً رسمياً من سلطات الاحتلال يؤكد استشهاد الأسير عمرو عودة (33 عاماً) من غزة، والذي ارتقى في 13 ديسمبر/كانون الأول 2023 داخل معسكر 'سدي تيمان' سيّئ السمعة، عقب اعتقاله وأفراد عائلته خلال الاجتياح البري لقطاع غزة. ويُعتبر هذا السجن من بين أسوأ مراكز الاحتجاز الإسرائيلية من حيث المعاملة والظروف.
ومع استشهاد عودة، يرتفع عدد الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال منذ بدء الإبادة في غزة إلى 70 أسيراً على الأقل، بينهم 44 من قطاع غزة تم التأكد من هوياتهم، في حين لا تزال هوية بقية الشهداء قيد التحقق نتيجة استمرار سياسة التعتيم الإسرائيلي.
وأكد سكافي أن هذه الأرقام تعكس تصعيداً خطيراً في استهداف الأسرى، وتكشف حجم الجرائم المرتكبة بحقهم، لافتاً إلى أن ما يجري داخل السجون 'انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والإنسانية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف التي تضمن حق الأسرى في الرعاية الصحية والمعاملة الكريمة'.
ودعا مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل للضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، وتوفير الحماية لهم، وضمان الحد الأدنى من حقوقهم المشروعة التي يكفلها القانون الدولي.