اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٧ حزيران ٢٠٢٥
تسببت حرب الإبادة التي تشنها (إسرائيل) على قطاع غزة، منذ 20 شهرًا، في تدمير شبه كامل لقطاع الرياضة، ما وضع مستقبل المئات من اللاعبين والحكّام والمدرّبين في مهبّ الريح.
وتوقف النشاط الرياضي في فلسطين بالكامل بعد السابع من أكتوبر 2023، إثر حرب عدوانية إسرائيلية واسعة، دمّرت كل شيء تقريبًا، وقتلت وجرحت واعتقلت نحو 180 ألف غزي.
وتسببت الحرب المستمرة في ابتعاد مئات الرياضيين عن الملاعب، التي دمّر الاحتلال معظمها وتحولت إلى مراكز إيواء، ما يعني أنها بحاجة إلى سنوات طويلة لإعادة بنائها وترميمها، في حال توقفت الحرب.
وقد ألقى تدمير البنية التحتية الرياضية بظلاله الثقيلة على مستقبل اللاعبين والمدربين والحكام، فتوقفت مسيرة المئات منهم، في ظل صعوبة عودة النشاط الرياضي في المستقبل القريب.
اللاعب حمادة صالح (28 عامًا)، نجم فريق الأهلي الفلسطيني، توقف عن اللعب منذ عامين. وهو أحد أمهر لاعبي الكرة وأفضل صانعي اللعب في قطاع غزة. واليوم، يبدو أنه سينقطع عن الملاعب إلى الأبد، بسبب استحالة استئناف المسابقات الرياضية في الظروف الحالية.
وأكد صالح في حديثه لـ 'فلسطين أون لاين' أن الحرب دمرت مستقبله الكروي، وأوقفت مسيرته في منتصف الطريق، بعدما كان يخطو بثبات نحو النجومية، بل وأوقفت أيضًا مصدر رزقه الوحيد.
وأضاف: 'الحرب أوقفت اللعب، وأوقفت الطموح. هناك لاعبون من جيلي غادروا غزة ويلعبون في الدوريات العربية، وهم اليوم ضمن صفوف منتخب فلسطين. أما هنا، فقد توقفت الحياة تمامًا'.
وأوضح صالح أنه من الصعب على أي لاعب، بعد انقطاع لعدة سنوات، أن يعود إلى مستواه السابق، خاصةً إذا كان في نهاية عمره الكروي، مشيرًا إلى أن 'الحرب لم تنتهِ بعد، ومستقبل الرياضة بات مظلمًا للغاية'.
من جهته، أعلن الحكم محمود أبو حصيرة (43 عامًا) انتهاء مسيرته التحكيمية رسميًا، بسبب إصابة تعرض لها خلال الحرب، إضافة إلى تقدّمه في السن، ما جعله غير قادر على العودة لممارسة التحكيم مجددًا.
وقال أبو حصيرة لـ 'فلسطين أون لاين': 'مستقبل الرياضة في غزة غامض. لم نمارسها منذ عامين. هناك ضعف شديد في التغذية بسبب قلة الطعام والشراب، وليس من السهل العودة إلى الملاعب بعد هذا الانقطاع الطويل، خاصة في ظل الظروف الحالية'.
واختتم حديثه بالقول: 'الحرب أنهت مسيرتنا في الملاعب بطريقة لا تليق بنا. كنت أطمح إلى استثمار خبرتي في المسابقات الرياضية، ونقلها إلى جيل جديد من الحكام، لكن ذلك لم يتحقق'.
الحرب الإسرائيلية المتواصلة لم تُنهِ مسيرة عدد كبير من الرياضيين فحسب، بل هدّدت أيضًا وجود العديد من الأندية الرياضية، التي فقدت عددًا كبيرًا من لاعبيها، وبعضها فقد مقراته وملاعبه، مما يجعل استئناف نشاطها في المستقبل القريب شبه مستحيل.