اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
انتهت مسيرة عدد كبير من اللاعبين في قطاع غزة، بعد تعرضهم للإصابة برصاص وصواريخ قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تشن حرب إبادة منذ ما يقارب العامين.
ولن يتمكّن المئات من اللاعبين من العودة إلى الملاعب مستقبلاً، بعد إصابات مستدامة تسببت لهم بإعاقات دائمة، منعتهم من الحركة بشكل سليم كما كانوا من قبل.
العدّاء الدولي محمد العبيد وجّه مناشدة لمساعدته على الخروج من قطاع غزة لتلقي العلاج، بعدما أصيب برصاصة خطيرة في الظهر أثناء وجوده في منطقة توزيع المساعدات. الأطباء حذّروا من احتمال إصابته بشلل نصفي إن لم يتلقَ علاجاً خارجياً، مؤكدين استحالة عودته إلى مضمار الجري مستقبلاً.
العبيد أحد أبطال فلسطين في ألعاب القوى، شارك في بطولات محلية ودولية ورفع علم بلاده عالياً، لكنه اليوم يقف بين الحياة والموت، فيما تعيش أسرته على حافة الضياع.
أما لاعب كرة القدم حسن البسيوني، الذي لعب لعدة أندية في قطاع غزة، فقد أصيب بطلق ناري خلال وجوده في منطقة الشاكوش غرب رفح للحصول على مساعدات، حيث اخترقت الرصاصة معدته والاثني عشر، وتسببت بكسر فقرتين من العمود الفقري قبل أن تستقر في النخاع الشوكي.
يقول البسيوني لصحيفة فلسطين: 'الإصابة أنهت حياتي الرياضية، وأصبحت غير قادر على العودة للملاعب. الآن لا أستطيع حتى الذهاب إلى الحمام لقضاء حاجتي، وزني انخفض إلى 30 كيلو فقط، ولا يوجد أي تحسّن في صحتي لغياب العلاج المناسب.'
وأضاف: 'أحصل على مسكنات فقط إن توفرت، وأنتظر تحويلة للعلاج في الخارج، لكن الإجراءات معقدة وبطيئة، ووضعي الصحي يزداد سوءاً.'
معاناة البسيوني تتضاعف بسبب حالة ابنته، التي تُعتبر من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنام تحت سريره في المستشفى، حيث تحتاج إلى رعاية ودعم خاص لا يتوفر وسط هذه الظروف.
اللاعب يوسف أبو زايد (31 عاماً) من قرية الزوايدة وسط القطاع، فقد قدمه اليمنى بعد أن بترتها صواريخ الاحتلال في يناير الماضي، فيما تعاني قدمه الأخرى من إصابة صعبة تتطلب علاجاً مكثفاً.
يقول أبو زايد: 'قدماي كانتا كل شيء، مصدر رزقي وكرامتي واستقلالي. حين فقدت قدمي اليمنى وتعرض جسدي للشظايا، شعرت أنني فقدت حياتي كلها.'
وأشار إلى أنه يعاني حالياً من ضعف الدم بسبب انعدام الغذاء الصحي بفعل التجويع والحصار، إضافة إلى انهيار المنظومة الصحية في القطاع التي لم توفر له العلاج أو العمليات الجراحية اللازمة. ويضيف: 'لا أتلقى حتى مسكناً كافياً يخفف من آلامي وصراخي.'
يوسف اليوم ينام على فراش إسفنجي مهترئ، يقضي نهاره جالساً يحدّق في الفراغ، يستعيد مشاهد الإصابة والدماء، ويتذكر أصدقاءه فيبكي وتنهمر دموعه.
إن هؤلاء الأبطال، الذين كانوا نجوم الملاعب وواجهات الرياضة الفلسطينية، حرمهم الاحتلال من موهبتهم، وسرق منهم استقلاليتهم، وتركهم بلا دواء ولا رعاية، فيما المؤسسات الدولية المعنية تلتزم الصمت.