اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
استبعادنا سبب المجاعة والفوضىأكد المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا'، عدنان أبو حسنة، أن الوكالة تمتلك خططًا جاهزة لاستئناف عملياتها الإنسانية في قطاع غزة، مشددًا على أن تعطيل عمل 'أونروا' خلال العامين الماضيين كان أحد الأسباب الرئيسة لانتشار المجاعة والفوضى في توزيع المساعدات.
وقال أبو حسنة لصحيفة 'فلسطين'، إن 'أونروا' وضعت خططًا متكاملة للتعامل مع المرحلة المقبلة تشمل استعادة العملية التعليمية وإعادة تأهيل المرافق الصحية التابعة للوكالة وتوزيع المساعدات الغذائية على نطاق واسع'.
وأضاف: 'هناك 660 ألف طالب وطالبة يعيشون الآن بين الركام، بعد عامين كاملين من دون أي تعليم أو دراسة، ويجب استعادة العملية التعليمية بصورة سريعة للغاية'.
وأشار إلى أن الوكالة تسعى كذلك إلى إعادة تأهيل العيادات والمراكز الصحية التابعة لها، موضحًا أن لـ'أونروا' 22 عيادة مركزية في مختلف مناطق القطاع، وقد سجلت هذه العيادات منذ السابع من أكتوبر 2023 نحو 10 ملايين زيارة طبية، وهو ما 'يعكس الدور الكبير والمركزي الذي نلعبه في قطاعي التعليم والصحة'.
أما في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أوضح أبو حسنة أن لدى 'أونروا' نحو 6000 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والخيام والأغطية والأدوية والمياه، تنتظر السماح لها بالدخول إلى قطاع غزة، لافتًا إلى أن هذه الكميات تكفي لتغطية احتياجات القطاع الغذائية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
وتابع: 'قد تكون هناك منظمات أخرى تعمل في المجال الإنساني، لكننا الأكثر استعدادًا من حيث الإمكانات؛ فـ6000 شاحنة تعني 120 ألف طن من المساعدات بانتظار إدخالها'، مؤكدًا أن فرق 'أونروا' وخططها جاهزة تمامًا للتعامل مع المرحلة المقبلة.
وفي تعليقه على ما عُرف باسم 'منظمة غزة الإنسانية' التي فككت مواقع عملها في القطاع، قال أبو حسنة: 'هذه ليست منظمة إنسانية بل منظمة لا إنسانية بكل صراحة. فقد جلبت مرتزقة وعسكريين متقاعدين لا علاقة لهم بالعمل الإنساني، وسمعنا شهادات كثيرة من أفراد وضباط متقاعدين عملوا معهم، وأكدوا أن لا صلة لهم بالجانب الإنساني'.
وأضاف أن أكثر من 2600 فلسطيني قتلوا أثناء محاولتهم تسلم السلال الغذائية من هذه المنظمة، إلى جانب آلاف الجرحى، مؤكدًا أن 'هذه المنظمة كان يجب أن تتوقف منذ زمن بعيد، لأنها مارست عمليات قتل سادية بالتعاون مع جيش الاحتلال'.
وأوضح أن الاتفاق الجديد ينص على عودة منظومة الأمم المتحدة إلى العمل في غزة، مضيفًا: 'نحن جاهزون ولدينا خطط متكاملة لإعادة التعليم وتأهيل المنشآت الصحية وتوزيع المساعدات. لدينا 6000 شاحنة و400 نقطة توزيع غذائي يمكن تفعيلها فورًا، وآلاف العاملين ينتظرون السماح بإدخال المساعدات لبدء عملية إغاثة طارئة حقيقية وسريعة'.
مستقبل الأونروا
وعن حظر 'أونروا'، قال أبو حسنة إن الخطوة تحمل أبعادًا سياسية خطيرة، إذ 'تعتقد (إسرائيل) أن منع 'أونروا' من العمل يمكن أن يؤدي إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين'، مشيرًا إلى أن هذا الطرح 'يشبه الفانتازيا السياسية'، مشددًا على أنه لا يمكن لأي دولة أن تلغي مؤسسة أممية بحجم 'أونروا'، كما لا يمكنها أن تلغي اليونيسف أو منظمة الصحة العالمية.
وبين أن استبعاد 'أونروا' من منظومة العمل الإغاثي، خصوصًا في توزيع المساعدات الغذائية، أدى إلى نتائج كارثية، موضحًا أن الوكالة واصلت العمل في قطاعات التعليم والصحة وجمع النفايات الصلبة والدعم النفسي ومراكز الإيواء، لكن 'في ملف المواد الغذائية تسبب إبعاد الوكالة الأممية بحدوث فوضى شاملة وغياب منظومة قادرة على توزيع المساعدات بعدالة وشفافية واستقلالية'.
ولفت إلى أن بعض المنظمات الأممية الأخرى العاملة في القطاع صغيرة الحجم ولا يتجاوز عدد موظفيها 20 أو 25 فردًا، في حين أن 'أونروا' تضم أكثر من 12 ألف موظف يتمتعون بخبرات ميدانية تراكمت عبر عقود طويلة.
وختم أبو حسنة حديثه: 'نحن نعمل في غزة منذ 76 عامًا كمنظومة أممية متكاملة، واستبعاد الأونروا كانت له نتائج خطيرة، أبرزها انتشار المجاعة وسيطرة مجموعات على المساعدات وحرمان معظم السكان منها بسبب الفوضى وبسبب إقصاء المنظومة الأممية عن عملية التوزيع'.
وبعد 735 يوما من حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، الجمعة الماضية، مع إعلان جيش الاحتلال انسحاب قواته نحو الخط الأصفر وفق ما نص عليه الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي.