اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ حزيران ٢٠٢٥
تُعاني قرية الجانية، إلى الغرب من مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، من اعتداءات إسرائيلية متصاعدة ومستمرة؛ لا سيما خلال الـ 14 يومًا الماضية، والتي يُواصل فيها الاحتلال إغلاق بوابة رأس كركر العسكرية.
وتفرض قوات الاحتلال، منذ يوم الثلاثاء 10 حزيران/ يونيو الجاري، إغلاقًا كاملًا على قريتي الجانية ورأس كركر، عبر إغلاق البوابات العسكرية ومداخل القريتين ومنع تنقل المواطنين.
عزل وحصار..
وقال رئيس مجلس قروي الجانية، عصام يوسف، في تصريحات صحفية متلفزة، اليوم الثلاثاء، إن قوات الاحتلال عزلت القرية عن محيطها بالكامل.
ونوه 'يوسف' إلى أن أهالي قرية الجانية 'يعيشون حصارًا حقيقيًا بعد إغلاق الاحتلال للبوابات الحديدة على مدخل رأس كركر ومنطقة البرج العسكري المؤدية إلى كفر نعمة، وبوابة خربثا بني حارث ودير عمار'.
وأردف: 'بشكل رسمي يعيش أهالي الجانية في سجن كبير؛ المريض لا يستطيع الوصول للمراكز الصحية أو المشافي، وكذلك الطلاب يجدون صعوبة بالغة في الوصول إلى الجامعات، والحال كذلك يسري على الموظفين الحكوميين وغيرهم'.
ولفت النظر إلى أن قرية الجانية 'محاطة بالكامل ومن كل الاتجاهات' بالمستوطنات والشوارع الاستيطانية الالتفافية. موضحًا: 'الاحتلال أغلق عام 2003 المدخل الرئيسي للجانية وبقي لها مدخل وحيد يمر عبر قرية رأس كركر المجاورة؛ تعرض هو الآخر للإغلاق مؤخرًا'.
وأردف: 'توفرت عدة طرق زراعية أخرى، لكن الاحتلال أقدم على إغلاقها بالمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية، مع تواجد دائم لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين'.
ونبه رئيس 'قروي الجانية' أن أهالي القرية لكي يتمكنوا من الوصول لأماكن عملهم ودراستهم والمشافي في رام الله أو القرى المجاورة يسيرون على الأقدام من بوابة رأس كركر باتجاه منطقة البرج العسكري أو بوابة خربثا بني حارث، وبعدها يستقلون مركبات من خلف البوابات'.
تعطل الخدمات ونقص المواد الأساسية..
وبيّن أن قرية الجانية تُعاني، بسبب الحصار والإغلاق الإسرائيلي، من تعطل الخدمات ونقص بالمواد الأساسية، لا سيما الغذائية؛ 'المواطن عانى في تأمين احتياجات عائلته، لا سيما الخبز والطحين، منذ اليوم الأول للإغلاق'.
وتفاقمت أزمة النفايات بشكل ملحوظ، في قرية الجانية، نتيجة تعذر دخول مركبات جمع النفايات وخروجها. بينما شدد 'قروي الجانية' على أن 'هذا التراكم يشكل تهديداً صحياً وبيئياً لأهالي القرية'.
وأكمل: 'نعمل حالياً، بالتعاون مع جهات الاختصاص، على إيجاد حلول عاجلة ومؤقتة للتخفيف من آثار الأزمة، ونؤكد على ضرورة إنهاء هذا الحصار الظالم فوراً لحماية صحة وسلامة المواطنين'.
8 بوابات عسكرية..
ويُغلق الاحتلال مداخل قريتي الجانية ورأس كركر، غربي رام الله، بـ 8 بوابات عسكرية، وقطع كل التواصل مع الجوار الفلسطيني من القرى والبلدات الأخرى، وفق ما صرح رئيس مجلس قروي رأس كركر، مروان نوفل.
وأكد 'نوفل' في تصريحات صحفية، أن قوات الاحتلال منعت بالأمس المواطنين من التنقل 'حتى مشيًا على الأقدام'.
وفُعّلت، بعد الإغلاق الإسرائيلي، لجان الطوارئ الشعبية في قريتي رأس كركر والجانية، لتخفيف العبء عن المواطنين والتواصل مع الجهات الرسمية والمعنية أملًا بتلبية احتياجات المواطنين والوقوف على معاناتهم اليومية.
اعتداءات استيطانية..
وفي سياق متصل، أفاد مجلس قروي الجانية في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على 'فيسبوك'، بأن قطعان المستوطنين اعتدوا على ممتلكات المواطنين.
وتابع: 'أقدم المستوطنون على تخريب عين المياه الرئيسية في الجانية (عين باسين)، ودمّروا أجزاء من البركة الزراعية، إضافة لإتلاف المزروعات بشكل متعمد'.
واعتبر المجلس القروي أن 'هذا الاعتداء يأتي في إطار سياسة ممنهجة لتجفيف مصادر الحياة في الجانية، والضغط على الأهالي'.
وحمّل، الاحتلال كامل المسؤولية عن هذه الجرائم. مطالبًا المؤسسات الحقوقية والجهات الرسمية بالتحرك العاجل لحماية ما تبقى من مقدرات قرية الجانية.
وتبلغ مساحة أراضي قرية الجانية، قرابة الـ 12 ألف دونمًا، يُسيطر الاحتلال على ألفي دونم منها لصالح المستوطنات ويمنع البناء في الـ 9 آلاف دونم على أساس أنها أراضي مُصنفة 'ج'، بينما تبقى للأهالي قرابة الـ 800 دونم (مناطق 'ب').
ويمنع الاحتلال، أهالي قرية الجانية من الوصول لأراضيهم؛ لا سيما تلك الواقعة خلف أو بداخل المستوطنات والبؤر الاستيطانية، التي أقامها قطعان المستوطنون على أراضي القرية الزراعية وسيطروا من خلالها على ينابيع المياه.
وكان الاحتلال قد أقام على أراضي قرية الجانية وقرى أخرى مجاورة، 5 مستوطنات وبؤر استيطانية، وبدأ بمصادرة الأراضي منذ بداية العام 1980، وأقر مؤخرًا بناء العديد من الوحدات الاستيطانية الجديدة داخل تلك المستوطنات.