اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
يدحض واقع المسيحيين الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي مزاعم بنيامين نتنياهو في الأمم المتحدة بأن كيانه 'يحمي المسيحيين في الشرق الأوسط'. واقع تفنده أرقام المهجرين قسرا، والدماء النازفة في غزة، والمقدسات المستهدفة في القدس والضفة الغربية وحتى داخل أراضي 48، وفق ما تؤكده هيئات كنسية ومسؤولون مسيحيون.
ويصف ديمتري دلياني رئيس التجمع الوطني المسيحي، خطاب نتنياهو بأنه 'بروباغندا رخيصة تفضحها الوقائع'، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي ألحق ضررا بالوجود المسيحي الفلسطيني 'يفوق ما ارتكبه تنظيم داعش في العراق وسوريا'.
تهجير وتضييق وقصف
وقال دلياني، لـ 'فلسطين أون لاين'، إن أكثر من 60% من مسيحيي القدس هاجروا منذ عام 1967 نتيجة سياسة التمييز والإقصاء، فيما وتواجه كنائس تاريخية ككنيسة القيامة مضايقات متواصلة، وضرائب تهدف إلى نزع ملكيتها وتحويلها إلى معالم سياحية خالية من الحياة الدينية.
وأشار إلى أن موكب 'سبت النور' يمنع بشكل متكرر، ويقيد وصول المصلين إلى كنيسة القيامة، ورجال الدين المسيحيون يتعرضون يوميا لاعتداءات تشمل البصق، والضرب، والتحريض، وسط حماية رسمية للمعتدين من قبل شرطة الاحتلال.
وفي غزة، تعرضت كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس للقصف في أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 18 مسيحيا بينهم أطفال ونساء، كما قصفت قوات الاحتلال كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية، واستهدفت مؤسسات تابعة للكنائس، كالمركز الثقافي الأرثوذكسي والمستشفى المعمداني.
وأكد دلياني، أن هذه الاعتداءات ليست استثناء، بل جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى اقتلاع المكون المسيحي من فلسطين، مشيرا إلى هجمات استهدفت قرى مسيحية كقرية الطيبة قرب رام الله، والمقابر المسيحية التي دنست وتعرضت لتكسير الصلبان والقبور مرارا.
الاستهداف ليس محليا
واتهم دلياني كيان الاحتلال بقصف كنائس وأديرة في جنوب لبنان وسوريا خلال السنوات الماضية، ما يعكس عداء عابرا للحدود تجاه الرموز المسيحية في المشرق، وليس فقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف، الاحتلال ألحق بالمسيحية الفلسطينية ضررا ديموغرافيا وتاريخيا يفوق ما ارتكبه داعش في سوريا والعراق مجتمعين'.
وفي الداخل الفلسطيني المحتل، يواجه المسيحيون تمييزا مؤسسيا واضحا، رغم أنهم لا يشكلون سوى 1.8% من السكان. ويؤكد دلياني أن نحو 40% من شبابهم يفكرون بالهجرة بسبب انسداد الأفق.
وأشار إلى أن القوانين الإسرائيلية مثل 'قانون القومية اليهودية' تضع جميع العرب، مسلمين ومسيحيين، في مرتبة مواطنين من الدرجة الثانية، وهو ما ينعكس في توزيع الميزانيات، والتضييق على المدارس الكنسية، وحرمانهم من فرص العمل والتمثيل السياسي.
من جهتها، قالت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس، إن إسرائيل دمرت الوجود المسيحي في فلسطين، ووصفت خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة بـ'المخادع والمجافي للحقيقة'.
وأوضحت اللجنة في بيان صحفي، أن المسيحيين شكلوا 12.5% من سكان فلسطين قبل النكبة، ولم يتبق منهم اليوم سوى 1.2%، بسبب التهجير القسري والمضايقات ومصادرة الأراضي. وأشارت إلى تهجير 90 ألف مسيحي في 1948، وإغلاق نحو 30 كنيسة، وتنفيذ مجازر ضد المدنيين المسيحيين في القدس وقرية عيلبون.
الكنائس في خطر
وذكرت أن بيت لحم، مدينة ميلاد السيد المسيح، تحاصر اليوم بأكثر من 150 حاجزا وبوابة عسكرية وجدار فصل عنصري، وتصادر أراضيها لصالح المستوطنات. كما جرى تجميد حسابات البطريركيات، وفرض ضرائب باهظة على الكنائس، والحجز على ممتلكات الكنيسة الأرمنية في القدس.
وأكدت أن الكنائس تواجه 'هجمة غير مسبوقة'، تشمل الاعتداء على رجال الدين، وتدنيس المقدسات، ومنع المسيحيين من الوصول إلى أماكن عبادتهم، وحتى التضييق على الحجاج الأجانب.
ويشدد دلياني على أن كل ما هو غير يهودي مستهدف.. 'حتى الدروز الذين خدموا الاحتلال بذل ونذالة لم يسلموا من عنصريته'.